آحمد صبحي منصور
في
الإثنين ٠٨ - مايو - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً
نص السؤال
آحمد صبحي منصور
أولا : هذا حُكم إلاهى عام من عهد النبى محمد عليه الاسلام الى نهاية الزمان . حيث يوجد أشدُّ الناس ظلما وهم الذين يفترون الكذب على الله جل وعلا أحاديث شيطانية يزعمونها وحيا إلاهيا . كان هذا فى عصر النبى محمد عليه السلام ، ولا يزال مستمرا ، وبه تأسسّت الأديان الأرضية للمحمديين وغيرهم . تدعوهم بالقرآن الكريم وحده فيردون عليك بأحاديثهم الشيطانية ، ولا أمل فى هدايتهم لأن الله جل وعلا لا يهدى من يُضلُّ ، قال جل وعلا للنبى محمد عليه السلام ولنا : (إِنْ تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (37) النحل ) .
ثانيا : ونتدبر الآيات التى تكرر فى القرآن الكريم عن أولئك الأشد ظلما :
1 ـ فى بعضها يرتبط الافتراء الكاذب على الرحمن جل وعلا بتكذيب آيات القرآن الكريم . وهذا يعنى أنها قضية حدّية ، إما أن تؤمن بالقرآن الكريم وحده حديثا ، وإما أن تؤمن بتلك الأحاديث الشيطانية . ولا يجتمع هذا وذاك ، إما أن تؤمن بالله جل وعلا وتدفع عنه هذا الافتراء ، وإما أن تؤمن بهذا الافتراء وتنصر أئمته وأتباعه ومروجيه ضد الله جل وعلا. أى هى ( أمّا .. وإمّا ) ولا توسُّط . قال جل وعلا :
1 / 1 : ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (21) الانعام ). هم ظالمون لا يفلحون .
1 / 2 :( فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ (17) يونس ).هم مجرمون لا يفلحون .
وجاء أيضا قوله جل وعلا :
1 ـ ( فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (144) الانعام )
2 ـ ( فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ (157) الانعام ).
3 ـ ( فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً (15) الكهف ).
تعبير ( ومن أظلم ، فمن أظلم ) تأكيد على أنهم أظلم الناس ، لأنهم يظلمون الناس ويظلمون رب الناس .
2 ـ عن حالهم عند الاحتضار والموت قال جل وعلا :
2 / 1 : ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلَوْ تَرَى إِذْ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلائِكَةُ بَاسِطُوا أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنفُسَكُمْ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ (93) الانعام )
2 / 2 : ( فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ أُوْلَئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنْ الْكِتَابِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قَالُوا أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ (37) الاعراف )
3 ـ تأتى مقارنتهم بالمؤمنين المدافعين عن الرحمن جل وعلا الذين يدفعون عنه هذا الظلم . قال جل وعلا :
3 / 1 : ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ (68) وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ (69) العنكبوت ).
3 / 2 : ( فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ (32) وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمْ الْمُتَّقُونَ (33) لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ (34) لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ (35) الزمر )
4 ـ وسيكون المدافعون عن رب العزة جل وعلا شهداء على أولئك الظالمين المجرمين . قال جل وعلا : ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أُوْلَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الأَشْهَادُ هَؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (18) الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (19) أُوْلَئِكَ لَمْ يَكُونُوا مُعْجِزِينَ فِي الأَرْضِ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ يُضَاعَفُ لَهُمْ الْعَذَابُ مَا كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَمَا كَانُوا يُبْصِرُونَ (20) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (21) لا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الآخِرَةِ هُمْ الأَخْسَرُونَ (22) هود )
5 ـ قال جل وعلا عن حالهم يوم القيامة : ( وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ (60) الزمر ).
أخيرا : وحتى تعرف من أنت ، هل أنت من الضالين أم من المهتدين ، نقول إن الآيات الكريمة عن الظالمين المجرمين الذين ستكون وجوههم مسودة يوم القيامة تنطبق على أئمة الضلال من مالك والشافعى وابن حنبل والبخارى ومسلم وابن تيمية وشيوخ الأزهر وشيوخ وأئمة الشيعة ..إذا إرتعبت من هذا الكلام فأنت معهم . إذا إطمأن قلبك فأبشر بطهارة قلبك .