الوهن

آحمد صبحي منصور في الإثنين ١٩ - فبراير - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
هل ( الوهن ) يعنى المرض ام الضعف ؟
آحمد صبحي منصور

الإجابة  

مصطلح ( الوهن ) جاء فى قوله جل وعلا :

1 ـ   ( ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا (2) إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيّاً (3) قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيّاً (4) مريم )

( وهن العظم ) هنا هشاشته وقابليته للكسر . وهو مرتبط بالشيخوخة حين يقل بالتدريج قدرة الجسم على تكوين عظام جديدة ، وتفقد المفاصل مرونتها . هذا حسب معرفتنا ، وما لدى المتخصصين أعمق وأشمل.

 2 ـ ( مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (41) العنكبوت )

الروعة هنا فى قوله جل وعلا :

2 / 1 :  (اتَّخَذَتْ بَيْتاً ): أُنثى العنكبوت هى التى تتخذ البيت ، وبعد أن يلقحها الذكر تفترسه . ( تاء التأنيث ) فيها إعجاز علمى .

2 / 2 : (  وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ ). لم يقل جل وعلا وان اهون الخيوط لخيط العنكبوت. الوهن هو فقط فى بيت العنكبوت ، يمكن أن تدمره الرياح والأمطار والأمواج ، وأن تدوسه اقدام الحيوانات والطيور والناس . ولكن خيوط العنكبوت غاية فى الصلابة .

2 / 3 : ( مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ  ): هنا ضرب مثل ينطبق على المشركين ، فهم إتّخذوا بارادتهم الحُرّة أولياء يقدسونهم ويؤلهونهم ويتوسلون بهم يعتقدون فيهم النفع بينما هم يهلكون أنفسهم ، مثل أُنثى العنكبوت التى تُعدُّ بيتها ليكون مهلكة لزوجها ، يأتى له مخدوعا كما يأتى المشركون للولى المقدس مخدوعين .

2 / 4 : (  لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ  ): لو كانوا يعلمون ويفقهون ما قدسوا بشرا حيا أو ميتا ، ولو كانوا (يعلمون ) علما فيزيائيا لأدركوا الاعجاز العلمى فى ضرب هذا المثل . قال جل وعلا بعدها : ( إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (42) وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلاَّ الْعَالِمُونَ (43) العنكبوت ). المحمديون والمسيحيون والبوذيون والبهائيون..الخ يقدسون البشر والحجر . ينطبق عليهم قوله جل وعلا : ( مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (41) إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (42) وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلاَّ الْعَالِمُونَ (43) العنكبوت ). المحمديون هم شرُّ أُمّة أخرجت للناس ، معهم القرآن الكريم يزعمون الايمان به بينما إتّخذوه مهجورا ، بينما يعبدون ما ينحتون .!

3 ـ ( وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ ) (14) لقمان ). هذا عن مشقة الحمل ، تكرر فيه الوهن مرتين ، أى ضعفا على ضعف . المُلفت للنظر أن الوصية جاءت بالوالدين معا ( الأب والأمم ) بينما الأم هى التى حملت وعانت وقاست . والمعنى المراد أن الأب شريك لها ، وهو بجانبها يحنو عليها ويخفف عنها،أو هذا ما ينبغى أن يكون . أليس كذلك ؟ هو كذلك.!

4 ـ ( ذَلِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ (18) الانفال ). الله جل وعلا يوهن أى يضعف كيد الكافرين ، وسيدفعون الثمن ولو بعد حين . قال جل وعلا : ( إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً (15) وَأَكِيدُ كَيْداً (16) فَمَهِّلْ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً (17) الطارق )

5 ـ ( وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ (146) آل عمران ). جاء هذا فى سياق الوعظ للصحابة بعد هزيمتهم فى موقعة ( أُحُد ) . قال جل وعلا : ( هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (138) وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمْ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (139) إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140) وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ (141) أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمْ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ (142) وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَتَمَنَّوْن الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (143) وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِيْن مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ (144) وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَاباً مُؤَجَّلاً وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ (145) آل عمران ) . وفى تدبره عبرةُّ لأولى الألباب .

اجمالي القراءات 1611