أرجعه إلى ارتفاع نسبة الفقر وغلاء أسعار المواد الغذائية.. تقرير حكومي: ارتفاع نسبة الأنيميا وهشاشة العظام بين المصريين لأكثر من 50 في المائة
كتب نجوى إبراهيم (المصريون): : بتاريخ 10 - 7 - 2009
كشف تقرير صدر حديثا عن المجلس القومي للإنتاج والشئون الاقتصادية التابع للمجالس القومية المتخصصة عن ارتفاع نسبة الأنيميا بين المصريين نتيجة سواء الغذاء، حيث تجاوزت النسبة أكثر من 50 % بين الأطفال، وأكثر من 39 % بين الأمهات، وتنخفض إلى 35% بين المراهقات والمراهقين، موضحا أن بعض الوزارات قامت بتوزيع أقراص الحديد والبسكويت لمواجهة الأنيميا بين طلاب المدارس.
التقرير ذاته كشف أن 50% من الذكور في مصر مصابون بهشاشة العظام، و50% من الإناث لديهن كثافة منخفضة في العظام، وتصل نسبة المصابين بهشاشة العظام إلى 65 بين المسنين، ويرجع هذا إلى عدم تناول الأغذية الغنية بالكالسيوم.
وعزا ذلك إلى عدة عوامل تؤثر سلبا على الغذاء، منها ارتفاع أسعار المواد الغذائية خاصة الحبوب والأرز واللحوم، فضلا عن استخدام الذرة وبعض الحبوب والسكر لإنتاج مواد الوقود الحيوي، حيث أدى استخدام 30 مليون طن ذرة لإنتاج الإيثانول إلى انخفاض المخزون العالمي للحبوب بمقدار 50%.
كما يرجع ذلك إلى انتشار الفقر الذي يحد من إتاحة المواد الغذائية، وزيادة الأمراض وتأثيرها السلبي على الحالة الغذائية، وزيادة الفجوة بين البلدان الأكثر تقدما وبلاد العالم الثالث، إلى جانب تعاظم دور الشركات متعددة الجنسيات وسيطرتها على سوق الإنتاج واحتكارها لبعض أنواع الحبوب والمحاصيل الزراعية.
إضافة إلى نقص المساعدات الغذائية التي تقدمها الدول المتقدمة إلى دول العالم الثالث، وضعف قدرة مؤسسات الأمم المتحدة التي تعمل في مجالات المساعدات الغذائية، والارتفاع في متوسط مستويات الأعمار وكثرة أعداد المسنين حيث الذي بلغ حاليا أكثر من 6% من السكان في مصر.
فضلا عن دور الإعلام في نشر عادات وأنماط غذائية ضارة خاصة من الأطفال والمراهقين، حيث ثبت علميا أن الأطفال الذين يتناولون المشروبات الغازية يتناولون منتجات الألبان الأكبر فائدة بنسبة أقل، وضعف منظمات المجتمع المدني في القيام بدور فعال في حماية المستهلك ونشر الوعي الغذائي.
وأوصى التقرير بضرورة وضع نظام متكامل للترقي الغذائي على مستوى الجمهورية، بالإضافة إلى الدعوة إلى إعداد خريطة مرضية اجتماعية تساعد في توضيح أسلوب معالجة الحالات المرضية لكل فرد بما يتفق مع احتياجاته الغذائية، وذلك للمساهمة في مواجهة أي مشكلات صحية قد يعجز المجتمع عن علاجها.
كما أوصى بزيادة الإنتاج الحيواني عن طريق تعزيز إمكانات الطب البيطري على المستوى الأكاديمي والخدمي، إضافة إلى تقوية الجهود لنشر الوعي الغذائي السليم وخاصة بين الفئات محدودة الدخل، والتركيز على استخدام الأطعمة قليلة التكلفة كبدائل بنفس القيمة الغذائية للأطعمة مرتفعة التكلفة، وإنتاج اللقاحات الخاصة لعلاج أمراض الحيوانات باستخدام تقنيات الهندسة الوراثية وعناصر لقاحات أنفلونزا الطيور والخنازير.