القوى المدنية تُحيي ذكرىَ المفكر الراحل "فرج فوده"CET 00:00:00 - 08/06/2009
أخبار وتقارير من مراسلينا تقرير: إسحق إبراهيم - خاص الأقباط متحدون
تحل اليوم الذكرى السابعة عشر لاستشهاد المفكر الدكتور "فرج فودة" مؤسس الجمعية المصرية للتنوير،
حيث امتدت يد الغدر مساء الاثنين 8 يونيو 1992 لتقتل داعية التنوير، ذلك بتحريض من مجموعة من المشايخ المتأسلمين، قام شابان من تنظيم الجهاد بإطلاق دفعات متتالية من بندقية آلية على جسم المفكر فرج فوده.
وتبين أن الجريمة جاءت بفتوى من شيوخ جماعة الجهاد على رأسهم "عمر عبد الرحمن" المسجون حاليًا في الولايات المتحدة الأمريكية، كما جاءت شهادة الشيخ "محمد الغزالي" سوداء ووصف الغزالي فودة "بالمرتد" "وأنه (ويقصد فرج فودة) مرتد وجب قتله" وأفتىَ بجواز أن يقوم أفراد الأمة بإقامة الحدود عند تعطيلها، وإن كان هذا افتياتا على حق السلطة، ولكن ليس عليه عقوبة وهذا يعني أنه لا يجوز قتل من قتل فرج فودة حسب تعبيره.
تنظم الجمعية المصرية للتنوير التي أسسها شهيد الكلمة بالتعاون مع مجموعة من مؤسسات المجتمع المدني والأحزاب احتفالية بعنوان "المفكر الدكتور فرج فوده: دفاعًا عن الدولة المدنية" يتحدث فيها لفيف من المفكرين والمبدعين والشعراء وسيتم عرض بعض أحاديث الراحل ومعاركه السياسية، كما تكرم الجمعية عددًا من المبدعين الذين لهم إسهامات في مسيرة التنوير.
تقام الاحتفالية يوم الجمعة القادم 12 يونيو بقاعة النيل شارع محمد فريد أمام بنك مصر بوسط القاهرة ويشارك فيها لجنة الحريات بحزب التجمع وحزب الغد ( أيمن نور ) والحزب المصرى الليبرالى (تحت التأسيس) و"الشبكة العربية لحقوق الإنسان" و"صالون المعادي الثقافي" و"صالون أحمد لطفي السيد" و"مركز أفاق اشتراكية" و"جماعة تحوتي للدراسات المصرية" ومؤسسة "هي" للمرأة ومركز "تحوت لحقوق الإنسان".
وُلد "فرج علي فوده" في مدينة الزرقا محافظة دمياط في 2/8/1945، انتقل للحياة في مدينة شربين بمحافظة الدقهلية حيث حصل على الثانوية العامة عام 1961 ثم حصل على بكالوريوس الزراعة عام 1967 من جامعة عين شمس.
وأخيرًا حصل على الدكتوراه في الزراعة عام 1981 من جامعة عين شمس أيضًا، وعمل معيدًا في كلية زراعة عين شمس ثم عمل فترة في اليمن خبيرًا زراعيًا ثم عمل في جامعة بغداد مدرسًا، وعاد ليفتتح مجموعة فوده لدراسات الجدوى الاقتصادية، وهو العمل الذي ظل يمارسه حتى اغتياله.
انضم لحزب الأحرار ثم تركه لحزب الوفد الذي أصبح أحد قادته الشباب، ولكنه ترك حزب الوفد احتجاجًا على تحالفه مع الإخوان في انتخابات عام 1984، ثم تقدم بطلب تأسيس حزب جديد هو حزب المستقبل الذي رفضته لجنة الأحزاب.
واستشهد فرج فوده قبل البت في طلب جديد تقدم به لتأسيس نفس الحزب.
ساهم في الكثير من الندوات والمحاضرات والمناظرات التي تتصل بالصراع الفكري بين التيار التقدمي والتنويري والتيار المتأسلم الرجعي المتطرف.
وأصبح فرج فوده بشجاعته وشعبيته وذكائه رمزًا معترفًا به للاتجاه الأول، وكان من أهم أنشطته المناظرة التي عقدت ضمن أنشطة معرض القاهرة للكتاب يناير 1992، وكان آخرها مؤتمر المنظمة العربية لحقوق الإنسان في مايو من نفس العام.
خاض الراحل معارك عنيفة مع أنصار الرجعية والتخلف وقام بالدعوة إلى إعلاء العقل ونقد استخدام الدين في السياسية فقد كان يقول دائمًا: "إننا نقبل في منطق الصواب والخطأ في الحوار السياسي لأن قضاياه خلافية، يبدو فيها الحق نسبيًا والباطل نسبيًا أيضًا، ونرفض أن يدار الحوار السياسي على أساس الحلال والحرام حيث الحق مطلق والباطل مطلق أيضًا، وحيث تبعة الخلاف في الرأي قاسية لكونه كفرًا وتبعة الاتفاق والمتابعة قاسية أيضًا لمجرد كونها في رأي أصحابها حلالاً، حتى وإن خالفت المنطق بل حتى وإن خالفت الحلال ذاته، ولم تكن أكثر من اجتهاد غير صائب تسانده سلطة الحاكم باسم الدين ويؤازره سلطان العقيدة في ساحة غير ساحتها بالقطع.
بالطبع لم يكن الدكتور فرج فودة أقل إسلامًا من الذين قتلوه ولكنه وهب نفسه للدفاع عن آراءه بالكلمة والبرهان, ولم يؤمن يومًا باستخدام السلاح لفرض آراء الإسلام وفكرة على المجتمع ولا بإلقاء القنابل على الآمنين ولا باستخدام الجنازير والسكاكين لذبح الناس, فحمل قلمه لمهاجمة أساليب الذين يغطون جرائمهم بالجلباب الأبيض ويخفون إرهابهم وراء اللحىَ.
من مؤلفاته: الحقيقة الغائبة، قبل السقوط، حوار حول العلمانية، الإرهاب، نكون أو لا نكون، حتى لا يكون كلامًا في الهواء، النذير، الملعوب.