ثلاثة أسئلة

آحمد صبحي منصور في الجمعة ١٩ - يناير - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
السؤال الأول : اعرف انك لا تؤمن بالأحاديث ، ولكن يعجبنى تحليلك لمحتواها ومضمونها . وأريد رأيك فى حديث ( إن أبغض الحلال عند الله الطلاق ) . السؤال الثانى من الاستاذ ميلود حميدة : ما معنى : ( فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ )؟ السؤال الثالث من الاستاذة كريمة إدريس : لي سؤالي والدي الكريم لو تسمح لي في موضوع الخمر ..انا لو قلت ماهو معني السكر في القاموس القرآنى كما تذكرها وبدقه ...يقول رب العالمين جلا ثناؤه لا تقربوا الصلاة وانتم سكاري ...علمت ايضا ان في القدم كانوا يستخلصون خمرا من تمر النخيل ...كانوا يقولون عرق البلح ...انا ابحث عن معني كلمة سكرا في القاموس القرآني فهل تناولتها ام ليس بعد ؟؟
آحمد صبحي منصور

إجابة السؤال الأول

1 ـ مخترع هذا الحديث يتجرّا ويتكلم بالنيابة عن رب العزة جل وعلا بأن أبغض الحلال عنده هو الطلاق . فهل أعطاه رب العزة جل وعلا تفويضا أن يتكلم بإسمه فيما يحبه أو يبغضه ؟

2 ـ رب العزة جل وعلا ذكر تشريعات الطلاق وتفصيلات كثيرة لم يلتفت اليها هؤلاء الفقهاء الملاعين ، بدلا من ذلك إخترعوا تشريعات فى الطلاق تتناقض مع القرآن الكريم ، ومنذ منتصف التسعينيات عقدنا ندوة فى رواق ابن خلدون عن هذا التناقض ، وقد أحدثت ضجة ،ونشرناها فى مصر ، وأعدنا نشره بحثا هنا ، وأعيد نشره فى كتابنا الضخم عن تشريعات المرأة بين الاسلام والدين السُنّى الذكورى .

3 ـ إذا كان جل وعلا يبغض الطلاق فلما شرّعه ؟ وهل الحلال يكون بغيضا له جل وعلا ؟

4 ـ هؤلاء كفرة فجرة ، هم ما قدروا الله جل وعلا حق قدره .

إجابة السؤال الثانى :

فى مقالات كتابنا الضخم المنشور هنا عن ( تشريعات المرأة بين الاسلام والدين السنى الذكورى ) تعرضنا للحياة الجنسية بين الزوجين ، تدبرا لقوله جل وعلا : ( وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمْ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (222) نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لأَنفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلاقُوهُ وَبَشِّرْ الْمُؤْمِنِينَ (223)  البقرة )، وأيضا فى فتاوى كثيرة . والخلاصة الآتى :

1 ـ الاستمتاع الجنسى هو للطرفين ، وبسببه يدفع الزوج صداقا للزوجة ، وللقرآن الكريم مصطلحاته هنا مثل قوله جل وعلا : (فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً )( 24 ) النساء ).

2 ـ حدث خلاف فقهى فى موضوع إتيان الزوجة فى دبرها ، أجازه قوم وحرّمه آخرون مستدلين بقوله جل وعلا : ( فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمْ اللَّهُ ) على أنه من حيث يكون الحرث يكون الاتيان .

3 ـ ونرى

3 / 1 : إنه لو كان حراما لجاء التعبير بالقصر والحصر مثل ( ولا تؤتوهن إلا من حيث أمركم ) .

3 ـ للزوجين حق الاستمتاع الجنسى المطلق بإتّفاقهما ورغبتهما المشتركة . وليشرب الفقهاء المعارضون من البحر الأسود .

إجابة السؤال الثالث :

أولا :

مصطلح ( سكر ) ومشتقاته يأتى قرآنيا على النحو التالى :

1 ـ بمعنى ( السُّكّر )، أى مادة السُّكّر المستخلصة من نباتات مثل القصب والبنجر والبلح . قال جل وعلا : ( وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً وَرِزْقاً حَسَناً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (67) النحل )

2 ـ بمعنى الغيبوبة فى الموت . قال جل وعلا :( وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ )ُ (19) ق ).

3 ـ بمعنى الغفلة الشديدة التى تجعل الانسان لا يدرى ما يقول ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ ) (43) النساء )

3 ـ المفاجأة التى تجعل صاحبها يعمه ( من العمى ) كأن بصره ضاع . قال جل وعلا :

3 / 1 : ( وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَاباً مِنْ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ (14) لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ (15) الحجر )

3 / 2 : ( لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ (72) الحجر )

4 ـ وجاءت مرتين بمعنى الذهول الشديد والسكران .  قال جل وعلا :( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ (2) الحج ) .

ثانيا :

أى نشويات أو سكريات تتحول الى خمر فهى حرام ، يستوى إن كانت قليلة أو كثيرة .

اجمالي القراءات 1720