هل كانت بداية حياة رسول الله محمدا مثل بداية رُسُل الله موسى وعيسى، عل

Brahim إبراهيم Daddi دادي في الإثنين ٠١ - مارس - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً

 

 

هل كانت بداية حياة رسول الله محمدا مثل بداية رُسُل الله موسى وعيسى، عليهم السلام؟

هل الحياة الشخصية لرسول الله محمد عليه الصلاة والسلام من الوحي؟

 

عزمت بسم الله،

 

من الملاحظ أن المسلمين أسرفوا في مدح النبي محمد عليه الصلاة والسلام، لدرجة الألوهية والشرك، وهم طبعا لا يقصدون الشرك، وإنما يرددون ما وجدوا عليه آباءهم دون أن يفقهوا ما يقولون، فكتب الشعراء وغيرهم في مدح النبي حبا لشخصه الكريم، فبدؤوا من يوم أن حملته أمه جنينا في بطنها إلى أن كلّف بتبليغ رسالة ربه ( القرآن العظيم)، رغم أن حمله وفصاله ومولده لم يشر إليه المولى تعالى لا قبل ولا بعد البعثة، بل ولد كغيره من البشر وترعرع في مكة بين صناديد الكفر والشرك ولم يكن أحدهم يعلم بمصيره ومستقبله قبل نزول الروح الأمين إليه، ـ لو كانوا يعلمون أنه سيكون عليهم وبالا لفعلوا ما فعل فرعون بالمواليد ـ (إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِ نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُفْسِدِينَ(4)) القصص.  وقد أخبرنا المولى تعالى عن كيفية خلق ونشأة بعض الأنبياء والرسل السابقين من بداية الحمل إلى وفاتهم، مرورا برضاعتهم ونشأتهم، والغريب في الأمر أن الله تعالى لم يذكر شيئا عن خلق محمد بن عبد الله عليه السلام ولا عن ولادته وطفولته، بل قال له المولى تعالى أن يقول: قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ(6). فصلت. والكهف "110". فكان هذا القول تأيدا لقول الظالمين المترفين الذين كفروا يقول تعالى: وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقَاءِ الْآخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ(33). المؤمنون. كذلك وقد قالت رسل الله من قبل: قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَمَا كَانَ لَنَا أَنْ نَأْتِيَكُمْ بِسُلْطَانٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلْ الْمُؤْمِنُونَ(11). إبراهيم.

     

لقد أنزل الله قرآنا يتلى ويتعبد به وهو الحق من الله تعالى، يذكر فيه كيفية نشأة بعض الأنبياء والمرسلين فقال سبحانه عن موسى عليه السلام: وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنْ الْمُرْسَلِينَ(7)... وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ(10)... فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ(13)وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ(14). القصص.

 

ويقول المولى تعالى عن عيسى عليه السلام:

إِذْ قَالَتْ الْمَلَائِكَةُ يَامَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنْ الْمُقَرَّبِينَ(45).آل عمران.

 

إِذْ قَالَ اللَّهُ يَاعِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنْ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ(110). المائدة.

 

وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَابَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ(6). الصف.

 

أما عن آخر الأنبياء محمدا عليه الصلاة والسلام، فلم يخبرنا المولى تعالى عن حمله ومولده وبداية حياته الطفولية ثم المراهقة والشباب، إلى أن بلغ أشده واستوى أنزل الله تعالى عليه الروح الأمين ( جبريل عليه السلام) ليبلِّغ له ما أنزل إليه من ربه، وأمر بتبليغه للناس وإلى قومه وينذر عشيرته الأقربين والعالمين.

لكن المفرطين في حب الرسول عن طريق النقل وجهل ما تحمل تلك الكتب المنقولة من الشرك بالله تعالى، وتأليه رسوله والتغزل به وفي جماله و وصفه بما يفوق وصف النسوة لنبي الله يوسف عليه السلام الذي قال الله: فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ(31). يوسف.

فهل الرسول محمدا عليه السلام وصف أو لوحظ فيه شيئا متميزا عن غيره من البشر قبل البعثة، أم أنه كان بشرا مثلهم يمشي في الأسواق ويأكل الطعام؟؟؟

هل بعد البعثة وطيلة حياته التي تحمَّل فيها تبليغ الرسالة والجهاد في سبيل الله، والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، أقول هل كان الصحابة يمدحونه ويصفونه بأوصاف لا حياء فيها، وفيها الكثير من عبارات الشرك بالله تعالى كما جاء في ما كتب شرف الدين البصيري:

 

وُمُحَيّاً كالشَّمس منكَ مُضِيءٌ       أسْفَرَت عنه ليلةٌ غَرّاءُ

ليلةُ المولدِ الذي كَان للدِّي       نِ سرورٌ بيومِهِ وازْدِهاءُ

وتوالَتْ بُشْرَى الهواتفِ أن قدْ       وُلِدَ المصطفى وحُقّ الهَناءُ

وتَدَاعَى إيوانُ كِسْرَى ولَوْلا       آيةٌ مِنكَ ما تَدَاعَى البناءُ

وغَدَا كلُّ بيتِ نارٍ وفيهِ       كُرْبَةٌ مِنْ خُمودِها وَبلاءُ

وعيونٌ لِلْفُرسِ غارَتْ فهل كا       نَ لنِيرانِهِم بها إطفاءُ

مَوْلِدٌ كان منهُ في طالعِ الكُفْ       رِ وبالٌ عليهِمُ ووباءُ

فَهنيئاً به لآمِنَةَ الفَض       لُ الذي شُرِّفَتْ به حوَّاءُ

مَنْ لِحَوَّاءَ أنها حملَتْ أحْ       مدَ أو أنها به نُفَسَاءُ

يوْمَ نَالت بِوَضْعِهِ ابنَةُ وَهْبٍ       مِنْ فَخَارٍ ما لم تَنَلْهُ النِّساءُ

وَأَتَتْ قومَها بأفضلَ مما       حَمَلَتْ قبلُ مريمُ العذراءُ

شمَّتته الأَملاكُ إذ وضَعَتْهُ       وشَفَتْنَا بِقَوْلِهَا الشَّفّاءُ

رافعاً رأسَه وفي ذلك الرف       ع إلى كل سُؤْدُدٍ إيماءُ

رامقاً طَرْفه السَّماءَ ومَرْمَى       عينِ مَنْ شَأْنُهُ العُلُوُّ العَلاءُ

وتَدَلَّتْ زُهْرُ النُّجومِ إليهِ       فأضاءت بِضوئها الأَرجاءُ

وتراءت قصورُ قَيصَر بالرُّو       مِ يَرَاهَا مَنْ دَارُهُ البطحاءُ

وبَدَتْ فِي رَضَاعِهِ مُعْجِزَاتٌ       لَيْس فيها عنِ العيون خَفَاءُ

إذْ أَبَتْهُ لِيُتْمِهِ مُرْضِعاتٌ       قُلْنَ ما في اليتيمِ عنا غَنَاءُ

فأتتهُ من آلِ سعدٍ فتاةٌ       قد أبَتْهَا لِفَقْرِهَا الرُّضَعاءُ

أرْضَعتْهُ لِبَانَهَا فَسَقَتْهَا       وَبنِيها أَلْبَانَهُنَّ الشَّاءُ

أَصْبَحَتْ شُوَّلاً عِجافا وأمْسَتْ       ما بِها شائلٌ ولا عَجْفاءُ

 

ثم يكتب قائلا:

إذ أحاطتْ به ملائكةُ الل       هِ فظنَّتْ بأنهم قُرَنَاءُ

ورأى وَجْدَها به ومِنَ الوَج       دِ لهيبٌ تَصْلَى بهِ الأَحْشاءُ

فَارَقَتْهُ كُرْهَاً وكان لَدَيْهَا       ثاوِياً لا يُمَلُّ مِنْهُ الثّواءُ

شُقَّ عَنْ قَلْبِهِ وأُخْرِجَ مِنْهُ       مُضْغَةٌ عِنْدَ غَسْلِهِ سوداءُ

خَتَمَتْهُ يُمْنَى الأَمينِ وقد أُو       دِعَ ما لم تُذَع له أَنْبَاءُ

صانَ أَسْرَارَه الخِتَامُ فلا الفَضْ       ضُ مُلِمٌّ بِهِ وَلا الإِفضاءُ

أَلِفَ النُّسْكَ والعبادةَ والخَل       وةَ طِفلاً وهكذا النُّجَبَاءُ

وإذا حَلَّتِ الْهِدَايَةُ قَلْبَاً       نَشِطَتْ في العبادة الأَعضاءُ

بَعَثَ اللَّهُ عندَ مبعثهِ الشُّه       بَ حِراساً وضاقَ عنها الفضاءُ

تَطْرُدُ الجِنَّ عن مقاعدَ للسَّمْ       عِ كما تَطْرُدُ الذِّئابَ الرِّعاءُ

فَمَحَتْ آيةُ الكَهَانَةِ آيا       تٌ مِنَ الوحْيِ ما لَهنَّ امِّحاءُ

 

ويقول ابن الطيب الشرقي الفاسي:

وخُصَّ من ربه بالمُعجزاتِ فكم       لديه من مُعجزاتٍ ليس تَنحصرُ

غمامةُ الأفقِ يا ما ظلّلته وقد       رُدَّت له شمسُهُ وشُقِّقَ القَمَرُ

ومُعجزُ الذكر كم من مصقَعٍ لسِنٍ       قد رامهُ فرماهُ العِيُّ والحَصَرُ

والضب كلمّه والجِذعُ حنَّ لهُ       وكم أجابت دعاءَ المصطفى الشجَرُ

والظبِيُّ وافه يشكو والبعيرُ وكم       عليه سلمتِ الجدرانُ والحجرُ

في كفه سبحت صُمُّ الحصاةِ وكم       منها زُلالُ معينٍ صار يَنفَجِرُ

والعينُ أعذبَها بريقه وَسَخاً       بها وعاودها من أجلهِ البَصَرُ

وكم وكم راحةٍ نيلت براحتهِ       وراح عن ذي السقامِ السُقمُ والضَررُ

والعنكبوتُ حَمَته والحمامُ غدت       تحومُ حول حمى غارٍ به وغَروا

 

أكتفي بهذا القدر مما قيل عن رسول الله محمدا عليه الصلاة والسلام، وأضع بين أيديكم جملة من الأسئلة نفتح بها النقاش حول ما قيل عن الرسول، وما كتب عنه بأيدي البشر بعد وفاته ولا نجد في أحسن الحديث ( القرآن العظيم) شيئا من ذلك ولو إشارة، فهل حب الرسول يكون بالكذب عليه وتأليهه من دون الله تعالى؟

فهل ما كُتب مدحا وعشقا ( كل من يعشق محمد ينبغي ألا ينام) في الرسول يدخل في إطار حب الرسول؟ هل حب الرسول المبلغ لرسالة ربه يكمن في التسابق في الإيمان بالله وبرسوله والعمل بما جاء به من عند ربه، ولا نفرق بين أحد من رسله، أم يكمن حب الرسول في التغزل به وذكر اسمه أكثر من ذكر الله والتسبيح له؟؟؟

هل أمر الرسول صحابته أن يمدحوه، أو أنه أمرهم أن يتبعوا ما أنزل إليه من ربه؟

نحن نعلم أن الرسول محمدا عليه السلام إنما هوبشر مثلنا، ولا فرق بيننا وبينه إلا بالوحي ـ الذي نزل به الروح الأمين ـ الذي أكرمه الله تعالى به واصطفاه.

هل كان الرسول محمدا عليه السلام ضالّا قبل أن يكلف بتبليغ رسالة ربه أم كان من المهتدين؟

حسب ما أنزل إليه من ربه من الحق فإنه كان ضالّا فهداه الله وكان عائلا فاغناه، ويفهم ذلك من قوله تعالى في صيغة تساؤل فقال سبحانه: أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى(6)وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى(7)وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى(8). ( ومع ذلك : 1990 حدثنا يوسف بن عيسى حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة رضي الله عنهما قالت ثم اشترى رسول الله  صلى الله عليه وسلم من زفر طعاما بنسيئة ورهنه   درعه . البخاري ج 2 ص   738قرص 1300 كتاب.

 

 

في نظري مثل هذه الرواية التي طعن كاتبها في رسول الله طعنة كبرى، إذ كيف يشتري الرسول من يهودي طعاما بنسيئة ويرهنه درعه!!!؟؟؟ ويموت ودرعه مرهونة عند اليهودي!!! 2759 حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة رضي الله عنها قالت ثم توفي رسول الله  صلى الله عليه وسلم  ودرعه   مرهونة  ثم زفر بثلاثين صاعا من شعير وقال يعلي حدثنا الأعمش درع من حديد وقال معلى حدثنا عبد الواحد حدثنا الأعمش وقال رهنه درعا من حديد . البخاري ج 3 ص 1068 قرص 1300 كتاب.

 

ألا لعنة الله على الكاذبين...

  ألم يجده الله عائلا فأغناه وفرض له من الفيئ الخمس وأحاط به صحابة أثرياء يمكن للواحد منهم تجهيز الجيوش، ومع ذلك يقول الدكتور عبد المهدي إن ما بين دفتي البخاري كله وحي من الله تعالى، فهل هناك تناقض في كتاب الله تعالى لأن الله تعالى قد أغنى رسوله وأعطاه الخمس من الغنائم: وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ(41). الأنفال.

 

أعود بكم أعزائي إلى الإفراط في مدح الرسول عليه السلام وإخراجه من بشريته وجعله إله مع الله تعالى أو فوق ذلك في بعض الأوصاف، بينما أنزل الله تعالى على رسوله قرآنا يتلى ويتعبد به يحذر فيه رسوله ويأنبه من الخضوع للمشركين والخوف منهم والارتكان إليهم،

أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ(36). الزمر.

وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا(74) إِذًا لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا(75) ... سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا وَلَا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلًا(77)الإسراء.

 

ختاما لقد أرسل الله تعالى الرسل ليبلغوا ما أنزل إليهم، ولا يمكن لرسولٍ أن يأتي بآية إلا بإذن الله تعالى. وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ(38). الرعد.

 

فالمعجزات التي نسبت أو افتريت على رسول الله تعالى ما أنزل الله بها من سلطان، ولم يذكر المولى تعالى في الكتاب معجزة حمله ومولده ورضاعته وشق قلبه وختانه...، ولا غير ذلك مما كذب المحدثون على رسول الله ونسبوا إليه السحر وجعل الماء يتدفق من بين أصابعه

وقرص العيش الذي يتكاثر فيأكل منه جيش بأكمله ومع ذلك يشتري ويقترض من اليهودي 30 صاعا من الشعير قوتا لعياله!!! ويموت وعليه دين إلى يهودي...

أشهد الله وملائكته أن ما بين دفتي البخاري وغيره من كتب ( السنة) إنما هو من وحي المشركين والمنافقين وأعداء الله ورسوله، إلا قليلا مما لا يتناقض مع القرآن والعقل والفطرة والعلم.

فعلينا أن نكتفي ونؤمن بما يقول المولى سبحانه:

 

وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ(2). محمد.

لاحظوا معي أعزائي (وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ ) فماذا بعد الحق إلا الضلال.

فَذَلِكُمْ اللَّهُ رَبُّكُمْ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّا تُصْرَفُونَ(32). يونس.

والسلام عليكم.

  

 

 

اجمالي القراءات 18497