عن التحيات والتشهد

آحمد صبحي منصور في الخميس ١١ - مايو - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
لدي سؤال مهم للغاية يتعلق بالصلاة، ألا وهو صيغة التشهد...فكما تعلم سيادتك أن التشهد يتلي بصيغ متعددة وبالتالي فإن مصداقيته تقل بكثير عن أي نص يحمل صيغة واحدة...وكما تعلم أيضاً أن هناك عدة روايات مختلفة للتشهد بعضها موجود في كتب الصحاح......وقد خالطت بعض الشيعة فوجدتهم لا يقرأون التشهد إطلاقاً...كما لاحظت أيضاً أن صيغة التشهد مخالفة تماما للقرآن الكريم في معظمها والمطلوب من سيادتكم مشكوراً الآتي: 1- أن تخبرني عما إذا كانت هذه الصيغ متواترة أم هي روايات آحادية تحتمل الظن (أرجو أن تذكر لي سلسلة الرواة التي تتكلم عن تلك الصيغ إن كانت آحاد). 2- أن تخبرني عما إذا كانت الروايات مستجدة علي الصلاة أم لا، وإن كانت مستجدة فبرجاء أن تذكر لي ما البديل لها قبل أن تصبح دخيلة علي صلاة المسلمين منذ الرعيل الأول.
آحمد صبحي منصور

هذا سؤال جاء متأخرا ، ولكن نرد عليه ونقول :

 1 ـ الاحاديث المنسوبة للنبى كلها آحاد ، وليس منها متواتر على الاطلاق ، وهذا بداية من أول كتاب وهو ( موطأ ) مالك ثم ما كتبه الشافعى ثم من جاء فيما بعد من احمد والبخارى ومسلم .. الخ . لا يوجد مطلقا حديث متواتر تنطبق عليه شروط التواتر والإجماع وينجو من الاختلاف حوله فى السند والمتن .

2 ـ أحاديث ( التحيات ) مختلفة ، ولم ينسبوها الى النبى أصلا ، بل الى فلان وفلانة من الصحابة . وواضح أنها قيلت فى العصر العباسى ، وهو العصر الذى شهد الدخول ( ليس فى الاسلام الحق ) ولكن فى الدين السُنّى فى دولة دينية سنية كهنوتية . وبالتالى انتشرت التحيات مع تقديس إله سمٌوه محمدا لا علاقة له بالنبى محمد عليه السلام .

3 ـ كتبنا فى كتاب الصلاة مخالفة تلك التحيات للاسلام ، وقلنا ان معنى التشهد ينطبق على شهادة الله جل وعلا أنه لا إله إلا هو ، فى آية تكررت فيها ( لا إله إلا هو ) مرتين جاء بعدها التأكيد بأن الدين عند الله جل وعلا هو الاسلام ثم الاختلاف الذى وقع فيه أهل الكتاب وجاء بغيا على الاسلام . قال جل وعلا : ( شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُوْلُوا الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18) إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ  وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلاَّ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمْ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (19) آل عمران ). وقع فى هذا أهل الكتاب ثم المحمديون . واساسه التفريق بين الرسل وتأليه بعضهم .

4 ـ بعد هذا نؤكد أن كل إنسان مسئول عن إختياره الدينى . ندعو فقط الى تذكر الآيات الكريمة التالية من سورة الزمر:

4 / 1 : ( إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدْ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ (2).

4 / 2 : ( قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ (11) وَأُمِرْتُ لأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ (12) قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (13) قُلْ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَهُ دِينِي (14) فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (15).

4 / 3 : ( قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (39) مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ (40) إِنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنْ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ (41).

4 / 4 : ( وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ (60).  

اجمالي القراءات 1871