قاض سويسري يُلاحقُ أميرا سعوديا متورطاً في المتاجرة بالمخدرات الكاتب وطن
السبت, 13 يونيو 2009 16:02
سلّمت السلطات السويسرية لنظيرتها السعودية إنابة قضائية لسماع أقوال الأمير نايف بن فواز الشعلان المُتهم بالتورط في المُتاجرة بالمخدرات. وتتهم دول كثيرة، على رأسها الولايات المتحدة وفرنسا، الأمير السعودي بشحن طُنّين من كوكايين كولومبيا على متن طائرته الخاصة عام 1999 باتجاه أوروبا. كانت المُهمة المُلقاة على عاتق الدبلوماسيين السويسريين في المملكة العربية السعودية في نهاية الأسبوع الماضي غير معتادة وحساسة جدا. فقد سلّموا للسُّلطات السَّعودية إنابة قضائية من توقيع قاضي التحقيق الفدرالي بول بيرودان بهدف سماع أقوال الأمير نايف بن فواز الشعلان.
وتتهمُ دولٌ كثيرة، على رأسها الولايات المتحدة وفرنسا، الأمير السعودي بشحن طُنين من كُوكايين كولومبيا عام 1999 على متن طائرة خاصة باتجاه السوق الأوروبية.
وأفادت صحيفة "لُوتون" التي تصدُر بجُنيف أن القاضي بيرودان الذي يُحققُ في هذه القضية منذُ أكثر من عام، يودُّ زيارة المملكة العربية السعودية لاستجواب الأمير الشعلان.
ويركز القاضي بشكل خاص على تنقُّلٍ للأمير السعودي إلى فينيزويلا في مايو من عام 1999. فبعد هذه الرحلة، حطّت الطائرة الخاصة التي استقلها الأمير بباريس بعد توقفها في المملكة العربية السعودية. وبعد شهرٍ من ذلك، عثرت السلطات الفرنسية على 840 كيلوغراما من الكوكايين في أحد المخابر السرية بضواحي العاصمة باريس.
وحسب ما ورد في شهادة مواطن كولومبي اعتُقل في إطار هذه القضية، لم تكن كمية الكوكايين التي تم العثور عليها سوى جزء من شُحنة أكبر وأهم نقلها الأمير الشعلان- دائما حسب أقوال الشاهد.
الأمير مُستعد للرد..لكن بشرط
وتتهم الإدارةُ الأمريكية لمُكافحة المخدرات الأمير السعودي بتقديم خدماته لكارتيلات المخدرات الكولومبية خلال سلسلة من اللقاء التي نُظمت في خريف عام 1998. وكانت هذه الإدارة قد أصدرت مُذكرة دولية لإلقاء القبض على الأمير السعودي بدون جدوى.
وبعد لجوء الأمير -الذي كان مُقيما في جنيف- إلى بلاده، أفلت من أي استجواب قضائي. في المُقابل، تم إلقاء القبض على صديقته التي تعمل في المجال العقاري في ميامي بولاية فلوريدا. ومن المُتوقع أن تتم محاكمة هذه المُتهمة في يوليو القادم.
الأمير نايف بن فواز الشعلان رفض الاتهامات المُوجهة إليه وقال إنه لم يكن بتاتا على علم بتواجد المخدرات. كما أكد أن تنقُّله إلى فنزويلا تمَّ في إطار رسمي –حتى يبدو أنه استُُقبل من طرف رئيس البلاد هوغو شافيز. ويضيف الأمير في التصريحات التي نقلتها صحيفة "لوتون" أن سلطات فنزويلا قد فتشت طائرته قبل المغادرة.
وحسب المُحامي برنارد هايسلي الذي يتولى الدفاع عن الأمير السعودي، فإن هذا الأخير "لا يرغبُ إلا في أن يتم الاستماع لأقواله" من طرف القضاء السويسري. وأضاف المحامي أن الأمير قد أعرب عن استعداده للرّد على أجوبة قاضي التحقيق الفدرالي بول بيرودان فور انتهاء مُحاكمة صديقته.
مخدرات وغسيل أموال؟
أما الأسئلة التي يعتزم القاضي السويسري طرحها على الأمير السعودي فكثيرة ومُتشعبة بحكم ارتباطها أيضا بفترة إقامته في جنيف. ويُذكر أن الأمير الشعلان كان قد أسس في عام 1998 بنك "كنز" في جنيف. وقد فتشت السلطات القضائية السويسرية مقر البنك في عام 2002 قبل أن يصفي نشاطاته تماما.
وفي إطار نفس القضية، تمّ استجوابُ المُواطن الجزائري مُصطفى جَاودي، أحدِ أقرباء الأمير، والمُواطن الإسباني جوسي ماريا كليمانتي بناء على طلب من مكتب المدعي العام الفدرالي والسلطات القضائية الفرنسية والإسبانية.
وكان المواطن الإسباني مشتبها من قبل السلطات السويسرية بغسيل ملايين الفرنكات في سويسرا أو انطلاقا من سويسرا لحساب منظمة إجرامية متورطة في المتاجرة بالمخدرات على المستوى الدولي، وخاصة بين أمريكا اللاتينية والشرق الأوسط وأوروبا.
وقد وُضع خوسي ماريا كليمانتي تحت رهن إشارة سويسرا منذ مطلع عام 2003 للاستماع لأقواله من طرف قاضي التحقيق الفدرالي بول بيرودان. وتتهم الإدارة الأمريكية لمحاربة المخدرات هذا المواطن الإسباني بالمشاركة في نقل طُني الكوكايين مع الأمير الشعلان.