شق الجيوب.!!

آحمد صبحي منصور في الإثنين ٠٦ - نوفمبر - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
جنازة العمدة فى البلد كانت جنازة فظيعة . حضر من القاهرة ابنه المحامى . صرخت النسوان فى الجنازة ولطمت ، وعند القبر اشتد اللطم والصريخ ، فزعق فيهم ابن العمدة وشخط وسكّتهم فسكتوا خوف منه ولأنه صاحب الميتم ، وممكن يكون العمدة بعد أبوه . ولأنى خطيب المسجد المعين من الأوقاف وقفت فى الصلاة عليه وقلت اوعظهم فقلت حديث ( ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية)، وفى نظرى إن ابن العمدة حينبسط لقيته قعد يزعق وقام يخطب ويقاطعنى زى المجنون ويقول : ليس منا يعنى إيه ؟ يعنى منهم ؟ يعنى من الكفار ؟ يعنى حيروح النار عشان خرج عن وعيه ؟ هل عشان خرج عن وعيه فى النبى لحظة يبقى فى جهنم خالد فيها . طيب اذا لو تاب ؟ الحديث ما بيتكلمش عن التوبة . وبعدين اللى كان موصوف بالرحمة إزاى يقول ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية ؟ إذا كان ربنا أمره ان يخفض جناحه للمؤمنين واذا عصوه ان يكون برىء من عملهم مش منهم . وبعدين ايه هى دعوى الجاهلية فى الايام دى ؟ هل لما الواحدة تقول يا سبعى يا جملى تبقى دعوى الجاهلية وتروح النار . أنا إنكتمت وما قدرتش أرد عليه خوف منه ووبرضه مش عارف أقول ايه . ده كان أصعب موقف محرج تعرضت له فى حياتى ، طول عمرى بأخطب الجمعة وما يجرؤ واحد يعترض بنص كلمة . خلصت الخطبة على القبر وما اعرفش قلت إيه . وقعدت فى بيتى مكسوف ، وحتى ما حضرتش العزا فى دوار العمدة ، ودخلت فى اكتئاب بسبب الاحراج اللى حصل ، وما بقيتش أصلى فى الجامع ولا أخطب فيه ، وقام بالمهمة مقيم الشعائر . وفى ليلة زارنى ابن العمدة ومعه كبار البلد عشان يطيبوا خاطرى . وترجونى أرجع أصلى بالناس وأخطب الجمعة ، وابن العمدة اعتذر لى قدامهم . وانا سامحته . وقبل ما يرجع القاهرة زارنى وتكلم معاى . قلت له ان الكلام اللى قاله لى غريب بس معقول . سألته جابه منين ، قال لى من القرآن . قلت له أنا حافظ القرآن ، قال لى مش مهم تحفظ القرآن المهم تفهمه . قلت له هات الآيات ، لقيته بيقول آيات وانا أسمعه زى ما أكون أسمعها لأول مرة . قلت له انت محامى وخريج حقوق أزاى تعرف كده وأنا خريج الأزهر كلية أصول الدين وما أعرفش . وقلت له عرفت ده إزاى ، لقيته بيتكلم عنك وعن موقع أهل القرآن وعن قناتكم . ووصانى أقرأ واشوف القناة واتعلم ، وأستفيد منها فى خطبى فى المسجد . قلت مش ممكن يقبضوا علىّ لو قلت كده ، قال لى اتكلم بالهداوة وشوية شوية وعشان الناس تستحمل ، ووعد لو حصل لى حاجة حيقف جنبى . المهم بدأت أقرا لك واشوف فيديوهاتك ، وأنصح أصحابى يقروا ويشوفوا . وناس كتير اقتنعوا وبقت مهمتى أسهل . وبقى ابن العمدة يزور البلد ويسمعنى أخطب ويشارك فى ندوات قرآنية فى الجامع . الناس فى البلد حبوا الموضوع ده وبقوا يتكلموا ويفهموا ويقولوا حاجات بقيت اتعلم منها . بقوا أحسن حتى فى علاقتهم ببعض . بأكتب لك ده ومعايا ابن العمدة المحامى الكبير وبيبعت لك سلامه وبرضه أهل البلد . وعيزين نقول لك أن تعبك ما راحش فى الهوا . ناس كتير إتنورت وبس ما بيعلنوش عن نفسهم . الوضع ما عادش زى ما كان حتى فى الأوقاف وفى الأزهر . لكن فيه حتة مشكلة عايزين نحتويها قبل ما تكبر . لما فتحنا مناقشة فى ان النبى لا يشفع فيه ناس خاصمتنا ، واتجمعوا حول ولد سُنى ، وعايزين يبنوا جامع ليهم ويفرقوا البلد . ناس قالت نطيب خاطرهم ونقول لهم بلاش ، خليكوا صلوا معانا فى الجامع صلاة الجمعة وانا أخطب بالقرآن من غير ما أتعرض للموضوعات الخلافية ، وكفاية اللى بنقوله فى الندوات وفى دروس القرآن . قلت آخد رأي استاذنا المحامى . قال ناخد رأيك .
آحمد صبحي منصور

1 ـ شكرا جزيلا ، ترددت فى نشر رسالتك . ولكن أنشرها لأنها تعبر عن واقع جديد ، والله جل وعلا يقول : (  أَنزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رَابِياً وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ (17) لِلَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ الْحُسْنَى وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لافْتَدَوْا بِهِ أُوْلَئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسَابِ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ (18) أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ (19)  الرعد ).

2 ـ أوافق على الاقتراح . من الأفضل أن تختار موضوعا لكل خطبة جمعة آية أو آيتين من آيات حُسن الآخلاق وحقوق الأقارب والوالدين والأيتام والفقراء والمساكين والجيران ، أى الموضوعات الاجتماعية . وهناك الكثير من المقالات والكتب والبرامج فى هذه الموضوعات الاجتماعية والأخلاقية .

أما فى الندوات فمن يحب أن يسمعك ويشارك فأهلا به وسهلا .

وتحببوا الى أولئك السنيين ، هم أهلكم . واعلموا أن حُسن الخُلُق من شيمة المؤمن . 

اجمالي القراءات 2104