آحمد صبحي منصور
في
الخميس ٠٢ - نوفمبر - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً
نص السؤال
آحمد صبحي منصور
شكرا جزيلا ، واقول :
1 ـ ( بلد يعُمُّه الحرام ) هذا ينطبق على كل بلاد العالم لأن أكثرية الناس لا يؤمنون ولا يعقلون ولا يتقون طبقا للقرآن الكريم . وهذا ينطبق بالخصوص على دول تزعم الاسلام ، وهى تتناقض معه جملة وتفصيلا ، ومنها دولة موريتانيا .
2 ـ الهجرة بحثا عن الرزق مُباحة ، ويحرم تحريم المُباح أو وضع قيود عليه . قال جل وعلا للبشر جميعا : ( هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ الأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ (15) الملك ). فالأرض ذلّلها الخالق جل وعلا لنسير فى جنباتها سعيا للرزق ، وفى النهاية فاليه جل وعلا النشور .
3 ـ وقال جل وعلا للمؤمنين خصوصا : ( يَا عِبَادِي الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ (56) كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ (57) العنكبوت ). الأرض كروية ، أى لا نهاية لها ، مثل بطيخة تسير على سطحها نملة ، تظل تسير بلا نهاية حتى تموت . نفس الحال بالنسبة لنا على الأرض . الأرض واسعة أما العمر الذى نعيشه فهو محدد بالموت ، يجب ألا نضيعه فى مكان نتعرض فيه للظلم والقهر وسوء الحال والفقر .
4 ـ المحرمات فى الطعام : يقع التحريم على أكلها فقط ، ومع إستثناء للمضطر . قال جل وعلا : ( إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنْ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (173) البقرة ) . أى إن أكل ( لحم الخنزير ) حرام لغير المضطر . هذا لا يعنى إجتناب لحم الخنزير . الاجتناب تغليظ فى التحريم . وليس هناك اجتناب فى موضوع المحرمات فى الطعام .
5 ـ جدير بالذكر إنه مع الأمر بإجتناب الأنصاب وما يُقدّم من ذبائح ونذور وقرابين لها فى الموالد فإن المتشددين فى موضوع ( الخنزير ) تراهم يقدسون الأنصاب ويأكلون مما يُقدّم لها ، هذا هو السائد دينيا فى الدول السُنيّة والشيعية والصوفيه والتى تزعم الاسلام . يتناسون قوله جل وعلا فى خطاب مباشر للذين ( آمنوا ):
5 / 1 : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90) إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنْ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنتَهُونَ (91) وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ (92) المائدة )
5 / 2 : ( حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالأَزْلامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلامَ دِيناً فَمَنْ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (3) المائدة )
6 ـ الخمر والميسر والأنصاب والأزلام يجب إجتنابها ، وكما قلنا هذا تغليظ فى التحريم . ولكن يقع الإثم عند التعمُّد فقط . القاعدة الشرعية القرآنية أنه لا مؤاخذة على المضطر والمُكره والناسى . قال جل وعلا : ( وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً (5) الأحزاب ). كما إنّ من مقاصد الشريعة الاسلامية فى القرآن التخفيف ورفع الحرج والتيسير . أى لا إثم على الذى تضطره ظروفه الى العمل فى مطاعم تقدم الخمور ، وتجبره على تقديمها للزبائن.
7 ـ بدلا من أن يتجه المجلس الأعلى للفتوى المظالم، الهيئة الرسمية الشرعية الأعلى في موريتانيا، بعدم جواز الهجرة إلى بلد “يعمه الحرام”.عليه أن يواجه المظالم فى موريتانيا ، والشريعة السنية القائمة فيها تتناقض مع الاسلام جُملة وتفصيلا .