أزهرية بجامعة جنيف: الإسلام لا يحاسب «المرتد».. وتارك دينه عقابه عند الله
كتب أحمد البحيرى ١/ ٧/ ٢٠٠٩
شهدت فعاليات المؤتمر الدولى لرابطة خريجى الأزهر جدلاً واسعاً أمس، حول مدى وجود حد للردة فى الشريعة الإسلامية، ومدى جواز قتل المرتد.
أثارت هذه القضية الدكتورة فوزية العشماوى، الأستاذ بجامعة جنيف، فى كلمتها فى المؤتمر التى حملت عنوان «القيم الإسلامية والقيم الإنسانية المشتركة بين الأديان»،
وقالت: إن الإسلام لا يعاقب من يخرج عنه ويرتد عن الدين دون أن ينضم إلى الأعداء، فالمرتد عن الإسلام لا يطبق عليه حد من الحدود وليس عليه عقوبة فى الدنيا، ولكن عقابه يكون فى الآخره، مستشهدة بالآية الكريمة «ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم فى الدنيا والآخرة».
وأضافت فوزية، وهى أزهرية من أصل مصرى، وتعمل رئيسة لقسم الدراسات الإسلامية بجامعة جنيف، أن الحرية الدينية مكفولة للإنسان المسلم بشرط ألا يخرج عن الجماعة، وأن حرب الردة المشهورة فى التاريخ الإسلامى والتى قادها الخليفة أبوبكر الصديق، رضى الله عنه، ضد من ارتدوا عن الاسلام بعد وفاة الرسول، صلى الله عليه وسلم، إنما كانت حرباً ضد الذين خرجوا على الأمة الإسلامية، وأرادوا أن يعادوا المسلمين، ويشعلوا الفتنة فى الجزيرة العربية بعد أن وحدها النبى، صلى الله عليه وسلم.
وأكدت أن الإسلام يكفل الحرية الدينية ويكفل للإنسان الكثير من الحريات الأخرى مثل الرأى والانتقال والعمل والهجرة والتملك بلا تفرقة بين الرجل والمرأة فى التمتع بكل هذه الحريات، مشيرة إلى أن القرآن الكريم ينهى فى الكثير من آياته عن قتل النفس أو الآخرين، وجعل القتل من الكبائر والفواحش التى تغضب الله عز وجل، وتجعله يصيب القاتل بلعنته فى الدنيا والآخرة لقوله تعالى «ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً».
وقد أثارت كلمات الدكتورة فوزية جدلاً واستياء واسعاً بين العلماء المشاركين فى فعاليات المؤتمر، ومنهم الدكتور محمد نصار، الأستاذ بجامعة الأزهر، حيث طالبوها بضرورة إعادة النظر فى أفكارها وقراءة المزيد من كتب التراث عن «حد الردة» فى الشريعة الإسلامية.