مقدمة
كانت البداية فى مؤتمر أقامته الدكتورة نوال السعداوى فى منتصف التسعينيات فى القاهرة عن المراة العربية ، وحضرته الدكتورة ( رفعت حسن ) الباحثة والناشطة النسائية الأمريكية. وطلبت منى الدكتورة نوال أن أتحدث فى المؤتمر عن وضع المرأة فى الاسلام من وجهة نظر تقدمية . كانت كل الأصوات فى المؤتمر متحفزة ومتحمسة للهجوم على وضعية المرأة فى الاسلام بناء على ذلك الخلط الجاهل والمشين بين الاسلام ـ كدين ـ وديانات المسلمين الأرضية .
كانوا ينتظرون أن أتكلم فى العموميات بلهجة دفاعية خطابية تتحدث فى كل شىء ولا توضح اى شىء.
فوجئوا باختيار موضوع محدد لم يخطر لهم على بال ، وهو ( حق المرأة فى رئاسة الدولة الاسلامية ) ثم كانت المفاجأة الأخرى فى منهج التعرض للموضوع ، فهو دراسة اصولية قرآنية و تشريعية ، ثم تعقبها دراسة تاريخية ترصد واقع المشاركة السياسية للمرأة فى تاريخ المسلمين ،حيث تتجول بين سطور التاريخ لتظهر الأيدى النسائية الناعمة التى حاكت ذلك التاريخ من وراء الستار حينا وأمام الملأ وعلى رءوس الأشهاد أحيانا.
كانت مفاجأة استحقت تعليقا هاما من إحدى الحاضرات التى قالت لى .إنه يجب أن نقرأ أولا قبل أن نتكلم فيما لا نعرف ، فقد عشنا أسيرات ثقافة سمعية إما أن تتهم الاسلام أو أن تناصر التطرف ، وكلا الفريقين لا يقرأ مكتفيا بما يسمع فى أجهزة الاعلام والتعليم . ثم صدر هذا البحث فى اصدارات مركز القاهرة لدراسات حقوق الانسان ، فى دورية ( رواق عربى ) فى عام 1999 . وأعدنا نشره هنا . وتحمست بعض المثقفات المسلمات لترجمته ، ونشرنا الترجمة فى موقعنا .
أحمد صبحى منصور
فرجينيا ـ الولايات المتحدة
14 يولية 2007