آحمد صبحي منصور
في
السبت ٠٣ - يونيو - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً
نص السؤال
آحمد صبحي منصور
الموروث الدينى المصرى فيه العجب ، ومنه تقدير الموتى كقولهم : ذهب الى دار الحق ، و هم فى دار الحق واحنا فى دار الباطل . يتصورون أن الحق فى الآخرة فقط . وطبعا فالآخرة لم تأت بعد ، ومن يموت فتذهب نفسه للبرزخ الى يوم يبعثون . ولا علاقة بالحق والباطل بالدنيا والبرزخ والآخرة ، لأن لمصطلح ( الحق ) معانية فى السياقات القرآنية ، ونعرض لها سريعا كالآتى :
1 ـ ـ الله جل وعلا هو ( الحق ) .
1 / 1 : يأتى ( الحق ) إسما لله جل وعلا ، قال جل وعلا : ( ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ ) ٌ (6) الحج ) .
1 / 2 : ولأنه الحق فما عداه من آلهة مزعومة فهو باطل وضلال ، ولا توسّط هنا . قال جل وعلا :
1 / 2 / 1 : ( فَذَلِكُمْ اللَّهُ رَبُّكُمْ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلالُ ) (32) يونس ).
1 / 2 / 2 : ( ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (30) لقمان )
2 : الاسلام هو دين الله جل وعلا ( الحق ) . قال جل وعلا : ( هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (33) ي التوبة ).
3 ـ القرآن الكريم هو الحق ، نزل بالحق وفيه الحق . قال جل وعلا : ( وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ (105) الاسراء )
4 ـ ويأتي " الحق" بمعني الصدق وذلك في معرض المقابلة بالباطل، ، قال جل وعلا : ( كذلك يضرب الله الحق والباطل " الرعد "17" . وفي مواضع أخري كقول قوم موسي له في قصة ذبح البقرة " الآن جئت بالحق " البقرة "71" وكقول امرأة العزيز في تبرئة يوسف" الآن حصحص الحق " يوسف "51" وفي قصة تبشير الملائكة لإبراهيم بولادة اسحق " قالوا بشرناك بالحق " الحجر "55" وفي جميعها يأتي الحق بمعني الصدق .
5 ـ ويأتي " الحق " بمعني العدل، وذلك في موضوعات الأحكام والقضاء بين الناس. فالله جل وعلا يقول لداود " فاحكم بين الناس بالحق " ص "26" وقال الخصمان لداود " فاحكم بيننا بالحق " ص "22" والله تعالي يقضي بين الناس بالحق يوم القيامة أي بالعدل " وقضي بينهم بالحق وهم لا يظلمون " الزمر "69" والمهتدون يحكمون بالحق أي بالعدل " وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون" الأعراف "181" أي يعدلون بالحق.
وكلمة " غير الحق " تفيد الظلم وانعدام العدالة، ومنها قوله تعالي " الذين اخرجوا من ديارهم بغير الحق " الحج "40 ) وفي تشريعات الإسلام يقول جل وعلا : ( ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ) الأنعام "151"، " قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق " الأعراف 33).
6 ـ ويأتي " الحق " بمعني الحقوق الواجبة للبشر، مثل :
6 / 1 : الديون المستحقة للأفراد يقول جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلا يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلْ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئاً فَإِنْ كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهاً أَوْ ضَعِيفاً أَوْ لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ ) 282 ) البقرة )
6 ـ حقوق الصدقة والزكاة ( فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ) (38) الروم )