آحمد صبحي منصور
في
الأحد ٠٥ - نوفمبر - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً
نص السؤال
آحمد صبحي منصور
أقول :
1 ـ أشكره على هذه الصراحة التى فضح بها حماس . مع العلم أننى كنت أول من فضح حماس وقت سُمعتها المدوية وتهليل الناس لها بعد فوزها فى غزة وإستيلائها على الحكم فيها . نشرت ضدهم مقالات نشرتها فى عرب تايمز وشفاف الشرق الأوسط ثم أعدت نشرها فى موقعنا أهل القرآن ، والحوار المتمدن ، منها حسبما أذكر ( حماس قدس الأقداس ) ( ليس دفاعا عن اسرائيل ) وعن عقيدتهم فى التترُّس وتعريض سكان غزة واطفالهم للقتل .
2 ـ المعروف أن أى نظام حكم تتركز مسئوليته فى حماية المواطنين ومن يوجد فيه من غيرهم . تنفرد حماس بأنها النظام الوحيد فى العالم الذى يدخل بالسكان فى حرب ، يتعرضون فيها للتدمير ، بينما حماس تتخفى فيهم فى عُمق السكان بحيث يستعصى على العدو ضربهم إلا بقتل الأطفال والنساء والشيوخ وسائر المدنيين الأبرياء . ثم تسكت المعركة بأشلاء مدفونة تحت الركام ، وتأتى البلايين لإعمار غزة ، فيسرقها حكام غزة ، وتتكرر المأساة بلا خجل .
3 ـ ليس هذا هو المكسب الوحيد لقادة حماس . فى متاجرتهم بدماء أهل غزة يكسبون تعاطف العالم ، فمن الذى لا يحزن على رؤية جثث أطفال ونساء . يكسبون إعلاميا وسياسيا كل مرة ، لذا يواصلون التضحية بأهل غزة المساكين ، ويضعون إسرائيل فى مأزق ، فلا بد أن تنتقم ، وإنتقامها يقع على المستضعفين الذين لا حول لهم ولا قوة . وقد قالت جولدا مائير : إننا لن نغفر للفلسطينيين انهم يضطروننا لقتل أطفالهم .
4 ـ لا يعنى هذا تبرئة إسرائيل على الاطلاق :
4 / 1 : إسرائيل هى التى ساعدت حماس فى البداية ، لإفشال أوسلو وللكيد للسلطة الفلسطينية فى الضفة . ونيتينياهو حرص على مساعدة حماس ماديا ليشقّ الصّف الفلسطينى ويظل الخلاف مشتعلا بين حماس وعباس .
4 / 2 : بصعود اليمين المتطرف الذى تفوق على الليكود القديم تم تهميش اليسار المعتدل ، ولم تعد إسرائيل فى حربها على حماس تحرص على حماية المدنيين ، بل وتطرّفت فى التنكيل بهم ولا فارق هنا بين الفلسطينيين فى الضفة أو فى القطاع . أصحاب الضمائر الحية من الاسرائيليين هم الذين إستنكروا وحشية دولتهم فى قتل الأبرياء المدنيين ، وهم الذين فضحوا تنكيلهم بالفلسطينيين الأبرياء فى الشوارع ونقاط التفتيش وداخل بيوتهم وفى السجون . جرائم متطرفى إسرائيل فى جنين لا تقل عن جرائمهم فى غزة . وجاوزت إسرائيل فى وحشيتها كل الحدود فى الحرب الحالية . حماس لم تنشىء ملاجىء لسكان غزة مثل ما تفعله إسرائيل ، تركت حماس سكان غزة فى العراء تحصدهم إسرائيل بالآلاف عمدا ومع سبق الاصرار والترصُّد ، وهذا بالضبط ما تريده حماس ، إذ تسارع حماس بعرض صور الجثث والتدمير فتكسب تعاطفا ، وفى مشاهدة الأشلاء والجثث والأكفان والدماء وسماع صرخات الجرحى والمكلومين ينسى الجميع لوم حماس ، وينصبُّ اللوم على إسرائيل وحدها . ألا لعنة الله جل وعلا على حماس وعلى نيتينياهو وعصابته .
5 ـ لا بد من إقامة دولة فلسطينية موحدة ديمقراطية حقوقية على قدم المساواة بالدولة الاسرائيلية ، ويتعايشان معا فى رخاء الشعبين . لا يصح لاسرائيل أن تظل بهذا الحال تحظى بكراهية الفلسطينيين والمحيط العربى حولها . ولا يمكن لاسرائيل أن تظل محتفظة بقوتها الى الأبد . إذا كانت حماس قد أحرجتها وكشفت ضعفها فى السابع من أكتوبر الماضى ولا تزال تواجهها ، فما هو الحال غدا حين تتبدل موازين القوى لصالح الفلسطينيين والعرب والمسلمين ضد إسرائيل ؟ المتوقع أن يأتى هولوكوست قادم ، لن يبقى ولن يذر ، ولن يذرف فيه أحد دمعة حزن على الاسرائيليين .
6 ـ العدو الأكبر لاسرائيل ليس حماس بل نيتينياهو وزمرته . عليهم اللعنة .
7 ـ كالعادة : نحن مع المستضعفين وضد أكابر المجرمين فى كل زمان ومكان .