حسابات مهلكة

آحمد صبحي منصور في الإثنين ٢٢ - مايو - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
السؤال الأول الظاهر ان عيلتنا متخصصة فى الحسابات الخطأ . أبويا باع أرضه وحط فلوسه فى البنك ، وبقى يعيش من أرباحها . طبعا ده كان بالجنيه المصرى . الأرض اللى باعها من عشرين سنة بقى الفدان منها بالملايين دلوقت ، والفلوس اللى خدها من بيع الأرض وحطها فى البنك بقت قيمتها ملاليم . أنا بعت أرض أمى ولعبت بيها فى البورصة ، كسبت فى الأول ، وفى النهاية ضاعت فلوسى . هل ده قدر مكتوب علينا مفيش منه مهرب ؟ وإزاى نحسبها صح وتطلع مصيبة ؟ وهل ده كله حرام أو حلال ؟ أرجو تريحنى لأنى فى حالة صعبة . السؤال الثانى 2 ـ يأتى فى القرآن كلمة ( أحسب الناس ) اى هل يتصور الناس . ما هى تصورات الناس وهل كل حسابات الناس صحيحة أم خاطئة ؟ وما هو الصحيح منها ؟
آحمد صبحي منصور

إجابة السؤالين معا :

أولا :

الرزق من الحتميات المقدرة سلفا مثل ما يصيب الانسان من خير أو شرّ . ومهما تحسب وتتحسب فلا مهرب من الرزق المقدر لك سلفا . الرزق الذى نقصده هو ما تحيا به ولا يمكن أن تستغنى عنه .  لن يدخل فى جوفك من ماء وطعام وهواء سوى المحدد لك سلفا . غير ذلك من اموال واراض وممتلكات وارصدة مالية تتغير ملكيتها من شخص لآخر . يتركها الانسان بالموت وتتركه بالخسارة . لذا فهذا لا ينبغى أن تذهب نفسك عليه حسرات ، ولا ينبغى أن ترهق نفسك بتحسّبه وحسابه .

2 ـ الذى تتحسب وتعمل ( حسابه ) هو ما يخصُّ مستقبلك فى الآخرة . حيث تكون إمّا خالدا فى النار أو خالدا فى الجنة . لذا نتتبع مصطلح ( حسب ) فى هذا السياق فقط  عن الحسابات الخاطئة المهلكة للبشر ، ويأتى فى معرض الوعظ فى الدنيا لتجنب الخلود فى النار فى الآخر .

ثانيا :

نتتبع هذا المصطلح القرآنى على النحو الآتى :

تحذير للمؤمنين :

 دخول الجنة ليس سهلا بل يستلزم جهادا مخلصا وصبرا  . قال جل وعلا :

1 ـ ( أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمْ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلا رَسُولِهِ وَلا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (16) التوبة )

2 ـ ( أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمْ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ (214) البقرة )

3 ـ ( أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمْ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ (142) آل عمران )

عدم إحترام أئمة الكفر ( مثل مالك والشافعى والبخارى وشيوخ الأزهر وباباوات الكنائس .. ) لأنهم أضل سبيلا من الحيوانات .

  قال جل وعلا : ( أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلاَّ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً (44) الفرقان )

  الايمان لا يعنى النجاة من الاختبار والامتحان والفتن . قال جل وعلا :

( أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3) العنكبوت )

ألّا ينبهروا بجاه الكافرين فى الأرض ، فليسوا بمعجزين فيها ، ومأواهم جهنم . قال جل وعلا :( لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ فِي الأَرْضِ وَمَأْوَاهُمْ النَّارُ وَلَبِئْسَ الْمَصِيرُ (57) النور ).

ألّا يظنوا أن الله جل وعلا غافلا عن أجرام الكافرين المعتدين الظالمين . قال جل وعلا بصيغة التأكيد الثقيل :

1 ـ ( وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ (42) ابراهيم  ).

2 ـ  ( فَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ (47) يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (48) وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ (49) سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمْ النَّارُ (50) لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (51) هَذَا بَلاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ (52) ابراهيم  ).

تحذير الكافرين المشركين

تحذير الكافرين المشركين أتباع الشياطين الذين يزين لهم قرناؤهم من الشياطين الباطل حقا والحق باطلا ، ويجعلونهم يقدسون الأولياء يحسبون أنهم يحسنون صُنعا . قال جل وعلا :

1 ـ ( وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (36) وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنْ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (37) حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ (38) وَلَنْ يَنفَعَكُمْ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ (39) الزخرف )

2 ـ ( إِنَّهُمْ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (30) الاعراف )

3 ـ ( أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِنْ دُونِي أَوْلِيَاءَ إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلاً (102) قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً (104) أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْناً (105) الكهف ).

من الاعتقاد فى الشفاعات  الزائفة التى تجعل آلهتهم يملكون يوم الدين . قال جل وعلا :

1 ـ ( وَبَدَا لَهُمْ مِنْ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ (47) الزمر )

2 ـ  ( أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَنْ يَسْبِقُونَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (4) العنكبوت )

3 ـ ( أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (21) الجاثية )

3 ـ ( أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ (80) الزخرف )

من انكار البعث. قال جل وعلا :  

1 ـ ( أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ (115) المؤمنون )

2 ـ ( أَيَحْسَبُ الإِنسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى (36) القيامة )

تحذير الطُغاة أكابر المجرمين .

عدم الإغترار بالجاه والنعيم الدنيوى . قال جل وعلا :

1 ـ (  وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْماً وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (178) آل عمران )

2 ـ ( أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ (55) نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَل لا يَشْعُرُونَ (56)   المؤمنون )

3 ـ ( وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا إِنَّهُمْ لا يُعْجِزُونَ (59) الانفال )

تحذير البخلاء الكفرة من عبادة المال . قال جل وعلا :

1 ـ ( وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ (1) الَّذِي جَمَعَ مَالاً وَعَدَّدَهُ (2) يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ (3) كَلاَّ لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ (4) الهمزة )

2 ـ ( وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ  ( 180 ) آل عمران ).

أخيرا

كل ما فى هذه الدنيا زائل وفان ، ولا يبقى سوى وجه الرحمن جل وعلا القائل : ( كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ (27)   الرحمن ). لو آمن الناس بهذا ما كانت خصومات أو مشاكل أو حروب .

اجمالي القراءات 1895