الزكاة فى رؤيةقرآنية (2)معنى إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة

آحمد صبحي منصور في الإثنين ٠٤ - يناير - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً

مقدمة
في أغلب ورودها جاءت كلمة الزكاة مرتبطة بإقامة الصلاة كقوله تعالى ("فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) (فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ ) ( التوبة 5 ،11 ) ".
والزكاة فى العرف السائد هي تقديم جزء من المال لله تعالى ، وأيضا فالصلاة هى تقديم جزء من الوقت لله تعالى نعبده فيه ، والهدف من الصلاة والزكاة هو التطهير ، تطهير الوقت وتطهير المال ، أو بمعنى آخر هو تطهير النفس ..
ومعروف أن إقامة الصلاة لا تعنى مجرد أداء الصلاة وإنما هي تعميق الصلة بالمولى جلا وعلا كى يخشاه المؤمن فى أثناء الصلاة وفيما بين الصلوات الخمس ، أي يكون المؤمن في حالة تقوى دائما .. وبذلك يطهر وقته ويطهر حياته وتنهاه صلاته عن الفحشاء والمنكر (وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ ) ( العنكبوت 45 ). جعلنا الله تعالى ممن تزكى . ..
أولا : معنى اقامة الصلاة
1 ـ التطبيق العملى لاقامة الصلاة هو الجمع بين الخشوع فى الصلاة والمحافظة عليها.
فالصلاة تستلزم اثناء تأديتها خشوعا كما تستلزم تقوى ومحافظة على السلوك القويم فيما بين الصلوات الخمسة. أى أن يوم المؤمن المصلى ينقسم الى قسمين : قسم أصغر هو الدقائق التى يؤدى فيها الخمس صلوات الموزعة على أوقات اليقظة فى اليوم . والقسم الأكبر هو بقية الوقت الواقع بين تـأدية الصلوات الخمس ، وفى تلك الأوقات يجب المحافظة على الصلوات بالتقوى والالتزام الخلقى القويم.

2 ـ وهناك علاقة وثيقة بين الخشوع أثناء تأدية الصلاة والمحافظة على الصلاة بعد تأديتها بعدم الوقوع فى المعاصى بين الصلوات الخمس. فالخشوع أن يِؤكد المؤمن على اخلاصه فى كل كلمة يناجى بها ربه جل وعلا فى صلاته خصوصا وهو يقول فى كل ركعة فى الفاتحة " اهدنا الصراط المستقيم "، الخشوع هو الصدق فى مخاطبة رب العزة والاخلاص التام فى دعائه وعبادته. ولا يمكن أن تخشع فى صلاتك بهذا الشكل وانت تفعل الفحشاء وترتكب المعاصى بعد الصلاة وتصمم عليها اثناء الصلاة وبعدها و تصلى لربك وتقول له جل وعلا : اهدنا الصراط المستقيم. اّذا فعلت هذه فانما ترائى الناس ولا تخدع سوى نفسك.
اقامة الصلاة هو المصطلح القرآنى الذى يعنى الخشوع فى الصلاة والمحافظة عليها معا.

3 ـ وهذا يؤكد ان الصلاة مجرد وسيلة لغاية أسمى هى التقوى،أو الابتعاد عن الفحشاء والمنكر. على هذا الأساس نستطيع أن نقرأ معا الآيات الأولى من سورة المؤمنون فى ضوء ما سبق قوله عن الصلاة؛ الخشوع فيها والمحافظة عليها.( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُون َالَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ )
وتكرر ذلك المعنى فى سورة المعارج (22-34).

4 ـ ونقيض المحافظة على الصلاة وإقامتها هو تضييعها ،أو تضييع الثمرة المرجوة منها ،أو تضييع ثوابها بأن تؤدى الصلاة وترتكب الفواحش وتعصى ، هنا لا عبرة بصلاتك ، فقد أضعتها مع أنك تصلى شكليا ومظهريا وحركيا ، ولكنها صلاة لا عبرة بها طالما لم تثمر فيك طاعة لله تعالى وتقوى وخشية منه. ومن اجل ذلك تقول الآية الكريمة توضح معنى اضاعة الصلاة عند الخلف الذى جاء بعد الانبياء (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا) (مريم59: 60 (
ينطبق هذا على العرب قبل وأثناء نزول القرآن الكريم .( كما ينطبق علينا بعد نزول القرآن الكريم )
هم أضاعوا الصلاة حين اتبعوا الشهوات والمعاصى ومن تاب منهم وآمن ايمانا حقيقيا وعمل صالحا اصبح محافظا على صلاتة غير مضيع لها واستحق بذلك دخول الجنة. ينطبق هذا على الخلف الماضين كما ينطبق علينا الذين خلفنا اللاحقين ، ولذلك ذكر الله تعالى لنا هذه الحقائق فى آخر رسالة سماوية كى نعتبر ونهتدى. فهل إهتدينا ؟

5 ـ فى اللغة العربية والمصطلح القرآني تجد مفهوم " قام على الشىء" بمعنى حافظ عليه ورعاه.
5 / 1 : الله تعالى وصف ذاته باسم من اسمائه الحسنى هو " القيوم" الذى لا تدركه سنة ولا نوم :( اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ) (البقرة 255 )
الآية الكريمة تشرح معنى القيوم، أى القائم على كل شىء والذى لا يغفل عن شىء.
5 / 2 : ويصف تعالى ذاته كقيوم يحفظ أعمال كل انسان وأقواله ليحاسبه عليها يوم القيامة فيقول : (أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ ) الرعد 33) القيوم هنا بمعنى الذى يحفظ أعمال كل انسان ، يتم ذلك عن طريق ملائكة الحفظ (لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ) الرعد 11 ) (وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَامًا كَاتِبِينَ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ ) الانفطار 10 -) ( أيضا سورة ق :16 - )
5 / 3 : لذلك يأمرنا ربنا جل وعلا أن نكون ( قوامين بالقسط ) اى قائمين على رعاية العدل والقسط :( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ ) النساء 135 ).

6 ـ ولأن العرب فى الجاهلية وقريش توارثت ملة ابراهيم بما فيها العبادات كالصلاة والزكاة و الصيام والحج فإن ( قريش) قبل وفى عهد النبوة كانت تصلى وتعرف الصلاة ولكن مع الوقوع فى الشرك وعبادة الأولياء و الانهماك فى العصيان و الفواحش ،أى كانوا يؤدون الصلاة ولكن لا يقيمون الصلاة ، ولأنهم من ذرية اسماعيل الذى وصفه رب العزة بأنه كان يأمر أهله بالصلاة و الزكاة وكان عند ربه مرضيا ( مريم 55) فقد قال جل وعلا عن ذرية اسماعيل ( العرب ومنهم قريش ) وذرية بقية الأنبياء من فرع اسحاق ويعقوب وغيرهم بأنهم أضاعوا الصلاة و اتبعوا الشهوات ، وتوعدهم بالعقاب إن لم يتوبوا ( مريم 59 ـ ) لذا نزلت الأوامر لهم فى مكة ليس بتأدية الصلاة أو بتعريفهم طريقة الصلاة ، لأنهم كانوا يعرفونها فعلا . الذى نزل لهم هو ما غفلوا عنه وهو اقامة الصلاة ، أى بالمحافظة عليها بعدم الوقوع فى الشرك والمعاصى والخشوع أثناء تأديتها.
7 ـ فى مكة جاء الأمر باقامة الصلاة ، يقول جل وعلا لخاتم النبيين :(إِنَّمَا تُنذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَمَن تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ )(فاطر 18) أى من أقام الصلاة فقد تزكى وسما بنفسه لأن إقامة الصلاة تعنى تزكية النفس ، وثمرة تزكية النفس هى لصاحبها ، فمن تزكى فإنما يتزكى لنفسه ،أى هى مسئولية شخصية .
ويقول جل وعلا (نَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ ) ( فاطر : 29 ) هنا يجعلها رب العزة قضية عامة لكل البشر و ليس لقريش وحدها ، فكل من قضى حياته يتلو كتاب الله ويقيم الصلاة وينفق المال سرا وعلانية مصيره الجنة ، فقد قام بتجارة رابحة مع الله جل وعلا .
ويقول رب العزة فى حديثه عن صفات المجتمع المؤمن (وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ )(الشورى 38) هنا تاتى فريضة الشورى بين فريضتى إقامة الصلاة وتقديم الزكاة المالية ، ويقول جل وعلا فى توضيح آخر للمجتمع المؤمن المتمسك بالفطرة السليمة :( مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ )(الروم 31 ـ)، فالانابة الى الله جل وعلا طاعة وخشوعا وخشية وتقوى تستلزم إقامة الصلاة وليس مجرد تأدية حركية ظاهرية مرائية للصلاة ، ولو غابت إقامة الصلاة غاب معها توحد المؤمنين وأصبحوا طوائف ومللا ونحلا و مذاهب واحزاب ، كل حزب يكتفى بما معه ويعتقد أنه الذى على الحق و أن غيره على الباطل. وهذا بالضبط وصف لحال المسلمين الأمس واليوم..
هذه الآيات التى نزلت فى مكة ـ وغيرها ـ لم تعلم أهل مكة والعرب كيفية الصلاة لأنهم كانوا فعلا يعرفونها ويؤدونها . أمرتهم فقط بفعل ما لم يكونوا يفعلون ـ فى جاهليتهم ـ وهو اقامةالصلاة بالخشوع فيها والمحافظة عليها لكى تقوم الصلاة بدورها فى سمو السلوك الخلقى وتهذيبه. وسرعان ما عاد المسلمون الى ما كانت عليه قريش من تقديس البشر والحجر والتفرق فى الدين و تضييع الصلاة والزكاة ، مع المحافظة الشكلية المظهرية السطحية فى تأدية الصلاة . اى عادوا الى الجاهلية الخلقية و الدينية ، ولا يزالون...وانظر حولك .. وانظر للعالم المتحضر .. وقارن ..

ثانيا : ايتاء الزكاة هى نفسها اقامة الصلاة

1 ـ للقرآن الكريم مصطلحاته الخاصة المخالفة لمفاهيم التراث الذى صنعه المسلمون بعد نزول القرآن بعدة قرون.
اقامة الصلاة فى مصطلحات القرآن تعنى الخشوع فى أثناء الصلاة والتزام التقوى والسمو الخلقى بين الصلوات.
لكن اقامة الصلاة فى حياتنا الدينية التراثية تعنى رفع الأذان للمصلين فى المسجد بأداء الصلاة بعد الأذان العام للصلاة. ويفهم معظم المسلمين – تبعا للفقه التراثى – ان ايتاء الزكاة هو اعطاء الصدقة فقط ، وبذلك يفهمون الأمر باقامة الصلاة وايتاء الزكاة على انه أمر بشيئين مختلفين هما الصلاة واعطاء الزكاء وهى عندهم لا تعنى سوى شىء واحد فقط هو اعطاء الصدقة للفقراء والمستحقين.

2 ـ طبقا لمفاهيم القرآن الكريم ومصطلحاته فان اقامة الصلاة هى نفسها ايتاء الزكاة ، أى أنه أمر واحد بشىء واحد هو التطهر والسمو الخلقى والتقوى. الخلاف الوحيد هو أن وسيلة اقامة الصلاة تتركز فى الخشوع فى الصلاة اثناء تأديتها - ثم بعد تأديتها تكون المحافظة عليها بالتزام السلوك القويم . أما الزكاة فهى تزكية النفس وتطهيرها والسمو بها بوسائل كثيرة من الصلاة والذكر لله تعالى واعطاء الصدقات وكل فعل صالح مقصود به وجه الله تعالى.
نبدأ توضيح ذلك باختصار.
2 / 1- ان الاسلام باختصار هو تزكية النفس بالعقيدة الصحيحة والسلوك القويم ، لذلك فان موسى حين دعا فرعون للاسلام قال له كلمة واحدة : (هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى ) النازعات 18 ) بل ان رب العزة قد أوجز مفهوم المشرك بأنه الذى لم يقم بتزكية نفسه : (وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ ) فصلت 6-7 ) فالمشرك يضع كل همه فى الدنيا ويبيع من أجلها الآخرة. يرتكب كل المعاصى فى دنياه غافلا عن تزكية نفسه بالتقوى لذا ينتهى الى الجحيم .
لقد خلق الله تعالى النفس الانسانية على أساس الفجور والتقوى ، تقبل أن تكون تقية أو فاجرة، ثم يختار الانسان بارادته طريقه ، ان اراد الهداية قام بتزكية نفسه ، وان أراد الفجور سقط بنفسه الى مستنقع الغواية. اذن فالانسان يختار بين اثنين : تزكية نفسه أى تطهيرها والسمو بها ، أو الهبوط بنفسه الى حضيض الرذيلة. وليس هناك من طريق وسط . المهم هنا أن الزكاة للنفس تعنى السمو بها. اقرأ هذا المعنى فى قوله تعالى :" وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا " الشمس 7- )
2 / 2 - ولذلك فان الهداية للحق من معانى الزكاة . والهداية هى اختيار شخصى يبدأ باختيار الانسان لنفسه طريق الهداية ثم تأتيه هداية الله له تؤكد ما اختاره لنفسه. والهداية كالزكاة هى عملية تطهير للنفس من الأحقاد والشرور وتقديس غير الله تعالى. ومن اهتدى فقد اهتدى لنفسه حسبما قال رب العزة :" مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ) الاسراء 15 ) وبالمثل فان من يتزكى أى يتطهر فانما يتزكى لنفسه (وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ ) فاطر 18 )
وفى النهاية فان الجنة هى مكافأة من تزكى وتطهر فى الدنيا أو اهتدى ، يقول تعالى (جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ مَنْ تَزَكَّى ) طه 76 )
ان وظيفة النبى هى أن يزكى قومه بالكتاب السماوى الذى يدعوهم اليه، أو يهديهم اليه ( كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ . ) البقرة 151 ) وتكررت التزكية كوظيفة للنبوة القائمة على الكتاب فى مواضع أخرى فى القرآن الكريم : (البقرة 129 – آل عمران 164 – الجمعة 2 )
ولارتباط الهداية بالزكاة فقد وصف الله تعالى عيسى ويحيى عليهما السلام بالطهر والعفاف والسمو الخلقى، أى كان "غلاما زكيا " أو كان "زكيا" ( مريم: 19 ، 13 ) .
2 / 3- هناك وسائل للزكاة ، بمعنى ان ايتاء الزكاة يعنى اختيار "أزكى " أو أطهر أو أسمى الخيارات وهى التشريعات القرآنية ،ومنها الاحسان فى التعامل مع الزوجة المطلقة( البقرة 232 ) وفى الاستئذان وفى غض البصر والعفاف الخلقى ( النور 28 ، 30 ) وتلك وسائل للوصول الى " ايتاء الزكاة " أو تزكية النفس التى هى الهدف الأعلى للمؤمن.
وهناك وسائل أخرى أشار اليها القرآن مثل الصلاة وذكر الله تعالى ، ومعروف ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر- أو يجب أن تكون كذلك – وكذلك ذكر الله تعالى بمعنى تعظيمه وتقواه . (اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ) المجادلة 45) وكذلك من وسائل التزكية – أو ايتاء الزكاة - الصلاة وذكر الله تعالى (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى ) الأعلى 14-15 ) ومنها خشية الله تعالى واقامة الصلاة (إِنَّمَا تُنْذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ) فاطر 18 )
وأخيرا منها اعطاء الصدقة المالية فالمؤمن المفلح فى الآخرة هو (الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى ) الليل 18 ) ولذلك أمر الله تعالى خاتم النبيين بأن يأخذ صدقة من المؤمنين ليتطهروا ويتزكوا :(خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا ) التوبة 103 )
اذن فايتاء الصدقة هى مجرد وسيلة من وسائل ايتاء الزكاة ، لأن الزكاة هى التطهر القلبى والسلوكى الذى يجعل المؤمن طاهرا مستحقا للجنة.

ثالثا : اقامة الصلاة وايتاء الزكاة بين مفهوم الاسلام ومفهوم الشرك والكفر
ان المشركين فى الجاهلية كانوا يؤدون الصلاة ولكن لم يقيموا الصلاة ، وكانوا مشهورين بالكرم ولكن دون ان يؤتوا الزكاة بمعنى التطهر والسمو الخلقى ، لذلك ظلوا يغير بعضهم على بعض ، وينتهكون الحرمات ويسبون ويسلبون ويشربون الخمر ويرتكبون النسىء اى يستحلون القتال حتى فى الأشهر الحرم بعد اعلان عدم حرمتها أو تأجيل حرمتها (إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ) التوبة 37 ).
ومعناه أنه يمكننا أن نتعرف على من لا يقيم الصلاة ويؤتى الزكاة طبقا لسلوكياته وظلمه وفجوره ، فكل من يرتكب علنا كل الفجور والفساد لا يمكن أن يكون مؤتيا للزكاة مقيما للصلاة حتى لو اشتهر بدخول المساجد وعمارتها.
وبعضهم كان يقوم بعمارة المسجد الحرام وخدمة الحجاج ويقرن ذلك بارتكاب المعاصى وعبادة الأولياء والقبور المقدسة . وقد رد عليهم رب العزة جل وعلا معتبرا أن ذلك لا شأن له بالتعمير الحقيقى لمساجد الله تعالى أو لدينه ، ولا شأن له باقامة الصلاة وايتاء الزكاة: (مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ ) التوبة 17- 18 )
وفى عصر نزول القرآن فى الفترة الأخيرة من حياة النبى ظل أئمة الكفر يواصلون الاعتداء على المسلمين ونكث العهود التى كانوا يعطونها للمسلمين- وهى حقائق تاريخية أغفلتها روايات السيرة بينما أشارت اليها سورة التوبة فى نصفها الأول – لذلك نزلت سورة براءة باعلان البراءة منهم واعطائهم مهلة للتوبة . شرط التوبة الكف عن الاعتداء الحربى والمسلح ، والكف عن الغدر ونقض العهود.
كان انتهاء المهلة هو انقضاء الأشهر الحرم .واعتبر رب العزة كفهم وتوبتهم عن الاعتداء اقامة للصلاة وايتاء للزكاة : ( فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) التوبة 4-5 ).. (لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ) التوبة 10 -11 )
ان اقلاعهم عن الاعتداء والظلم هو ـ بحسب الظاهر ـ اقامة الصلاة وايتاء الزكاة . وهذا هو المقياس البشرى الذى نستطيع الحكم عليه. فلا نستطيع مثلا أن نعرف ان كان الله تعالى سيقبل صلاتهم وصدقاتهم أم لا ، ولا نستطيع أن نعرف اذا كانوا يخشعون فى صلاتهم أم يراءون الناس. ليس ذلك لنا ولا نملكه. الذى نملك الحكم عليه فقط هو سلوكهم الخارجى ، هل هم مسالمون أم معتدون، هل هم ابرياء ام مجرمون ، فالمسالم الذى لا يظلم احدا – فى رؤيتنا البشرية الظاهرية - هو المقيم للصلاة وهو الذى يؤتى الزكاة حتى لو لم يكن يصلى ولا يدخل المسجد أصلا. والفاجر الظالم عندنا هو الذى يضيع الصلاة مهما كان مصليا ، ومهما اتسعت علامات السجود على جبهته .
ونلفت النظر هنا الى أن المؤمنين من أصحاب النبى محمد فى حياته كانت جباههم تعلوها علامات السجود من كثرة صلاتهم ،أى كانوا من حيث المظهر مسالمين ومقيمين للصلاة ومؤتين للزكاة ، ولكن الله جل وعلا حكم بأنهم ليسوا جميعا من أصحاب الجنة ، فقال عن صفاتهم الظاهرة (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ) وقال عن مصيرهم فى الآخرة (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا )(الفتح 29 ) فالذين آمنوا فعلا و عملوا الصالحات فعلا لم يكونوا كل أولئك الذين حول خاتم المرسلين ، لذا جاء الوعد للمؤمنين الصالحين فقط منهم ، ولم يقل رب العزة حسب السياق اللغوى ( وعدهم الله مغفرة و أجرا عظيما ).
ونعود لآيتى سورة التوبة:(فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) التوبة 4-5 ).. (لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ )(التوبة 10 -11 )، ونقرر أنه لا شأن لاعطاء الصدقة هنا بايتاء الزكاة المذكور فى الآيتين الكريمتين من سورة التوبة ، فايتاء الزكاة هو التطهر والسمو الخلقى . الدليل ان الدولة الاسلامية ليس لها ان تفرض على الناس تأدية الصلوات الخمس ، وليس لها أن تجمع الصدقات من الناس بالقوة والارغام ، اذ لا اكراه فى الدين – أى لا إكراه فى دخول الدين أو فى الخروج منه ، كما لا إكراه فى تأدية شعائره من صلاة وصيام وحج وصدقات وقراءة للقرآن وقيام لليل وتسبيح للمولى عز وجل. كل ذلك هى حقوق الله تعالى علينا ، وعلينا بدافع من التقوى أن نفعلها ابتغاء مرضاة الله تعالى وليس خوفا من السلطان أو مراءاة للناس .
وقد كان المنافقون فى عهد النبى عليه السلام يؤدون الصلاة ولا يقيمونها ، أى يتظاهرون بالصلاة رياء ونفاقا، لذا لم يقبلها الله تعالى منهم واعتبرها خداعا ليس لله تعالى وانما لأنفسهم (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا ) النساء 142 ). أولئك المنافقون أيضا كانوا يعطون الصدقات متطوعيم لستر حالهم ، ولكن مع حقد شديد ، ولأن الله تعالى يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور فقد أخبر عن مكنون قلوبهم ومنع النبى أن يأخذ منهم صدقاتهم : (قُلْ أَنْفِقُوا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا لَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْكُمْ إِنَّكُمْ كُنْتُمْ قَوْمًا فَاسِقِينَ وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى وَلَا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ ) التوبة 53 – 54 )
فى ضوء هذا التوضيح القرآنى فان النبى محمدا عليه السلام لم يرغم الناس على اعطاء الصدقات ولم يرغمهم على تأدية الصلوات وسائر حقوق الرحمن. أما حقوق العباد – أو حقوق الانسان – فلا بد من حفظها والزام الناس باحترامها، لذا هناك عقوبات للقتل والزنا والقذف وقطع الطريق .
ولذلك فان المشركين المعتدين حين نقضوا العهود وأغاروا على المسلمين المسالمين أوجب الله تعالى قتالهم حفظا للحقوق البشرية، وجعل مقياس الطاعة هو الكف عن الاعتداء والتزام السلام.
ووفقا لمصطلحات القرآن التى غفل عنها أئمة التراث فان الاسلام له معنيان :
1- " السلام " أو المسالمة ، وهو هنا معنى سلوكى يستطيع أن يحكم عليه البشر حسب الظاهر فى التعامل مع الناس ، فكل انسان مسالم فهو مسلم بغض النظر عن عقيدته ودينه ، وليس لأحد أن يحكم على عقيدة أحد أو درجة ما فى قلبه من اخلاص أو رياء او نفاق أو اشراك. مرجع ذلك لله تعالى وحده يوم القيامة .
2- الاستسلام لله تعالى والانقياد له وحده : هذا هو الاسلام فى معناه القلبى العقيدى فى التعامل مع الله تعالى . انه استسلام لله جل وعلا فى العقيدة فلا اله الا الله ، وفى السلوك بالطاعة المطلقة له تعالى وبتقواه وحده لا شريك له . وهذا ما سيظهر فيه الحكم على كل منا يوم القيامة حيث سيحكم علينا الواحد القهار الذى لا يخفى عليه شىء فى الأرض والسماء.
وطبقا لمعنى الاسلام الظاهرى فان الذى يقيم الصلاة ويؤتى الزكاة هو كل انسان مسالم لا يعتدى على أحد ولا يظلم أحدا بغض النظر عن عقيدته أو صلاته . المهم ألا يعتدى على أحد أو لا يظلم أحدا.
الشرك أو الكفر معناهما واحد فى المصطلح القرآنى ( التوبة 1-2 -17 )( غافر 42 ) ولهما ايضا معنيان :
1-- سلوكى ظاهرى فى التعامل مع البشر ويستطيع ان يحكم عليه البشر، والكفر والشرك هنا يعنيان الاعتداء والظلم للبشر, ولذا تأتى من مرادفاتهما فى القرآن مصطلحات مماثلة مثل الظلم – الفسق – الاجرام – الاعتداء. كل من يرتكب جرائم القتل ويظلم الناس ويستحل دماءهم فهو مشرك كافر حسب سلوكه ، ولا شأن هنا بعقيدته. وعلى هذا الأساس تأتى تشريعات القرآن الكريم فى التعامل الظاهرى مع المشركين فى الزواج وفى الموالاة مثلا، فلا تتحدث عن شركهم العقيدى وانما السلوكى الذى يمكن لنا أن نحكم عليه حسب تصرفاتهم العدوانية .( البقرة221 ) ( الممتحنة 1- 13 ) من المكن ان تصف بالكفر والشرك اسامة بن لادن ومن هم على شاكلته ممن يقتلون الابرياء ويعتدون على من لم يعتدى عليهم– طالما لم يتوبوا .
2- الشرك بالمعنى العقيدى اى اتخاذ أولياء وآلهة مع الله تعالى وتقديس البشر والشجر والحجر. وهذه عادة سيئة يقع فيها المسلمون وغيرهم ، مع ادعاء معظمهم بالايمان القويم ، لذلك فان الذى سيحكم على الناس جميعا هو الله تعالى يوم القيامة, اذ أنه ليس لهذا الشرك العقيدى عقوبة فى الدنيا اكتفاء بالخلود فى النار يوم القيامة . الله تعالى – وهو الأعلم بالقلوب – أكد فى القرآن أن اغلبية البشر يقعون فى الشرك العقيدى وانهم لا يؤمنون بالله تعالى الا وهم مشركون . ( يوسف 103- 106 ) لذا فان الفصل فى هذا الموضوع هو لله تعالى يوم القيامة ، وذلك ما تردد فى عشرات الآيات القرآنية. عندها – يوم القيامة – سيدخل الجنة الذين أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فى سلوكهم السامى الظاهرى وفى عقيدتهم الصحيحة معا .

اجمالي القراءات 42079