3 ملايين سعودي فقير في انتظار استراتيجية معلقة
GMT 10:00:00 2009 السبت 20 يونيو
محمد العوفي
--------------------------------------------------------------------------------
تم إنشاؤها منذ 3 سنوات
3 ملايين سعودي فقير في انتظار استراتيجية معلقة
محمد العوفي وخالد العبود من الرياض:
ثلاثة ملايين سعودي تحت خط الفقر،بما يعادل 22 في المئة من سكان السعودية فقراء وفقاً لإحصائيات التقرير السنوي لوزارة الشؤون الاجتماعية السعودية رغم الإعلان عن إنشاء استراتيجية وطنية لمكافحة الفقر منذ نحو ثلاثة أعوام تقريبا. وتشير الإحصائيات إلى أن 600 ألف أسرة سعودية تستفيد من الضمان الاجتماعي. وتخصص الدولة الضمان من أجل صرف المعونات المادية الشهرية أو السنوية للأسرة التي تحتاجها من خلال تقديم ما يثبت عدم وجود موارد مادية تكفل تسيير أمورها الحياتية. وعادة ما تعتمد الحكومة في صرف أموال المستحقين للضمان على المبالغ التي تستقطعها مصلحة الزكاة والدخل على شكل ضرائب سنوية من قبل الشركات المحلية والأجنبية.
أعلى المناطق السعودية فقراً
وتعتبر منطقة جازان ” جنوبي السعودية ” هي أعلى المناطق السعودية انتشارا للفقر بنسبة 6.85 في المئة بواقع 9700 أسرة تعيش فقرا مدقعاً, في حين تعتبر منطقة القصيم أعلى المناطق التي يقل فيها أعداد الأسر الفقيرة بواقع 506 أسر.
بداية الاهتمام بموضوع الفقر
جولة خادم الحرمين الشريفين (عندما كان ولياً للعهد) الملك عبدالله بن عبدالعزيز في الأحياء الفقيرة في الرياض في نوفمبر 2003أعقبها صدور أمر ملكي في 22/8/2005 يشتمل على زيادة الحد الأعلى لمخصصات الضمان الاجتماعي للأسرة من 16200 ريال سعودي إلى 28000 ريال سعودي في السنة (إلى جانب تخفيض أسعار الوقود) ورفع رأسمال صندوق التنمية العقارية بمبلغ إضافي مقداره9 مليارات ريال سعودي وتخصيص مبلغ إضافي مقداره 8 مليارات ريال سعودي للإسكان الشعبي في مناطق المملكة على مدى خمس سنوات ليصبح إجمالي المخصص لهذا الغرض 10 مليارات ريال والمتوقع أن يستفيد منها 300 ألف أسرة من المستفيدين، و رفع رأسمال البنك السعودي للتسليف والادخار بمبلغ 3 مليارات ريال ليصبح رأسماله 6 مليارات ريال لتقديم قروض من دون فائدة للمنشآت الصغيرة والناشئة ولأصحاب الحرف والمهن من المواطنين. وتقديم قروض اجتماعية من دون فائدة لذوي الدخول المحدودة من المواطنين
خط الفقر في السعودية
تشير دراسة قام بها الدكتور راشد الباز أستاذ الخدمة الاجتماعية في جامعة الإمام محمد بن سعود نشرت في عام 2005 إلى أن خط الفقر للمواطن السعودي يبلغ 1120 ريالاً بالشهر - بعد احتساب أجرة المنزل - في حين يبلغ خط الكفاف 1660 ريالاً بالشهر. وتضمنت دراسة الباز أن معاشات الضمان الاجتماعي التي تبلغ 5400 ريال في العام للفرد و16700 للأسرة المكونة من 7 أفراد تقل كثيراً عن خط الفقر رغم ضآلته..كما أوضحت الدراسة أن 40% من المتقاعدين لا يملكون سكناً خاصاً بهم وان 58% منهم يعيشون في بيوت شعبية أو شقق مستأجرة .
الصندوق الخيري لمعالجة الفقر
وتقوم فكرة الصندوق على أن يكون مؤسسة اجتماعية تساند النشاط الحكومي والخيري الموجه للفئات الاجتماعية المحتاجة في البلاد، وينتظر أن يكون الصندوق إحدى الآليات الفاعلة للاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفقر ومعالجة آثاره في السعودية.وان ينطلق الصندوق في مهمته من التكافل الاجتماعي الذي يعتبر مبدأ قرره الشارع الحكيم وان الفقر مشكلة متعددة الأسباب وليس نقصا في الدخل فقط، إضافة للأساليب العلمية والمهنية المدروسة والأساسية في مواجهة مشكلة الفقر
أما في ما يخص معالجة مشكلة الفقر يقوم الصندوق بدور تكاملي مع الجهات الأخرى الحكومية والأهلية وخصوصا صناديق الإقراض والجمعيات والمؤسسات الخيرية الأهلية بالإضافة إلى أنه يمثل إحدى آليات الاستراتيجية الوطنية لمعالجة الفقر. ويعمل الصندوق على مواجهة مشكلة الفقر من خلال دعم البرامج والمشاريع التنموية وذلك عبر آليات تقديم القروض الحسنة لإقامة مشروعات استثمارية صغيرة لفئة الفقراء أو تطوير القائم منها لمساعدتهم على القيام بأعمال تتناسب مع قدراتهم وامكانياتهم وتوفير الخدمات الاستشارية ودراسات الجدوى الاقتصادية الأولية للمشروعات الصغيرة الموجهة للشرائح الفقيرة ومساعدتهم على تحديد المناسب منها لقدرات كل فرد منهم، والعمل على تدريب الأفراد المستهدفين على إدارة المشاريع الصغيرة التي يستطيعون القيام بها وتشغيلها إذا تأكدت للصندوق جدواها الاقتصادية الأولية ومناسبتها لطبيعة قدراتهم.
ويقوم الصندوق بدعم الفقير ومساعدته لدى الجهات التي يمكن أن تقدم له ما قد يحتاجه من خدمات وذلك من خلال التعريف به وتزكيته أو كفالته لدى أي من تلك الجهات إضافة إلى إرشاد الأفراد المستهدفين من خلال قاعدة معلومات للإفادة من فرص العمل المتوفرة لدى مؤسسات المجتمع المختلفة ومؤسسات القطاع الخاص والعمل على تهيئة المناخ الملائم لقيام المشروعات الصغيرة المعنية بالفقراء وتنميتها وتشجيعها بما في ذلك حمايتها من المنافسة الخارجية والاحتكار وإعداد الدراسات والأبحاث والبرامج الاجتماعية والاقتصادية المتعلقة بنشاط الصندوق ما من شأنه يوفر فهما اشمل لمشكلة الفقر وآثارها وسبل علاجها.ويعتمد الصندوق في تمويله على ما تخصصه الدولة من مبالغ أو إعانات مالية وعينية والأوقاف والتبرعات العينية والمادية والصدقات والزكاة التي تدفع مباشرة من الأفراد والمؤسسات والشركات والعوائد المالية التي يحصل عليها الصندوق من استثمار أصوله وممتلكاته.