الاعتقال في جوانتانامو أرحم.. سيدة تتهم ضباط شرطة المنصورة بتعذيبها لمدة 10 أيام متواصلة أمام طفلتيه
الاعتقال في جوانتانامو أرحم.. سيدة تتهم ضباط شرطة المنصورة بتعذيبها لمدة 10 أيام متواصلة أمام طفلتيه

في الأربعاء ٠٣ - أكتوبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

الاعتقال في جوانتانامو أرحم.. سيدة تتهم ضباط شرطة المنصورة بتعذيبها لمدة 10 أيام متواصلة أمام طفلتيها وبتلفيق قضايا مخدرات لأولادها



اتهمت سيدة من إحدى قرى المنصورة، وهي أم لأربعة من الأبناء، ضباط قسم شرطة المنصورة بتعذيبها أثناء فترة احتجازها داخل القسم لعدة أيام بعد إجبارها على خلع ملابسها وتهديدها بالاغتصاب على مرأى من ابنتيها الصغيرتين.
وقالت إن واقعة التعذيب المشار إليها سبقها الاعتداء عليها بالضرب من قبل القوة التي داهمت منزلها الكائن بقرية سلمون القماش، وأن حصلت على تقرير طبي يفيد بحاجتها للعلاج لأكثر من 21 يومًا، وتقدمت إثر ذلك ببلاغ ضد ضابطين ذكرتهما بالاسم في بلاغها حيث استمرت التحقيقات في نيابة المنصورة لمدة ستة شهور دون أن تستدعي النيابة المتهمين للتحقيق معهما أو تحيل القضية إلى القضاء للفصل فيها.
وتروي ناهد تفاصيل معاناتها وأسرتها الصغيرة التي كانت تكد للحصول على لقمة العيش من خلال العمل في صناعة التريكو داخل منزلها البسيط، وذلك بعد توجيه اتهامًا كيديًا لها بالاتجار في المخدرات.
وبعبارات ملؤها الحزن والألم على ما انتهى إليها حال أسرتها دون أي جريرة ارتكبتها، تحدثت ناهد لمركز "النديم" للعلاج والتأهيل النفسي لضحايا العنف عن خلفيات المشكلة ومطاردة الأمن لأسرتها التي انتهت بحبس أولادها لمدة ثلاث سنوات، فتقول:
"المشكلة بدأت من سنتين.. اشتريت أرض مباني جنبنا.. أولادي قالوا لي لازم ننقل المصنع لمكان تاني بره البيت.. اشتريت كل حاجة خرج بيت.. الخشب والبلاط وكنت بأبنيه شوية شويه.. كنت بأسرح بحصير واشتريت مكن عشان أشغل العيال.. بنينا بالقسط حتة حتة.. جبنا الخشب وطوب".
وتابعت قائلة: "البيت كان جه له أمر إزالة.. أنا كنت بره.. دخلوا عليه بالبلدوزر هدوه.. ومش اكتفوا بكده، لأ كمان بيدوسوا على الخشب والطوب يخلوه زي الدقيق.. داسوا على الطوب مرتين.. جيت من بره تعبانة الناس قالوا لي عليك العوض.. أنا كنت بأصرخ وأقول لهم حرام عليكم.. أولادي حاولوا يلموا أي حاجة.. محمد قنديل قال للمخبرين: هاتوا لي العيال دول من فوق.. لموهم، وهددوهم يلبسوهم قضايا".
وأردفت "يوم 14 يناير 2007 عيالي كانوا قاعدين على المكن بالليل.. الساعة 11 دخلوا على العيال بشوم وسكاكين وسيخ.. أنا كنت فوق.. وأبوهم مش موجود.. لقيت العيال بتصرخ ومجرجرينهم جر.. قابلوني على السلم.. ضربوني بالشوم على دماغي ودراعي ووركي.. أخدوا العيال.. عمي لفقوا له قضية سلاح.. وابن عمتي لفقوا له 13 ورقة بودرة.. بس كله تلفيق لان عمي طلع براءة.. شيلوا العيال قضايا بانجو وكل عيل أخد 3 سنين سجن.. كنا بنروح جلسات المحاكم بتاعة الأولاد.. كنت بأخاف أروح الزيارة".
ووفق رواية السيدة ناهد، "تاني يوم ما ضربونا رحت مستشفى المنصورة العام وعملت تقرير طبي.. كان عندي اصابات وتكسير عظام وأوجاع في غضاريف الضهر.. وقرروا لي علاج 21 يوم.. رفعت دعوى قضائية على الضابطين واستمرت التحقيقات في نيابة المنصورة ست شهور.. وقدمت شهودا شافوا الضرب جوه البيت وبرضه النيابة ما حولتش الضباط للقضاء (النيابة لم تستدع حتى المتهمين)".
واستدركت قائلة: "فيه غفير اسمه "سالم ".. كان بيخطط لمشكلة مع جوزي.. كان بيفتعل خناقات.. عشان يمسكوه.. وبالفعل هدده بالسلاح في شهر يوليو السنة اللي فاتت.. عمل له كمين عشان ياخدوه ومسكوه فعلا وربطوا إيديه ورجليه وقبل ما يحطوه في العربية قامت مشكلة كبيرة في البلد.. الناس اتلمت من كل حتة وسحبوا أحمد جوزي من البوكس بالعافية.. هربنا.. وسبنا البيت وهم قعدوا يدوروا علينا.. واحتلوا البيت وكسروه زي ما انتم شايفين وقبضوا على كل أخواتي من قرى تانية".
وقالت السيدة إن أختها عزيزة محمد توفيق تعرضت للضرب بالخيرزانة وحاول مخبران إجبارها على خلع ملابسها أمام أسرتها، لكن أخاها صرخ وقال للضابط: "أنا بدالها.. اعمل في اللي أنت عاوزه"، كما تعرضت أختها الثانية وتدعى عايدة هي الأخرى للتعذيب، وفق روايتها.
وحينما حاول شقيقها السيد التدخل لحماية أخته عزيزة من خلع ملابسها أجبره الضابط على تقبيل حذائه وداس على رأسه بالحذاء ثم حلق له على الزيرو وأمره بأن يوقع على أي جريمة يختارها له وبالفعل أجبره على التوقيع على سرقة سيارة (صاحب السيارة رفض توجيه اتهام لشخص لا يعرفه)، ما دفع الضابط إلى إلغاء المحضر واتهمه بحيازة سلاح، وتعرض للتعذيب على أيدي رجال الشرطة الذين قاموا بتعليقه عاريا وكهربته في هذا الوضع أكثر من مرة.
وبعد أيام ألقي القبض على ناهد حيث قالت إنها تعرضت للتعذيب بطريقة بشعة داخل قسم شرطة المنصورة في ظروف احتجاز غير إنسانية ومعها ابنتيها نورا (14 عامًا) وميادة (12 عامًا) اللتين تعرضتا للتعذيب وهددهما الخفراء بخلع ملابسهما واغتصابهما.
وأضافت قائلة: "قلعونا كلنا هدومنا وعلقونا على الأبواب وبقوا يشدونا من الثديين وبرفعونا لفوق، وأنا قصوا شعري وكهربوني وعلقوني على الباب وربطوا في رجلي أنبوبة بوتاجاز وتركوني عشر أيام أيدي مربوطة في الحديد وعنينا مغمية أغلب الوقت ومنعونا من دخول الحمامات.. عملنا على نفسنا أكتر من مرة.. كنا بنحاول لا ناكل ولا نشرب عشان مفيش حمام".
ومضت ناهد قائلة: "بنتي عندها 12 سنة عملت على نفسها الوسخ.. كانت بتعيط مش عارفه تعمل ايه.. أربع أيام مفيش حمام.. قلت لها اعملي يا ماما! ومسحت لها بهدومي!! فرجونا على اللي بيتعذبوا.. شفت واحد عريان ملط بيتكهرب والأطفال شافونا طول عشر أيام أنا وخالاتهم بنتعذب. كانوا بينتقموا مننا عشان ما عرفوش يمسكوا جوزي.. طب ما هو موجود ّأهه قدامهم!!"
وبعد أن مر 10 أيام على تعذيب ناهد – وبعد أن تفجرت قصة التعذيب في تلبانة – نقلت ناهد إلى البرامون هي وأولادها في حالة يرثى لها من الجراح والآلام والقذارة حيث أحضر لها الضابط عصام تليس صابونًا لها ولبناتها كي تستحم، كما أحضر لها ملابس بديلة عن الملابس الغارقة في القذارة.
وبعد 13 يوم من انتهاء التعذيب أحيلت ناهد إلى النيابة.. تقول: "أخدوني من غير بناتي.. كنت مرعوبة على البنات لدرجة إني ما ركزتش مع وكيل النيابة على واقعة التعذيب.. لكن حاولت أحكي له"، وهي لا تتذكر إذا كان قدم تقدمت لبلاغ تعذيب أم لا، كما أن وكيل النيابة لم يعرضها على الطب الشرعي.

اجمالي القراءات 13406