عن قوم عاد

آحمد صبحي منصور في الخميس ٢٠ - يوليو - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
ذكر القرآن الكريم أن قوم عاد كانوا عمالقة . قال لهم النبى هود ( وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ ) (69) الاعراف ) . وجاء إكتشاف مكانهم فى الربع الخالى فى شبه الجزيرة العربية . وعثروا على هياكل عظمية لهم تؤكّد انهم كانوا عمالقة فعلا . الذى أسألك عن وجود هياكل عظمية أخر شبيهة فى مناطق متفرقة من العالم هل هم من قوم عاد ؟ وكيف وصلوا الى هذه الأماكن ؟. ما هو تفسيرك لهذا ؟ كما أريد بعض تفصيلات عن قوم عاد .
آحمد صبحي منصور

1 ـ عن مدينتهم قال جل وعلا : (  أَلَمْ تَرَ  كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (7) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلادِ (8) الفجر ) .

2 ـ عن قوتهم قال عنهم جل وعلا : ( فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (15)  فصلت )، وقال  لهم هود عليه السلام : ( وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ (52) هود )

3 ـ عن تقدمهم العلمى وجبروتهم وثرائهم قال لهم هود عليه السلام : (  أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ (128) وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ (129) وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ (130) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (131) وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ (132) أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ (133) وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (134)  الشعراء )

4 ـ عن حالهم جثثا ضخمة بعد إهلاكهم بالريح قال جل وعلا :

4 / 1 : ( وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ (6) سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ (7) فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ (8) الحاقة )

4 / 2  : ( كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (18) إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ (19) تَنزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ (20)  القمر )

5 ـ ظلت مساكنهم الضخمة باقية بعد هلاكهم بالريح . قال جل وعلا : (وَعَاداً وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَسَاكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمْ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنْ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ (38)   العنكبوت )

5 : أهلك الله جل وعلا كل الكافرين من قوم عاد ( سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ (7) فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ (8) الحاقة ).

6 ـ وأنجى  هودا عليه السلام والمؤمنين معه قال جل وعلا : ( فَأَنجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَقَطَعْنَا دَابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَمَا كَانُوا مُؤْمِنِينَ (72)  الأعراف ). وهذا ما كان يحدث دائما . قال جل وعلا : ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلاً إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَانتَقَمْنَا مِنْ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ (47) الروم ) .

7 ـ ونتصور أن النبى هودا والمؤمنين معه تركوا قومهم قبل هبوب الريح المُهلكة المجرة فنجوا ، وأنهم ساروا فى الأرض فى هذا الزمن السحيق حيث كان قوم عاد هم المجتمع البشرى التالى لقوم نوح . ولقد أنجى الله جل وعلا نوحا والمؤمنين معه فى السفينة وأغرق الباقين . ونفس الحال مع من أنجاهم الله جل وعلا من قوم عاد . إنتشروا فى الأرض ، وهم بنفس العملقة الجسدية ، ولهذا يتم العثور على هياكلهم العملاقة خارج الربع الخالى .

7 ـ جدير بالذكر أن من نسلهم قوم ثمود . قال لهم نبيهم صالح عليه السلام : ( وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِهَا قُصُوراً وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتاً فَاذْكُرُوا آلاءَ اللَّهِ وَلا تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ (74) الاعراف ) وهو نفس ما قاله من قبل النبى هود لقومه عاد : ( وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً فَاذْكُرُوا آلاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (69) الاعراف ) .

اجمالي القراءات 1952