أهل القرآن, والبيئة ,وقمة كوبنهاغن.
تعودنا أن نقرأ ,أن أهل القرآن كموقع على الشبكة العنكبوتية ,مهمته الأساس الإصلاح الديني ومن ثم السياسي ,والاجتماعي .
ولكننا تجاهلنا عن غير قصد ما يجري في هذا العالم من أخطار تهدد وجوده مثل الأخطار البيئية , التي عند وقوعها لا سمح الله لا ينفع يومها لا الإصلاح الديني ,ولا السياسي.
لهذا أحببت أن أناقش مع أحبتي موضوع الإصلاح البيئي والتغيرات المناخية التي قد تسبب في المستقبل القريب دمار جزء من العالم .ولهذا السبب لا يمكن لأهل القرآن الذين يعملون على إصلاح مليار ونصف من سكان الكرة الأرضية أي ثلث العالم تقريباً أن يقفوا إزاء هذه المشاكل متفرجين ومكتوفي الأيدي,وبدون مشاركة فعالة على موقعهم.
الله عز وجل أمرنا بعمارة الأرض ...لا تدميرها وإفسادها.لهذا السبب ستكون محاور مقالتي هذه قمة كوبنهاغن وحماية البيئة , والحروب .حتى نكون على بينة حول ما يجري, وما هي المسؤولية الملقاة على عاتقنا.
مهمة عظيمة وضرورية استدعت الى عقد قمة كوبنهاغن .والهدف الأساس لهذا المؤتمر الذي جمع زعماء العالم هو ..كيف يمكننا إنقاذ الكوكب .
لكن السؤال الأهم ....ما هي النتائج التي توصل إليها المؤتمر؟
خرج المؤتمر بقرارات الاتفاق على الحد الأدنى المطلوب ,وأهم هذه القرارات هي تخفيض الغازات الضارة بنسبة كذا خلال عقد من الزمن أو عقدين.
الاتفاق في الواقع لا يلبي تطلعات المهتمين والعارفين بخطورة هذا الموضوع. فقد اعتبره البعض اتفاقاً هشاً ,ولن تتقيد به الأطراف المعنية.أي حبر على ورق ,والسبب هو الجشع العالمي .جشع بعض الدول المعنية ,والتي تهتم بالدرجة الأولى تحقيق الأرباح حتى ولو على حساب تدمير البشرية.
والسؤال الثاني المهم ,هل موضوع الغازات هو الوحيد الذي يشكل الخطر أو الأخطار على كوكبنا ؟
وحتى نحيط بهذه الأخطار ,لابد من الأشارة الى أن الخطر البيئي الكوني لا يقتصر فقط على الغازات الضارة .فالإنسان أفسد الجو والبحر والمياه الجوفية بسبب النفايات الخطرة ,والتي حملت معها الأوبئة التي تهدد حياة الملايين من البشر.
فهل عالجت قمة كوبنهاغن أو غيرها موضوع النفايات ,التي يمكن للتكنولوجيا الحديثة تنقية البيئة من أثارها والاستفادة منها, لكنها مع الأسف عملية مكلفة ولا تدر على المترفين بالأرباح الكبيرة لهذا لا أحد يهتم بها.
الموضوع برمته يتطلب إرادة سياسية . فهل هذه الإرادة موجودة ؟!!!! مع كل أسف هذا ما غاب أيضاً عن مؤتمر كوبنهاجن.
ماذا عن الحروب .أليست هي المسببة أيضاً لتلوث البيئة أكثر من تلوث انبعاث الغازات من المعامل ...على الأقل المعامل من جهة أخرى ضرورية للحياة البشرية ...أما الحروب فهي تهدر الحياة الإنسانية والمادية. كم هدرت الحروب من البترول ,والثروات العينية, وأهم شيء , كم خسر العالم من مخزونه البشري وكم لوثت مناطق واسعة باستخدام الأسلحة المحرمة فقضت على الزرع وتربية الحيوانات وسببت كوارث صحية لسكان تلك المناطق.
هل تستطيع قمة كوبنهاغن وغيرها أن تقول للدول الكبيرة قفي !!!! كفاك حروب وتلويث للبيئة ؟
هل يمكن لقمة كوبنهاغن أو غيرها إيقاف الحروب الأهلية والطائفية والمذهبية والعرقية في هذا العالم ,هذه الحروب المدمرة التي حصدت الحجر والبشر؟
حل المشكلات البيئية والحروب ,هي مهمة إنسانية كبيرة ,مهمة توازي مهمة الإصلاح الديني والسياسي ,لأنها الخطر الماثل أمام البشرية والذي لا مفر منه إذا بقي الحال على ما هو عليه .
حل هذه المشكلات ,يتطلب وجود قوى سياسية ,دينية ,اجتماعية ... تعمل معاً من أجل السلام ,وإقامة نظام دولي بديل يبني تدريجاً الندية في التعامل بين الشعوب والبلدان .ويرفع المستويات المعيشية في جميع مناطق العالم ,يحول المسحوقين الى بشر فاعلين يساهمون في بناء الحياة على كوكب الأرض .السلام لن يتحقق بوجود خلل في توزيع الثروات ووجود أقلية تتمتع بما يعادل ميزانيات دول بكاملها ,وأغلبية ساحقة تعيش بسبب الفقر والجوع والجهل بأدنى المستويات المعيشية.
لو تحقق هذا السلام ,وعدالة توزيع الثروات ...سيكون العالم جاهزاً لحل مشاكل البيئة ,والفقر ,والنفايات الفكرية التي ولدت الإرهاب والتطرف.
صحيح أن الطريق طويل .. لكنه ليس مستحيلاً.
لهذا ومن واجبنا نحن الذين نعمل على قمة هرم الإصلاح الديني ,أن نولي موضوع البيئة اهتماماً خاصاً ,وذلك بكشف السلبيات التي أدت وتؤدي الى حدوث مثل هذه الكوارث البيئية, والعمل على تجنيد القوى لإصلاح ما يمكن إصلاحه.