آحمد صبحي منصور
في
الخميس ٢٥ - مايو - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً
نص السؤال
آحمد صبحي منصور
أولا :
1 ـ ( فطر ) أى خلق من لاشىء. والله جل وعلا فطر السماوات والأرض من لاشىء ، أى من الصفر المطلق . وهذا هو لله جل وعلا وحده . . وبعده لا يوجد ( فطر ) بل ( خلق ) .
2 ـ ( خلق ) يعنى خلق شيئا من شىء ، ولذا فالخلق مستمر ، منه ما نعرف مثل خلق الأجنة فى الأرحام ، ومنه ما لا نعلم ، قال جل وعلا : (وَيَخْلُقُ مَا لا تَعْلَمُونَ (8) النحل ). ويوجد من البشر من يخلق ، أى يقوم بتصنيع أو تخليق شىء من شىء ، ولكن الله جل وعلا هو ( أحسن الخالقين ). قال جل وعلا : ( فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (14) المؤمنون )
ثانيا :
1 ـ ( فطر ) يعنى خلق من لاشىء من الصفر المطلق والعدم . ( إنفطر ) يعنى تدمير ما فطره الله جل وعلا ليعود الى لاشىء الى الصفر والعدم .
2 ـ عن انفطر فى شرح لتدمير الكون قال جل وعلا :
2 / 1 : ( فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْماً يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيباً (17) السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولاً (18) المزمل ).
2 / 2 : ( إِذَا السَّمَاءُ انفَطَرَتْ (1) وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ (2) وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ (3) الانفطار) .
ثالثا :
تأتى ( فطر / فاطر ) فى السياقات القرآنية التالية
1 ـ انه جل وعلا الفاطر المستحق وحده للحمد . قال جل وعلا :
( الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) فاطر )
2 ـ إنه وحده الفاطر الذى يتخذه المؤمن وليا ، ولا يتخذ معه أولياء مقدسين مؤلهين من المخلوقات .
2 / 1 : قال يوسف عليه السلام ( رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنْ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (101) يوسف )
2 / 2 : وقال جل وعلا لمحمد عليه السلام : ( قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيّاً فَاطِرِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلا يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلا تَكُونَنَّ مِنْ الْمُشْرِكِينَ (14) الانعام )
3 ـ لأنه وحده ( الفاطر ) فهو وحده الذى سيحكم بين البشر فى إختلافاتهم الدينية يوم الفصل ، أى هى حرية دينية وموعد الحكم فيها للفاطر جل وعلا يوم الدين ، أى لا وجود لما يسمى بحد الردة وحد ترك الصلاة والافطار فى رمضان ..الخ . قال جل وعلا للبشر : ( وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمْ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (10) فَاطِرُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَمِنْ الأَنْعَامِ أَزْوَاجاً يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ (11) الشورى ). وقال لخاتم النبيين عليهم السلام : ( قُلْ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (46) الزمر ).
4 ـ لأنه جل وعلا هو الفاطر الذى خلق من لاشىء ، فهو القادر على أن يبعثنا من لاشىء ، وهذا هو الردُّ على منكرى البعث. قال جل وعلا : ( قُلْ كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيداً (50) أَوْ خَلْقاً مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنَا قُلْ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُءُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيباً (51) الاسراء )
5 ـ لأنه جل وعلا وحده هو الفاطر فهو الذى ( فطر ) الأنفس البشرية على ( لا إله إلا الله ) وهى ( الفطرة ) التى يغطيها الانسان بالكفر ، والكفر هو التغطية. يغطيها بتقديس بشر وحجر مع الله جل وعلا . ولكن تستيقظ فيه هذه الفطرة عندما تتهدد حياته فيستغيث بالفاطر جل وعلا . عن الفطرة قال جل وعلا للنبى محمد وللجميع : ( فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (30) الروم ).
6 ـ كل الرسل يؤكدون إيمانهم بالفاطر جل وعلا .
6 / 1 : كل الرسل قالوا لأقوامهم : ( أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ ) (10) ابراهيم ). مستحيل أن يزعم مخلوق أنه الذى فطر السماوات والأرض ، إذن فليس فيه جل وعلا شك فى ألوهيته وحده لا شريك له جل وعلا .
6 / 2 : هود عليه السلام قالها لقومه : ( يَا قَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ أَجْرِي إِلاَّ عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلا تَعْقِلُونَ (51) هود ).
6 / 3 : قالها ابراهيم عليه السلام :
6 / 3 / 1 : ( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ (26) إِلاَّ الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ (27) الزخرف ).
6 / 3 / 2 : ( إنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِي لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفاً وَمَا أَنَا مِنْ الْمُشْرِكِينَ (79) الانعام )
6 / 3 / 3 : ( قَالَ بَل رَبُّكُمْ رَبُّ السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَى ذَلِكُمْ مِنْ الشَّاهِدِينَ (56) الانبياء ).
7 ـ قالها سحرة فرعون قبيل قتلهم : ( قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنْ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (72) طه ) .
8 ـ قالها الرجل المؤمن فى القرية التى كذّبت ثلاثة من الرسل قبل أن يقتلوه : ( وَمَا لِي لا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (22) يس )