آحمد صبحي منصور
في
الأربعاء ٠٧ - فبراير - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً
نص السؤال
آحمد صبحي منصور
1 ـ الاسلام السلوكى هو السلام . من لا يعتدى على أحد ويعيش مسالما فهو مسلم بغضّ النظر عن ملته وإعتقاده ، سواء كان : بوذيا / بهائيا مسيحيا / سنيا / صوفيا / شيعيا / ملحدا . لأن هذا فى تعامله مع الناس .
2 ـ الاسلام القلبى التعبدى فى العلاقة مع الله جل وعلا هو أن تُسلم وجهك وقلبك للخالق جل وعلا وحده ، تؤمن به وحده لا شريك له ، وتعبده وحده مخلصا له الدين كما أمر رب العزة جل وعلا رسوله الكريم فى سورة الزمر: ( إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدْ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ (2) أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ (3) ..( قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ (11) وَأُمِرْتُ لأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ (12) قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (13) قُلْ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَهُ دِينِي (14) فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (15)) ،إخلاص الدين للخالق جل وعلا يعنى ألّا يكون فى قلبك ذرة تقديس لبشر .
3 ـ هنا يكون إختلاف البشر . لكل منهم فكرة عن الله جل وعلا . منهم من يراه مالك اليوم الدين الأحد الصمد الذى لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ، والذى لم يتخذ شريكا ولا يشرك فى حكمه أحدا طبقا لقوله جل وعلا : (وَقُلْ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنْ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً (111) الاسراء ) (مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً (26) الكهف ) ( الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً (2) الفرقان ) .
الأكثرية خصوم فى الدين ، يرون لله جل وعلا شركاء يحكمون معه فى الدنيا وفى يوم الدين ، يتوسلون بهم ويؤمنون بشفاعتهم يوم الدين . الله جل وعلا سيحكم بين هاذين الخصمين يوم الدين . قال جل وعلا : ( هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمْ الْحَمِيمُ (19) يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ (20) وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ (21) كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (22) إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ (23) وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنْ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ (24) الحج ).
4 ـ من أجل هذا نحن نعظ السنيين والصوفية والشيعة الذين يقدسون البشر والحجر ويؤمنون بغير القرآن الكريم حديثا . نعظهم بأن ذلك كفر مستحق للخلود فى النار . نعظهم بآيات القرآن الكريم ، وبعرض تراثهم وتاريخ أسلافهم على القرآن الكريم الذى أنزله الرحمن جل وعلا لينذر من كان كان على قيد الحياة . قال جل وعلا : ( إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ (69) لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيّاً وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ (70) يس ) .
5 ـ هذا هو التكفير عندنا ، هو وعظ نابع من الحب والاهتمام . ليس التكفير عندنا قتلا وإستحلالا للدم ، وليس للأشخاص بل لما يفعلون . بدليل وجود التوبة ، وقد كنا من قبل نقدس الأعتاب والقبور ونؤمن بأحاديث غير القرآن الكريم ، فاهتدينا بهدى القرآن الكريم ، وندعو به أملا أن يهتدى به غيرنا .