مقدمة
1 ـ يمتاز الخلفاء الراشدون عمن سواهم من الخلفاء غير الراشدين بأن عهد الراشدين كان فترة انتقلية رمادية بين عهدين متناقضين : عهد الدولة الاسلامية الحقيقية فى المدينة فى حياة خاتم المرسلين عليهم السلام ، وعصر الخلفاء المستبدين الظالمين من بنى أمية ( عدا عمر بن عبد العزيز ) ومن تلاهم من العباسيين و الفاطميين و العثمانيين ، عليهم لعنة الله تعالى أجمعين.
2 ـ فى العصر الرمادى للراشدين بدأت معالم الخروج عن الاسلام ونظامه الديمقراطى وشريعته السلمية. بدأ بسيطا بتعيين خليفة حاكما خلافا لنظام الديمقراطية المباشرة التى كانت فى عهد النبى محمد عليه السلام ، ثم تطور الخروج عن الاسلام بالفتوحات التى أضاعت فى النهاية شريعة الاسلام ودين الاسلام ، وأشعلت الحروب الأهلية بين المسلمين ، والتى بدأت مبكرا فى عهد عثمان ، ولا تزال حتى الآن ، والتى أسفرت عن انقسام لا سبيل لعلاجه بين المسلمين ، لأنه ترتب عليه إقامة أديان أرضية متنازعة من السنة و التشيع والخوارج ..وأخير التصوف فى القرن الثالث الهجرى.
3 ـ هذا التدرج فى الخروج عن الاسلام بدأ مع (خروج ) المسلمين للاعتداء على امم ودول لم تعتد عليهم ، وكل خطوة فى هذا الطريق الضال كانت تبعد بهم عن الاسلام الى أن تم اختراع أديان أرضية تملأ الفراغ وتسد الفجوة بين جرائم الصحابة فى الفتوحات وبين حقائق الاسلام ، قامت الأديان الأرضية بتسويغ وتحليل وتشريع هذا الاعتداء . وبهذه الشريعة السنية حدث تناغم بين جرائم الصحابة ومن جاء بعدهم وبين الدين الأرضى ، ولم تعد شريعة القرآن مشكلة إذ تم تحييدها وتعطيلها بمزاعم (النسخ )التراثى ، والتفسير و التأويل وسبك الأحاديث.
وقام الدين السنى الأرضى بتمجيد الفتوحات وربطها بالاسلام ، مما نتج عنه غسيل مخ لأحفاد الأمم المفتوحة الذين اعتنقوا ذلك الدين السنى على أنه الاسلام ، وتتالى الأجيال منهم وتترى تمجد الفتوحات التى أذلت أسلافهم واحتلت أوطانهم وقتلت الملايين من أجدادهم . وهذا هو الفارق بين الغزو العلمانى غير المرتبط بالدين ،او المرتبط بدين مرفوض والغزو المرتبط بدين اعتنقه أبناء ضحايا الغزو والاحتلال . فالمصريون ـ مثلا ـ يكرهون الاستعمار الغربى من الرومان والصليبيين والفرنسيين والانجليز ،مع أن ضحايا كل تلك الغزوات والاحتلالات لا تقارن بضحايا العرب والدين السنى فى مصر خلال قرون طويلة ممتدة من الاحتلال العربى والمهللين له من الصحابى عمرو بن العاص الى الداعية عمرو خالد، بل أصبح المصريون ( عربا ) فى مفارقة هائلة لحقائق التاريخ والجغرافيا .
3 ـ ليس هذا الكلام مقطوع الصلة بموضوعنا ( وعظ السلاطين ) لسببين :
ـ لأنه لو كان هناك وعظ حقيقى لأوضح جريمة الفتوحات العربية وتناقضها مع الاسلام الذى تحمل اسمه زورا وبهتانا.
ـ ولأن المقال التالى وعنوانه ( القواعد المرعية فى وعظ شرّ البرية ) سيتعامل مع القواعد التى صيغت عمليا فى وعظ السلطان المستبد من العصر الأموى الى العصر المملوكى . وتلك القواعد لم تكن موجودة فى عهد الراشدين باعتباره فترة رمادية ، لم تكن قد تبلورت ملامحها بعد .
4 ـ ونأخذ لقطات من عصر الراشدين.
أولا : ابو بكر .
1 ـ العادة أن الخطبة الأولى للخليفة كانت تشير الى ما نعرفه اليوم بالبرنامج السياسى ، فكيف كان برنامج أبى بكر السياسى ؟ فى خطبته الأولى لما ولي أبو بكر قال :(أما بعد ، أيها الناس ، قد وليت أمركم ولست بخيركم. اعلموا أن أكيس الكيس التقوى وأن أحمق الحمق الفجور. وأن أقواكم عندي الضعيف حتى آخذ له بحقه وأن أضعفكم عندي القوي حتى آخذ منه الحق . أيها الناس إنما أنا متبع ولست بمبتدع ، فإن أحسنت فأعينوني وإن زغت فقوموني).
2 ـ السلطان هنا يعظ الآخرين بالتقوى : (اعلموا أن أكيس الكيس التقوى وأن أحمق الحمق الفجور.)، ولكنه يعطى الآخرين نفس الحق ، بل أكثر ، وهو الوعظ العملى و ليس مجرد الوعظ القولى ، أى قدرتهم على تقويمه لو زاغ و لم يعدل .
الأساس هنا هو فى المساواة بينه وبينهم ، فحتى لو كان سلطانا حاكما فليس أفضلهم : (، قد وليت أمركم ولست بخيركم )، ومقياس الأفضلية هى فى السلوك ، وهم مصدر السلطة ، وهم مقياس الحكم على صلاحيته إن أحسن أعانوه وإن زاغ أصلحوه .
وبالسلطة المخولة له منهم يقوم عنهم بتطبق العدل وإنصاف المظلوم، ولا يأبه بمكانة ونفوذ الظالم (وأن أقواكم عندي الضعيف حتى آخذ له بحقه وأن أضعفكم عندي القوي حتى آخذ منه الحق) .
هذا البرنامج السياسى يتشابه الآن مع نظام الديمقراطية التمثيلية النيابية ، ولكنه يفترق عنها فى كلمة واحدة فى قوله(فإن أحسنت فأعينوني وإن زغت فقوموني)، فلم يقل (... وإن زغت فاعزلونى).أى جعل نفسه حاكما مدى الحياة .
3 ـ الواضح أن الملامح الايجابية فى خطبة أبى بكر كانت تعبيرا عن ثقافة الدولة الاسلامية التى طبقها النبى محمد عليه السلام فى المدينة ، ولقد أعلن أنه متبع لما كان فى عهد خاتم المرسلين وليس بمبتدع (متبع ولست بمبتدع)، ولكنه ما لبث أن خالف وخرج عن الاتباع للحق بالوقوع فى أفظع جريمة ، وهى الفتوحات .
4 ـ ولم نجد عاقلا واحدا من الصحابة ينبه أبا بكر ويعظه ويخوفه من أن يكون مكروها من رب العالمين حين قال جل وعلا (وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) ( البقرة 190 )
ثانيا : عمر :
1 ـ أول خطبة خطبها عمر حمد الله أثنى عليه ثم قال : (أما بعد ، فقد ابتليت بكم وابتليتم بي ، وخلفت فيكم بعد صاحبي ، فمن كان بحضرتنا باشرناه بأنفسنا ومهما غاب عنا، ولينا أهل القوة والأمانة، فمن يحسن نزده حسنا ،ومن يسىء نعاقبه ويغفر الله لنا ولكم .). هنا تبدة شدة عمر ،إلا أنها شدة لم تجعله يستنكف من أن يعظه الآخرون ، ومشهور أن قال رجل لعمر : " اتق الله يا عمر ! " فقال عمر: " لا خير فيكم إن لم تقولوها ، ولا خير فينا إن لم نسمعها ".
2 ـ اشتهر عمر بالعدل بين العرب فقط ، وفى المقابل عامل الأمم المفتوحة بأبشع أنواع الظلم . وإذاكان ابوبكر فى خلافته القصيرة يتحمل وزر اتخاذ القرار بالغزو والاعتداء بالهجوم على من لم يعتد على المسلمين فى الفتوحات الظالمة فإن عمر هو الذى أكمل المهمة ، وهو الذى أطعم نفسه وآله والصحابة والأعراب المال الحرام المنهوب من الشعوب المفتوحة ، وهو الذى امتص عرق وثروات تلك الشعوب بالجزية و الخراج ، وهو الذى استرق أبناء تلك الشعوب وسبى أطفالهم ونساءهم .
وكل المزية فى الموضوع أنه حرص على العدل فى توزيع هذا المال السحت بين الصحابة والعرب والأعراب الفاتحين الموصوفين فى القرآن الكريم بأنهم أشد الناس كفرا ونفاقا...
3 ـ وأيضا لم يجد عمر واعظا يعظه ينبهه الى أن الفتوحات التى قام بها هى تطبيق لشرع الشيطان المخالف لشرع الرحمن ،وأن أفظع الجرم أن ترتكب جرما ثم تنسبه لتشريع الله جل وعلا ،وأن ترتكب المذابح والسبى و النهب لأناس ابرياء كل جريمتهم أنهم يدافعون عن بلادهم وأبنائهم وأعراضهم وحياتهم وكرامتهم ـ وهذا الدفاع هو حقهم المشروع وفق التشريع الاسلامى.
حسب علمنا ، لم يرد فى التراث ـ على الاطلاق ـ أن أحدا من الصحابة وعظ عمر بهذا ، بل العكس هو الذى حدث ، فمن لم يشارك من الصحابة فى الغزو تمتع بثمار من المال والسبايا ، وأنجب منهن ، لا فارق هنا بين (على بن ابى طالب ) الذى ظل مستشار عمر فى المدينة ، مثل رئيس الاركان له ، أو (سعد بن أبى وقاص) قائد معركة القادسية ، أو (أبى عبيدة بن الجراح) فى اليرموك .
كل الوعظ الذى ووجه به عمر جاء من عرب يصعب ارضاؤهم ، وهم مثل بقية الصحابة لا يرون غير أنفسهم ، ولا يشعرون بأى حقوق لتلك الشعوب المسكينة التى انتهكوا حقوقها ، كما لو أن الله تعالى سخّر لهم تلك الشعوب حيوانات للصيد والقنص والتملك .!
طغت عليهم جميعا طبيعة الجاهلية ، سريعا عادوا اليها وسريعا عادت لهم ، من تسويغ الغارات و السلب والنهب والسبى . الفارق الوحيد أنهم اتحدوا معا كعرب ـ تحت اسم الاسلام ـ يغزون و ينهبون و يسترقون جيرانهم خارج الجزيرة العربية.
ولأن الوعظ انعدم فى هذه الناحية ، ولأنه لم يوجد بين الصحابة رجل واحد يقول كلمة حق فى وجه عمر ولأن المال الحرام أعمى عيونهم جميعا لا فارق بين (على ) أو ( معاوية ) فقد دفعوا الثمن فى ( الفتنة الكبرى ) ، إختلفوا على المال السحت فتقاتلوا بسببه ، كما قاتلوا الأمم المفتوحة من أجله .
4 ـ وبهذا أنهوا حياتهم فى تكذيب عملى للقرآن الكريم ، وتحقق فيهم قوله جل وعلا فى نبوءة صادقة نزلت فى مكة قبل الهجرة تتحدث عن قريش:( وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ قُل لَّسْتُ عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ ) ثم جاء توكيد النبوءة باسلوب التحدى : (لِّكُلِّ نَبَإٍ مُّسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ) ( الأنعام 66 : 67).
5 ـ وعلى أى حال فهذا منطقى وطبيعى فى تاريخ الشعوب ومسيرة المجتمعات ، فمن المستحيل بعد أن تعود العرب قرونا وأجيالا على ثقافة السلب والنهب والسبى أن يستأصلوها تماما من أنفسهم بسبب 23 عاما فقط من معايشتهم للقرآن الكريم . أى إن قريش ـ والأمويون فى مقدمتهم ـ كانوا يعبرون عن تلك الثقافة السائدة ليس فقط فى الجزيرة العربية بل فى العالم كله فى تلك العصور الوسطى.
6 ـ المصالحة التى قامت بها قريش ـ بعد أن دخل الأمويون فى الاسلام بعد طول عداء ـ هى أن تتوجه ثقافتهم فى الغزو والسلب والنهب والاعتداء الى غير العرب باسم الجهاد الاسلامى.
ثالثا :عثمان ( الخليفة الواعظ ): الشيطان يعظ
1 ـ فى أول خطبة له ارتج عليه ، فقال معتذرا :( أيها الناس إن أول مركب صعب، وإن بعد اليوم أيامًا، وإن أعش تأتكم الخطبة على وجهها، وما كنا خطباء وسُيعَلّمنا اللَّه) . هذا ما جاء فى الطبقات الكبرى لابن سعد.
فى خطبته التالية أعلن فيها سياسته فقال: [ص 43]. فقال :("إنكم في دار قلعة وفي بقية أعمار فبادروا آجالكم بخير ما تقدرون عليه فلقد أتيتم صُبّحتهم أو مُسيّتم. ألا وإن الدنيا طويت على الغرور فلا تغرنكم الحياة الدنيا، ولا يغرنكم باللَّه الغرور. اعتبروا بمن مضى. ثم جدوا ولا تغفلوا، فإنه لا يغفل عنكم. أين أبناء الدنيا وإخوانها الذين أثاروها وعمروها ومتعوا بها طويلًا؟ ألم تلفظهم؟ ارموا بالدنيا حيث رمى اللَّه بها، واطلبوا الآخرة فإن اللَّه قد ضرب لها مثلًا والذي هو خير فقال: ( وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاء فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِرًا} [الكهف: 45] [الطبري، تاريخ الأمم والملوك ج 2/ص 589]
ونلاحظ هنا أن الخليفة الجديد هو الذى يعظ الناس دون أن يشير الى منهج حكمه كما فعل سابقاه ،أى أننا بصدد حاكم مختلف ، إذ يعظ المسلمين فى أول خطبة له يدعوهم الى الزهد واحتقار الدنيا وعدم الركون إليها.
فهل يا ترى كان يطبق ما يقوله على نفسه أم يأمر الناس بالبر وينسى نفسه ؟ مع ملاحظة أن عثمان فى ذلك الوقت كان قد بلغ أرذل العمر ، وتعين عليه أن يتأهب للموت وأن يعمل للآخرة .
2 ـ الاجابة معروفة سلفا . فقد كان يتصرف فى أموال المسلمين (الأحرى أن نقول الأموال التى نهبها المسلمون)كأنها أمواله الخاصة ، يغترف منها يعطى أقاربه الأمويين .أى يأمر الناس بالبر فى الوعظ وينسى نفسه ، ويقول ما لا يفعل ويفعل ما لا يقول مناقضا لقوله جل وعلا :(أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ )(البقرة 44) (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ)(الصف 2 : 3 )
وبعد أن توغّل فى الائم تحتم على كبار أصحابه أن يعظوه ، فقد تبين لهم أن (الواعظ ) عثمان بحاجة الى أن يوعظ .!!. هنا دخل الواعظ عثمان فى دور جديد ، هو أنه يعلن توبته على المنبر ، ويستغفر الله ، ثم ينزل من المنبر ليعود الى سيرته الأولى فى الفساد .
وانقسم الناس حول عثمان فى المدينة الى قسمين ، قسم يقوم بوعظ عثمان ونصحه ، منهم على بن ابى طالب وغيره ، وحتى منهم زوجته نائلة الكلبية ، وقسم آخر مفسد سيطر على عثمان وهم أقاربه الأمويون ، وفى مقدمتهم مروان بن الحكم. وسيرة عثمان فى خلافته من بداية انحرافه الى مقتله سلسلة من الوعظ ( يلقيه هو مخالفا لما يفعله ،أو يلقيه الآخرون يعظونه به لينصلح حاله ) وسلسلة مقابلة من افعاله التى تخالف ذلك الوعظ .
3 ـ وقد تطور الوعظ له الى درجة الانكار ، وتطور الانكار الى درجة الاحتجاج الصارخ الذى ما لبث أن تحول الى ثورة وحصار لعثمان فى بيته ،ثم الى مقتله ، وظل حتى قبيل مقتله لا يكف عن التوبة ووعظ الناس ، بينما يسمع لمروان بن الحكم ويطيع ، ومن أجله ينقض وعوده ويتراجع عن توبته ، وظل هكذا الى أن قتله الثوار ونهبوا داره وكانوا على وشك سبى إمرأته .
4 ـ وفى التطور ( العثمانى ) فى التعامل مع بعض كبار الصحابة الذين وعظوا عثمان نرى عثمان قد استعمل معهم العنف والأذى . ومشهور أنه نفى أبا ذر الى الربذة بالصحراء عقابا له لأنه وعظ معاوية بقسوة، وتعرض عمار بن ياسر للضرب حتى فتقت أمعاؤه، وضربوا ابن مسعود حتى كسروا أعضاءه ومنعوا عطاءه ، وطردوا أبا الدرداء من الشام ليخلو الجو لمعاوية والامويين .
5 ـ وآخر خطبة خطبها قبل قتله كانت خطبة وعظية هائلة ، كان فيها يعظ الناس .!!.
قال فيها : "إن اللَّه عز وجل إنما أعطاكم الدنيا لتطلبوا بها الآخرة، ولم يعطكموها لتركنوا إليها. إن الدنيا تفنى والآخرة تبقى. فلا تُبطرنكم الفانية ولا تشغلنكم عن الباقية فآثروا ما يبقى على ما يفنى. فإن الدنيا منقطعة وإن المصير إلى اللَّه. اتقوا اللَّه عز وجل فإن تقواه جُنة من بأسه ووسيلة عنده. "). (الطبري: (تاريخ الأمم والملوك ج 2/ص 672]:
خطب عثمان هذه الخطبة الوعظية الهائلة وهو يرقد فوق ثروة هائلة جمعها بالفساد وهو فى أرذل العمر يسعى اليه الموت بل يحاصره الموت فى (يوم الدار ).
بعد مقتله أحصوا ثروته فكانت بالبلايين بمعيار عصرنا . يروى ابن سعد فى الطبقات الكبرى :(كان لعثمان بن عفان عند خازنه يوم قتل ثلاثون ألف ألف درهم وخمسمائة ألف درهم وخمسون ومائة ألف دينار فانتهبت وذهبت . وترك ألف بعير بالربذة ).
أخيرا : لا تعليق .. فقد نشف الريق ..