شيخة من الأسرة الحاكمة بالكويت تتبنى قضية البدون وتستنكر التجريح
فوزية الصباح لـ"إيلاف": المواطن سيدفع ثمن التأزيم بين السلطتين
أشرف السعيد من الكويت: أكدت الشيخة المحامية فوزية الصباح الناشطة السياسية بالكويت فى حوارها مع "إيلاف" أن الديمقراطية الكويتية رغم ما تواجهه من عثرات إلا إنها مازالت رائدة ومثل يحتذى به، وأنه يجب التعايش معها بكل إيجابياتها وسلبياتها، وأن الشد والجذب بين السلطتين التشريعية والتنفيذية هو ضريبة الديمقراطية. ونفت وجود أى خلافات بين أبناء الأسرة الحاكمة بالكويت، وإعتبرت أن الذين تطاولوا على الأسرة الحاكمة ليس لديهم أى برامج إنتخابية سوى الإثارة ووصفتها بأنها كفقاعات الصابون، ودعت من يّدعون بوجود خلافات بين أبناء الأسرة إلى تقديم أدلتهم للمحكمة ليبرهنوا عن صدق أقوالهم.
وقالت الصباح أن وزير الداخلية الشيخ جابر الخالد شخصية مميزة وراقية ونظيفة ولأنه وقف بوجه الإستثناءات وطبق القانون على الجميع فقرروا إستجوابه، وشددت على أن التأزيم والتصعيد بين السلطتين سببه قلة الوعى السياسى والثقافى، وبينت أن قضية الكويتيين البدون ليست معقدة أو شائكة بل تحتاج الى قرار جريء، كما لفتت الى أنها تطالب المسؤولين منذ سنوات بضرورة حل مشكلة العمالة الوافدة وتطوير القوانين الخاصة بها لتتلائم مع الأوضاع العالمية الجديدة.
ولم تستبعد إمكانية إختيار بنت الأسرة الحاكمة لتولى حقائب وزارية مثل البلدية، والصحة والعدل، والشؤون الإجتماعية والعمل، والتخطيط والإسكان وغيرها من الوزارات، وأكدت أن أبناء الأسرة الحاكمة لهم حقوق وواجبات كأى مواطن كويتى، وأن الوزراء من أبناء الاسرة الحاكمة بالكويت يتعرضون لتجريح لا مثيل له، وأشارت الى أن بعض النواب بمجلس الأمة يعتقدون أن تجريح أبناء الأسرة شجاعة، وشددت على ان ترشح أبناء الأسرة الحاكمة للإنتخابات البرلمانية جائز من الناحيتين القانونية والدستورية رغم أن البعض يدعي أن الدستور منع أبناء الأسرة من خوض الإنتخابات حتى لا يتعرضوا للتجريح، وطالبت بإحالة هذا الأمر الى المحكمة الدستورية للفصل فيه نهائيا. وقالت"لن أسمح بالإساءة الى هيبة المواطن فضلا عن أن هيبة الأسرة الحاكمة من هيبة الدولة"، وتابعت: وحضارة الدول ورقيها لا تقاس بالأبراج الشاهقة ولا بالشوارع الفسيحة بل بمدى إحترامها لحقوق الإنسان، وزادت:"إستقلت من الجمعية الكويتية لحقوق الإنسان بسبب سياسة بعض أعضائها التى تتعارض مع حقوق الإنسان.
وأكدت الشيخة فوزية الصباحىأن بلادها ستبقى درة الخليج لأنها تتميز بموقع إستراتيجي ومهم فى ظل وجود ثروة نفطية كبيرة، ولكن المشكلة فى سوء التخطيط. وقد تطرق حوارها مع "إيلاف"الى عددمن القضايا الهامة المحلية، والتى تهم شرائح عديدة من المجتمع الكويتى، ودارت حول نتائج إنتخابات مجلس الأمة ونتائجها، وعلاقة أبناء الأسرة ببعضهم البعض، والديمقراطية الكويتية والعثرات التى تواجهها، وأسباب التأزيم والتصعيد بين السلطتين، والأحزاب السياسية، وقضيتي غير محددي الجنسية "البدون" والعمالة الوافدة. وإليكم نص الحوار:
لنبدأ من حيث إنتهت إنتخابات أمة 2009. ماهو إستقرائك لنتائجها؟ وماذا يمثل حصول أربع سيدات على عضوية مجلس الأمة محليا وخليجيا ودوليا؟ وماذا يمثل لك شخصيا ذلك ؟ وماذا تتوقعين للمرأة الكويتية فى الإنتخابات البرلمانية القادمة ؟
نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة كانت أفضل من الإنتخابات السابقة فيكفي أن بعض الأعضاء المؤزمين لم يحالفهم الحظ في الفوز ..ويكفي أن بعض الذين يطلقون على أنفسهم بالإسلاميين لم يحالفهم الحظ والبعض الآخر حصل على مراكز متأخرة ..أما بالنسبة لحصول أربع مواطنات على عضوية مجلس الأمة فهو ليس بمفاجأة لي وإن كان مفاجأة للآخرين،لأن العنصر النسائي في الكويت نشط والمرأة حصلت على مراكز قيادية متقدمة،كما ان البحث عن التغيير لدى المواطن جعله يبحث عن أي بديل لتهدئة الأوضاع في البلد ،وكما نلاحظ ان النائبات الاربع حاصلات على شهادات الدكتوراه في تخصصات مميزة، وهن بالتالي أفضل ممن يبحث عن الأستعراض فنحن بحاجة الى فعل وليس الى استعراض يومي في الصحف يسبب لنا الصداع المستمر.
تردد إنك كنت تنوين الترشح فى إنتخابات أمة2009لكن هناك تقاليد وأعراف لأسرة آل الصباح الكرام جعلتك تعزفين عن خوض المشاركة فى الإنتخابات ؟أم أن هناك حسابات أخرى؟
إقرأ أبرز ما ورد في الحوار
-الديمقراطية الكويتية رغم ماتواجهه من عثرات إلا أنها مازالت رائدة ومثل يحتذى به
-الشد والجذب بين السلطتين التنفيذية والتشريعية هو ضريبة الديمقراطية
-التأزيم والتصعيد سببه قلة الوعى السياسى والثقافى وبحث بعض الأطراف عن مصالحهم
-المواطن العادى سيدفع ثمن التأزيم بين السلطتين
-لا توجد أى خلافات بين أبناء الأسرة الحاكمة فى الكويت
-من كان لديه أدلة على خلافات أبناء الأسرة الحاكمة فليقدمها الى المحكمة ليبرهن على صدق أقواله
-الذين تطاولوا على الأسرة الحاكمة مفلسين ليس لديهم برامج إنتخابية سوى الإثارة كفقاعات الصابون
-لن أسمح بالإساءة الى هيبة المواطن كما أن هيبة الأسرة الحاكمة من هيبة الدولة
-يهمنى أن يحترم الجميع نفسه ولا يتطاول على أى عائلة أو قبيلة أو طائفة أو مذهب
-لم نستوعب الديمقراطية بعد ومالدينا من تكتلات قبلية وطائفية ومذهبية أسوأ من سلبيات الأحزاب
-أنزع لقب الشيخة عند خروجى من بيتى وأرتدى لقب محامية
-إستقلت من الجمعية الكويتية لحقوق الإنسان بسبب سياسةبعض أعضائها التى تتعارض مع حقوق الإنسان
-إلتقيت الرئيس الفلبينى السابق لدى زيارته الكويت للإطلاع على أحوال الجالية الفلبينية
-قضية الكويتيين البدون ليست معقدة أو شائكة بل يحتاج لقرار جريء
-حضارة الدول ورقيها لاتقاس بالأبراج الشاهقة ولا بالشوارع الفسيحة بل بمدى إحترامها لحقوق الإنسان
-ترشح أبناء الأسرة الحاكمة للإنتخابات البرلمانية جائزمن الناحيتين القانونية والدستورية
-البعض يدعى أن الدستور منع أبناء الأسرة الحاكمة من خوض الإنتخابات حتى لا يتعرضوا للتجريح
-طلبنا بإحالة هذا الخلاف الى المحكمة الدستورية لتفصل فيه نهائيا
-أبناء الأسرة الحاكمة لهم حقوق وواجبات كأى مواطن كويتى
-الوزراء من أبناء الأسرة الحاكمة يتعرضون لتجريح لا مثيل له
-بعض النواب بمجلس الأمة يعتقدون أن تجريح أبناء الأسرة شجاعة
- على يقين أنه سيأتى اليوم الذى يخوض فيه أبناء الأسرة الإنتخابات البرلمانية
-الوزير ليس سوى واجهة لوزارته أمام الحكومة والبرلمان
-البحث عن التغيير لدى المواطن جعله يبحث عن أى بديل لتهدئة الأوضاع فى البلد
خوض الإنتخابات البرلمانية في الكويت ليس بالصعب فالأمر لايحتاج إلا لميزانية مالية تغطي الحملة والى علاقات إجتماعية والدوائر في الكويت صغيرة ،ولكن المشكلة في الحسد ..وترشح أبناء الاسرة الحاكمة للانتخابات البرلمانية جائز من الناحية القانونية والدستورية، إلا أن البعض يدعي أن الدستور منع أبناء الاسرة من خوض الإنتخابات حتى لا يتعرضوا للتجريح وهذه مقولة غير صحيحة، فأبناء الاسرة الحاكمة لهم حقوق وواجبات كاي مواطن كويتي ثم ان الوزراء من أبناء الاسرة يتعرضون لتجريح لامثيل له وفي الوقت نفسه بعض النواب يعتقدون أن تجريح ابناء الاسرة شجاعة ..على كل حال سبق وأن طالبنا بإحالة هذا الخلاف الى المحكمة الدستورية حتى تفصل به نهائيا وأنا متيقنة أنه سيأتي اليوم الذي يخوض فيه أبناء الاسرة الإنتخابات البرلمانية سواء أنا أو غيري ..أما بالنسبة لي فقد سبق ان طلب مني ولي الامر عدم خوض الإنتخابات في انتخابات عام 2006وهذا لا يعني أن هناك أمرا بعدم السماح لي أو لغيري من أبناء الأسرة بخوض الإنتخابات في المستقبل ..وقبل الإنتخابات الماضية قدمت إستقالتي كمحامية حكومة في مجلس الوزراء وإفتتحت مؤسسة قانونية متخصصة في كل مجالات المحاماة فوجدت نفسي أمام مسؤولية كبيرة منعتني من الإقدام على خوض الإنتخابات ..ولكنني لم أمح من ذاكرتي خوض الانتخابات في المستقبل.
يشغل بعض أبناء الأسرة حقائب وزارية على مدى الحكومات المتعاقبة منذ الإستقلال وحتى الآن ، لكن لم تسند أى حقيبة وزارية الى شيخة من بنات الأسرة للآن..لماذا ؟وهل ترين أنه فى المستقبل يمكن تحقيق ذلك ؟ وهل هناك تحفظات من ناحيتك فى تولى حقيبة وزارية مستقبلا ؟
المجتمع الكويتي متحضر وليس المهم من يتول هذه الحقائب سواء كان رجلا ام امرأة من الأسرة الحاكمة فالمهم الأصلح ..وربما يعتقد البعض ان الرجل أصلح لتولي وزارات الداخلية والدفاع والخارجية ،لما بها من مشقة جسدية تتطلب العمل المتواصل والسفر المستمر .. ولكننا لسنا في نادي صحي لكمال الاجسام فالمجهود الفكري يطغى على المجهود الجسدي ومع تطور التكنولوجيا والتخطيط السليم لم يعد هناك أي فرق بين الرجل والمرأة ..فالمهم كما ذكرت الأصلح والأفضل والأنظف ..ولكن من الممكن إختيار بنت الأسرة الحاكمة لتولي وزارات أخرى كالبلدية والصحة والعدل والشوؤن الاجتماعية والعمل والتخطيط والإسكان وغيرها من الوزارات ..على كل حال الوزير ليس سوى واجهة لوزارته أمام الحكومة والبرلمان ،ووكيل الوزارة والوكلاء المساعدون هم من يتولون إدارة الوزارة .
عملت فى مستهل حياتك العملية بإدارة الفتوى والتشريع ثم تقدمت بإستقالتك من العمل بها للتفرغ للمحاماة . فماهى إنطباعاتك عن العمل الحكومى ؟وماذا عن هذه الفترة ؟ولماذا آثرت العمل الخاص الحر بعالم المحاماة على العمل الحكومى ؟
العمل الحكومي جامد ومتكرر ،ولايوجد به إبداع الا نادرا فالموظف في أي مؤسسة حكومية سواء في الكويت أو أي دولة عربية يحضر صباحا وينظر الى ساعته بين الفينة والأخرى لإنطلاقة الظهيرة ،وآخر الشهر يقبض راتبه المحدد دون زيادة أو نقصان ،وبالنسبة للعمل في إدارة الفتوى والتشريع فالمحامي الحكومي ملزم بإنجاز الملفات التي تعرض عليه سواء أنجزها في المكتب أو فى بيته ولكنه يكون متخصصا في نوع معين من القضايا وهذا التخصص فيه شيء من الإيجابية وشيء من السلبية ..فمثلا محامي الحكومة يبدع في القضايا الادارية والمدنية والأحوال الشخصية والحكومية نظرا لخبرته الطويلة . لكنه يجد نفسه في مجال ضيق في الجنايات .وبالنسبة لي فقد إكتسبت خبرة جيدة في كافة المجالات والقضايا لأنني عملت بعد تخرجي قبل 18 سنة في مكتب خاص وإمتهنت جميع التخصصات ثم إنتقلت للعمل في البنك المركزي ومن ثم إدارة الفتوى والتشريع كمحامية حكومة. الى أن إفتتحت مكتبي الخاص ، وقد آثرت العمل في القطاع الخاص في نهاية المطاف لأسباب كثيرة أهمها أن العمل الخاص في المحاماة يعتمد على الإبداع والإمكانيات الشخصية وحب التطوير والبحث عن كل ما هو جديد ويمنحني علاقات جديدة وكثيرة مع كافة أطراف المجتمع وفي المقابل يحملني مسؤولية كبيرة تجاه جميع الموكلين الذين أولوني ثقتهم لإعادة حقوقهم إليهم .
وكيف تتعاملين مع المراجعين والموكلين؟
انا في الحقيقة أتعامل مع الشركات والمؤسسات والسفارات بكل سهولة ويسر،ولكن المشكلة مع بعض الموكلين فالبعض يتعامل معي كمحامية فقط وهذا يريحني في العمل الا ان البعض الاخر يعتقد ان المدير المالي سيطلب أأعاب تفوق اتعاب المحامين الآخرين في قضيته إلا أنه يتفاجأ ان أتعابنا هي الأقل لأنه وبكل صراحة تهمني سمعتي في المقام الاول لذلك إذا شعرت أن نسبة الخسارة كبيرة في القضية فإنني أرفضها حتى لو قدم الموكل أتعاب كبيرة.
وهل وقف طموحك عند إفتتاح مكتب للمحاماة؟
طموح الإنسان يجب ألا يتوقف عند حد معين، وكنت أحسن إدارة أسهمي في البورصة الى أن دفعنا كغيرنا الثمن غاليا وأصبحت أسهمنا بقيمة شدة الخضرة ..لذلك قررت تطوير المكتب ليشمل كافة التخصصات ،ثم بدأنا نخطط بإفتتاح العديد من مكاتب المحاماة في الخليج واوروبا وأميركا ونحن الآن نتفاوض مع بعض مكاتب المحاماة العالمية في هذا المجال.
محامية وليس شيخة
ماذا يمثل القانون لك ؟ولماذا درست القانون هل لرغبة الأهل فى ذلك أم أنها رغبة شخصية منك ؟وماهو أبرز ماحققته المحامية فوزية الصباح حتى الآن ؟
منذ كنت طالبة في الثانوية كنت أفضل لقب محامية بدلا من شيخة لذلك كنت أضع مسمى محامية على دفاتري وكتبي وعندما تخرجت إلتحقت بكلية الحقوق بجامعة الكويت ..أما حول أبرز ماحققته فإنني حتى اللحظة أخطو خطوات مدروسة الى الأمام وكما ذكرت لك تأسيس مؤسسة قانونية لها فروع في العديد من دول العالم حلم يراودني أتمنى تحقيقه ..
وماهى أبرز القضايا التى توليتيها ؟وهل أنت الشيخة الوحيدة فى الأسرة التى تعمل بالمحاماة ؟
توليت قضايا كثيرة ومتنوعة. والمشكلة الرئيسية التي تواجهني أن بعض الموكلين يطلبون مني إستغلال علاقاتي لمخالفة القانون، وهذا ما أرفضه والبعض الآخر يعتقد إنني أملك عصا سحرية وأنا في الحقيقة أنزع لقب الشيخة عندما أخرج من بيتي وأرتدي لقب محامية ،وأنا لا أستغل أبدا مكانتي الإجتماعية في مخالفة القوانين او التعسف ضد خصمي فالفيصل بيننا هو القانون ومنصة القضاء.
بالتاكيد أغلب موكليك من أبناء الاسرة الحاكمة؟
الموكل في المقام الاول يبحث عن محامي ثقة ليضع كل أسراره عنده .ولذلك فإن موكليني خليط من أبناء الأسرة الحاكمة والتجار والبسطاء من الناس فالمستشارين وأسرة المكتب يهتموا بجميع القضايا وإنهم لا يهتموا في قضية دون الاخرى فجميعهم سواسية في المكتب فيجب ألا يفرق القانون بين الناس من حيث الجنس او الاصل او الحالة المادية او الاجتماعية.
رغم مشقة العمل بالمحاماة بصفة عامة إلا أن هناك عدد لا بأس به من النساء الكويتيات يشتغلن بهذه المهنة .فما منظورك لما حققته المرأة الكويتية فى مهنة المحاماة حتى الآن ؟ ماهى مقاييس ومعايير نجاح وتفوق المحامية ؟
مهنة المحاماة مهنة إنسانية بالدرجة الاولى تجمع بين والعلم والأخلاق والذكاء والفطنة وحسن التصرف والمحاميات الكويتيات لهن باع طويل في هذه المهنة وأثبتن وجودهن.
وماذا عن نشاطك بالجمعية الكويتية لحقوق الانسان بصفتك ناشطة في حقوق الانسان؟
كنت أترأس اللجنة القانونية بهذه الجمعية الا إنني إستقلت منها بسبب سياسة بعض أعضائها التي تتعارض مع حقوق الانسان فعضوية الجمعية ليست وجاهة للعضو لمقابلة المسؤولين الكبار والإبتسام أمام الكاميرات بل هو إيمان مطلق بحقوق الانسان ..ورغم إستقالتي من هذه اللجنة المهمة فلا زلت عضوة بالجمعية ..وأحرص على زيارة سجن الابعاد والاطلاع على أحوال السجناء البسطاء وحل مشاكلهم دون أي مقابل..وقبل فترة قصيرة إلتقيت بالرئيس الفلبيني السابق الذي زار البلاد للاطلاع على أحوال الجالية الفلبينية.
تطبيق القوانين
تتخذين مواقف مساندة وداعمة للعمالة الوافدة وتتصدين لقضية الإتجاربالبشر من بعض المؤسسات والشركات،وإقترحت مؤخرا إنشاء شركة حكومية لإستقدام وكفالة العمالة الوافدة فماهو تصورك لهذه القضية الشائكة وماهى التدابير المقترحة فى هذا الشأن ؟وهل هناك تحركات نيايبة بمجلس الأمة بإتجاه الحل خاصة بعد أن قررت مملكة البحرين إلغاء نظام الكفالة بدءا من شهر أغسطس القادم ؟
لقد بح صوتي ونشف قلمي منذ سنوات وأنا أطالب وأكتب للمسؤولين بضرورة حل مشكلة العمالة وتطوير قوانينا لتتلاءم مع التطور العالمي الجديد، وكنت أقول أن حضارة الدول ورقيها وتقدمها لا تقاس بالأبراج الشاهقة ولا بالشوارع الفسيحة بل بمدى إحترامها لحقوق الانسان الى أن وجدنا أنفسنا في مأزق أمام منظمات حقوق الانسان وها نحن نسارع الخطى لحل جميع المعوقات التي تواجه العمالة ..وقد سبق وقلت للمسؤولين الحكوميين أن المشكلة ليست فقط في إيجاد قوانين متطورة بل في تطبيق هذه القوانين تطبيقا صحيحا ..فالتأخير في تطبيق العدالة ظلم.
تعتبر قضية غير محددى الجنسية "البدون" من أخطر وأهم القضايا الإجتماعية على مستوى دول الخليج بصفة عامة ،ويرى البعض أنها قضية حساسة للغاية وقد تستعصى على الحل وتتبنين هذه القضية بصفتك عضو مؤسس للجنة الشعبية الخاصة بالبدون .فما هى رؤيتك وطرحك لهذه القضية ؟وماهو منظورك للحلول بإتجاه هذه القضية الهامة ؟
-قضية الكويتيين البدون ليست معقدة او شائكة كما يعتقد البعض وهي لاتحتاج الا لقرار جرىء ..وهؤلاء هم أبناء الكويت وقد أصبحوا الآن الجيل الرابع والخامس.. ولكن عدم المساواة في منح الجنسية هي التي أفرزت هذه القضية، فالتجنيس لا يتم على أقدمية التوطن بل على الأصل والمذهب أحيانا فهناك من هو لديه أدلة بتواجده في الكويت منذ الأربعينات والخمسينات ولم يحصل على الجنسية وهناك ممن لا يملك أي إثبات بتواجده في الستينات وحصل على الجنسية وهناك مقيمين لهم علاقات .......مع بعض المتنفذين وحصلوا على الجنسية اومما يثير حزني وألمي هو وجود نسبة عالية من الجامعيين من الشباب الكويتيين البدون من جميع التخصصات وحرموا من العمل بينما تستورد الدولة عمالة أجنبية تنشر عادات وتقاليد غريبة على المجتمع ..
قلة الوعى السياسى و الثقافى
التأزيم والتصعيد بين السلطتين ...برأيك ماهى أسبابه الحقيقة ؟ ومن يقف وراءها ؟ولمصلحة من على الساحة ؟
التازيم والتصعيد سببه قلة الوعي السياسي والثقافي رغم أن الكويت رائدة في الديمقراطية في المنطقة، وبحث بعض الأطراف عن مصالحهم الخاصة ونفوذهم ..وهذا التأزيم سيدفع ثمنه المواطن العادي الذي ينتظر من مجلس الأمة والحكومة خدمته وتلبية طلباته وتطوير مرافق الدولة.والبعض للآسف الشديد لازال يعتقد أن الكويت كعكة يريد أن يأكل منها الى مالا نهاية ولا يسمح لغيره حتى بالحصول على ماتبقى منه.
يتابع شعوب منطقة الخليج خاصة والمنطقة العربية عامة بإهتمام وشغف للتجربة الديمقراطية وتطوراتها فى ضوء الشد والجذب بين السلطتين التنفيذية والتشريعية .ففى تصورك الى أين تسير الديمقراطية الكويتية؟ وهل يساء إستخدام الأدوات الدستورية من جانب نواب مجلس الأمة ؟
الشد والجذب هو ضريبة الديمقراطية ويجب أن نتحمل ونتعايش مع الديمقراطية بكل إيجابياتها وسلبياتها . والديمقراطية الكويتية رغم ما تواجهه من عثرات إلا أنها لا زالت رائدة ومثل يحتذى به وإن كان بعض النواب يستخدمون الأدوات الدستورية بطريقة غير ملائمة فهم قلة ولا تأثير لهم رغم أن صوتهم عالي .
يتردد على فترات متابينة عند نشوب أى أزمة بين السلطتين أن هناك خلافات بين بعض أفراد الأسرة ويتناولها أعضاء مجلس الأمة بالتصريح والتلميح أحيانا .فهل هناك فعلا توجد خلافات ؟وفيم تتمثل ؟
لا توجد أي خلافات بين أفراد الأسرة الحاكمة وكل مافي الأمر أن بعض المرشحين بحثوا عن أي اثارة لهم في ندواتهم الانتخابية فعزفوا على وتر خلافات الأسرة الحاكمة وأنا قاضيتهم ولازالت المحاكم تنظر تلك الدعاوى ولم تفصل بها والكلمة الأخيرة للقضاء ..وإن كانت لديهم أدلة على خلافات أبناء الأسرة الحاكمة فليقدموها الى المحكمة حنى يبرهنوا صدق أقوالهم أما أن يتهموا الأسرة الحاكمة بصفة التعميم فهذا غير مقبول إطلاقا ..
قمت برفع عدد من الدعاوى القضائية ضد بعض النواب مثل وليد الطبطبائى ،ومرزوق الغانم ،ومحمد هايف المطيرى،وخالد السلطان وذلك لتطاولهم بالقول وتناولهم الأسرة بالتصريحات .فهل تقومين بهذه المهمة بتكليف من أحد أفراد الأسرة أم أنها مبادرة منك شخصيا كإبنة من الأسرة وردا على تجاوزاتهم الخطوط الحمراء؟وهل تستهدفين من ذلك إيصال رسائل لمن يهمه الأمر؟ وهل برأيك ستحد هذه الدعاوى القضائية من تناول بعض كوادر التيارات السياسية بمجلس الأمة للأسرة؟
المهم بالنسبة لي أن يحترم الجميع نفسه ولا يتطاول على أي عائلة أو قبيلة أو طائفة او مذهب ..وهؤلاء الذين تطاولوا على الأسرة الحاكمة مفلسين ليس لديهم برامج انتخابية وبرامجهم الرئيسية هي الإثارة كفقاعات الصابون وهؤلاء المرشحين الذين أصبحوا نوابا لاحقا تعللوا أن الدستور منحهم حرية الرأي فقاضيتهم وذكرت وأنا كذلك منحي حق التقاضي والقضاء هو الفيصل ويجب أن نقف أمام منصة القضاء ليبدي كل منا دفاعه الا إنهم وبعد فوزهم إحتموا بالحصانة البرلمانية..وفي الحقيقة بلاغاتي أتت بثمارها وهدفها المنشود فعندما بدأت بتقديم بلاغاتي ضد بعض المرشحين وشعر الآخرون أن الحديدة حامية توقف عن إنتهاج هذه السياسة كما نسميها في الكويتي "طك بريك " لإنني لن أسمح بالاساءة الى هيبة المواطن لأن هيبة الأسرة الحاكمة من هيبة الدولة ..
مارأيك فى إنشاء الأحزاب السياسية وإن كانت موجودة بصفة غير شرعية فى صورة تكتلات سياسية ؟وهل يمكن أن تقضى على العصبية والقبلية والطائفية ؟
لم نستوعب بعد الديمقراطية جيدا ..ومالدينا من تكتلات قبلية وطائفية ومذهبية اسوأ من سلبيات الاحزاب
شخصية مميزة وراقية
ما هى توقعاتك للإستجواب القادم من كتلة العمل الشعبى لوزير الداخلية الشيخ جابر الخالد فى ضوء ما يتردد أنه ينطوى على شبهات دستورية ؟وهل سيستمر هذا المجلس مدته أربع سنوات أم سيحدث تأزيم وتصعيد ؟
وزير الداخلية الشيخ جابر الخالد شخصية مميزة وراقية ونظيفة . ولانه وقف بوجه الاستثاءات وطبق القانون على الجميع قرروا إستجوابه ..والشيخ جابر الخالد بنفسه لا يبحث عن مناصب وهو إنسان بسيط مكتبه مفتوح للجميع وهذا الرجل يعرفه الجميع ويحترمه.
دعا بعض النشطاء السياسيين الى العمل بنظام الدائرة الإنتخابية الواحدة حيث يرون أنها ستقضى على المال السياسى وشراء الأصوات فى الإنتخابات، والقبلية والطائفية .فماهو تصورك لهذه الدعوة ؟وهل ستجد أصداء بعد أن سبق تطبيق نظام الدوائر الخمس بدلا من الخمس والعشرين ؟
المشكلة ليست في الدوائر وعددها بل في عقلية الناس وتفكيرهم وهذه مسؤولية الدولة في نشر ثقافة الوحدة الوطنية
ماهو تصورك المستقبلى للكويت الدولة والشعب ؟
الكويت بلد جميل للغاية به جزر غير موجودة في كل بقاع العالم فمن يصدق أن لدينا مرجان غير موجود في أي بحر وهناك خبراء يأتون الكويت ويأخذون من المرجان ويزرعونه في دولهم، كما أن موقع الكويت إستراتيجي ومهم في ظل وجود ثروة نفطية كبيرة ولكن المشكلة في سوء التخطيط أحيانا ومع ذلك تبقى الكويت درة الخليج ..
أخيرا ماهى تطلعاتك وأحلامك وأمنياتك الشخصية والعملية ؟
ليس لدي أحلام كبيرة وأمنيتي الوحيدة هو إرضاء الله سبحانه وتعالى وإرضاء والدي ..وما تلا ذلك مجرد أحلام دنيوية مؤقتة ربما في تحققها تزداد مسؤولياتنا وأخطاؤنا وذنوبنا.
الشيخة المحامية فوزية الصباح فى سطور
*خريجة كلية الحقوق –جامعة الكويت عام 1993
*دراسات عليا فى القانون العام.
*ناشطة فى قضايا حقوق الإنسان.
*عضوة فى العديد من منظمات حقوق الإنسان العالمية.