آحمد صبحي منصور
في
السبت ٠٥ - أغسطس - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً
نص السؤال
آحمد صبحي منصور
الاجابة عن السؤالين 1 ، 2
1 ـ ( يطيقونه ) أى الصوم بصعوبة ومشقة . وأقول إن اسلوب التشريع ليس فيه مجاز ، بل هو اسلوب تقريرى محدد .
2 ـ وعن معنى ( الطاقة ) قرآنيا : هى القوة والمقدرة .
2 / 1 ـ جاء هذا فى القصص القرآنى عن طالوت وجالوت وداود : ( فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلاَّ مَنْ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (249) البقرة ) زعموا أن لا طاقة لهم أى لا قوة لديهم ، ولكن منهم من صمد . قال جل وعلا : ( وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (250) فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتْ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ (251) البقرة ). فالطاقة هى المقدرة والاستطاعة والقوة .
2 / 2 ـ جاء فى التشريع . بمعنى ما فى وسع الانسان أن يقوم به .
ومن تيسير التشريع الاسلامى إنه جل وعلا لايكلف نفسا إلا وسعها . وبالتالى فما يطيقه الانسان أى ما يفعله بصعوبة زائدة لا يدخل فى الواجبات عليه أى لا يكون مكلفا به . قال جل وعلا :
2 / 3 : (لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (286) البقرة ).
2 / 4 : ( لا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلاَّ وُسْعَهَا (233) البقرة )
2 / 5 : ( لا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا (152) الانعام ).
2 / 6 : ( لا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا (42) الاعراف ).
2 / 7 : ( وَلا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا ) (62) المؤمنون )
3 ـ بهذا نفهم التيسير فى تشريع الصوم فى قوله جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) أَيَّاماً مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ) (184) البقرة ). هنا كلمة ( يطيقونه ) أى يتحملونه بصعوبة زائدة . وليس علينا تحمل ما لا طاقة لنا به .
إجابة السؤال الثالث :
1 ـ بريطانيا هى التى أسّست الدولة السعودية الحالية عن طريق رجل مخابراتها جاك فيلبى ( عبد الله فيلبى ) ، وكانت بريطانيا تعطى عبد العزيز آل سعود مرتبا شهريا ، وظل هذا الى ظهور البترول فيها. ثم قامت أمريكا بحمايتها وضمان سلامتها ، وفى سبيل ذلك أسّست الانقلاب العسكرى فى مصر ( بالريموت كنترول ) أى عن بُعد . وتركت العسكر يدمرون مصر بالبطىء وعلى مهل . وهو ما نراه الآن ، من تزعم السعودية وتقزّم مصر . تركت امريكا عبد الناصر يسبها ويلعنها ، وهى سعيدة بذلك ، لأن يكتسب قوة وزعامة تريدها ويتضخم بها ، ولكن عندما تأمره فلا يملك سوى الطاعة . أمرته أن ينهزم أمام إسرائيل عام 1956 فانهزم . وأمرته أن ينهزم أمامها عام 1967 فانهزم ، وفى الحالتين قامت اسرائيل بتدمير الطيران المصرى على الأرض ، وفى الحالتين أمر عبد الناصر بانسحاب الجيس المصرى إنسحابا فوضيا فدمر الطيران الاسرائيلى معظمه ، واحتل سيناء ، ثم إنسحب منها مقتطعا أجزاء منها .
2 ـ ولى العهد محمد بن سلمان له أن يناور قولا وفعلا . المهم ألا يتعدى الخط الأحمر . فالواقع أن القواعد العسكرية الأمريكية هى التى تحمى الدولة السعودية ، وان الثروة السعودية من ذهب وغيره فى داخل أمريكا وتحت سيطرتها ولا تملك السعودية استعادتها . يعنى لا بأس أن يقول ولى العهد الشاب ما يريد ، كما كان عبد الناصر فى شبابه يقول ما يشاء . المهم هو الطاعة وألا يتجاوز الخطوط الحمراء .