آحمد صبحي منصور
في
الجمعة ١٤ - يوليو - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً
نص السؤال
آحمد صبحي منصور
إجابة السؤال الأول :
1 ـ عن تحذير النبى محمد عليه السلام من الوقوع فى الشرك ، قال له جل وعلا :
1 / 1 : ( وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً وَلا تَكُونَنَّ مِنْ الْمُشْرِكِينَ (105) وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِنْ الظَّالِمِينَ (106) يونس ).
1 / 2 : ( وَمَا كُنتَ تَرْجُوا أَنْ يُلْقَى إِلَيْكَ الْكِتَابُ إِلاَّ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ ظَهِيراً لِلْكَافِرِينَ (86) وَلا يَصُدُّنَّكَ عَنْ آيَاتِ اللَّهِ بَعْدَ إِذْ أُنزِلَتْ إِلَيْكَ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ وَلا تَكُونَنَّ مِنْ الْمُشْرِكِينَ (87) وَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (88) القصص ) .
1 / 3 : ( فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (112) وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنصَرُونَ (113) هود )
1 / 4 : ( وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ (65) بَلْ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنْ الشَّاكِرِينَ (66) الزمر )
هذا عن النبى محمد عليه السلام فكيف بأصحابه وأزواجه ؟
ما سبق هو عن الاسلام كعقيدة وطاعة لله جل وعلا وحده . أما الاسلام السلوكى بمعنى السلام والايمان السلوكى بمعنى الأمن والأمان فهو فى التعامل بين الناس ، وكل من لا يرفع السلاح ويعتدى وكل من لا يقوم بالاكراه فى الدين فهو مؤمن مسلم حسب سلوكه . ومن هذا النوع كثير من الذين آمنوا سلوكيا ولكنهم كانوا يشربون الخمر ويلعبون القمار ويتخذون الأزلام الجاهلية ويعكفون عبادة للأنصاب أى القبور المقدسة ، يتمتعون بالحرية الدينية فى الدولة الاسلامية فى المدينة فى عهد النبى محمد عليه السلام . قال لهم جل وعلا فى أوائل السور المدنية : ( فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنْ الأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ (30) الحج ) ، ولم يطيعوا فقال الله جل وعلا فى أواخر ما نزل فى المدينة : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90) إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنْ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنتَهُونَ (91) وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ (92) المائدة ) . تدبر قوله جل وعلا لهم ( فَهَلْ أَنْتُمْ مُنتَهُونَ ).
الزواج فى الاسلام يكون طبقا للاسلام السلوكى بمعنى السلام . ولذا كان التزاوج بين الصحابة من مؤمنين ومنافقين لأنه يجمعهم السلام أو الاسلام السلوكى .
تحريم الزواج بمن تزوجها النبى محمد عليه السلام هو حُكم خاص مؤقت بحياتهن . ولا شأن لنا به، ولا شأن له بمدى صدقهن فى الايمان والاسلام.
إجابة السؤال الثانى :
1 ـ لنا حلقات فى برنامج لحظات قرآنية فى تدبر سورة التوبة ، نقوم بتسجيلها الآن .
2 ـ شياطين الانس من أتباع الديانات الأرضية يتلاعبون بالقرآن الكريم ، يختارون آيات يفصلونها عن سياقها ، ويحرفون معناها لتتفق مع أهوائهم . سورة التوبة تصف مجتمع المدينة فى أواخر عهد النبى محمد ، وأكثر الحديث فيها عن الصحابة المنافقين العلنيين الذين كانوا يجهرون بالكفر وإيذاء النبى ، ومنهم منافقون كتموا كفروا ومردوا على النفاق ، ومنهم مؤمنون صادقون سابقون ومنهم من خلط عملا صالحا وآخر سيئا . وكلهم طبقا للمفهوم السُنّى ( صحابة ). شياطين الانس يتجاهلون كل هذا ، ويؤولون بعض الآيات التى ينتقونها يجعلونها توافق أهواءهم .
3 ـ ينطبق هذا أيضا على آيات سورة الحديد . يكفى تدبر قوله جل وعلا للمؤمنين من الصحابة فقط المؤمنين سلوكيا فقط: ( آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ (7) وَمَا لَكُمْ لا تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ لِتُؤْمِنُوا بِرَبِّكُمْ وَقَدْ أَخَذَ مِيثَاقَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (8) هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (9) وَمَا لَكُمْ أَلاَّ تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنْ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (10). هنا دعوة لهم الى الايمان القلبى فى التعامل مع الله جل وعلا .
4 ـ الذين يجمعون بين الاسلام السلوكى ( السلام ) والاسلام العقيدى ( تقوى ) هم أصحاب الجنة التى لن يدخلها إلا المتقون من كل زمان ومكان . قال جل وعلا :( تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيّاً (63)مريم )
5 ـ أما الذين يلحدون فى آيات الله جل وعلا فى القرآن الكريم فقد هددهم رب العزة جل وعلا فقال عنهم : ( إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِناً يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (40) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ (41) لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (42) فصلت ).
6 ـ وهنيئا لهم وما إختاروه لأنفسهم .