آحمد صبحي منصور
في
الثلاثاء ٠٤ - أبريل - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً
نص السؤال
آحمد صبحي منصور
1 ـ فى كتاب ( شخصية مصر بعد الفتح الاسلامى ) والذى قررته عام 1984 على الطلبة فى قسم التاريخ جامعة الأزهر ـ وهو منشور فى موقعنا أهل القرآن ـ خصصت الفصل الثانى فى إثبات أن الفتح ( الاسلامى ) لم يقم بتغيير جذرى فى الدين المصرى المتوارث ، لأن مصر تقوم بتمصير أى وافد اليها سواء كان بشرا أو ثقافة أو دينا .
الديانات الفرعونية هى التى مصّرت المسيحية ، بل وصدّرتها بهذا التمصير الى خارج مصر ، وظلت ملامح هذا التمصير حتى الآن فى أوربا ، التى أطلقت على مصر إسم عقيدتها الدينية ( جبت ) ، فجعلوا مصر ( إيجيبت ). خلافا لورود إسم مصر فى العهد القديم . وبنفس الطريقة تم تمصير الاسلام فأصبح ترديدا للجبت الفرعونى ، والأمثلة كثيرة ، ومذكورة فى الكتاب المُشار اليه . يدخل فى هذا تمصير شخصية عيسى ابن مريم ، ليكون كما ذكره الاستاذ رفيق رسمى .
2 ـ معظم ملامح الصورة التى رسمها المسيحيون للمسيح عليه السلام اضافها المحمديون على النبى محمد عليه السلام ، جعلوا منه إلاها ، يصعد الى السماء فى خرافات المعراج ، ويملك يوم الدين فى خرافات الشفاعة ، ويحلّ به الله ــ تعالى عن ذلك علوا كبيرا ـ فيما يسمى بالحقيقة المحمدية ، والتى تجعل محمدا نسخة إلاهية وقبسا من النور الالهى ، وأن الله ـ تعالى عن ذلك علوا كبيرا ـ خلق العالم من أجله . ومعروف تقديس الوثن المنسوب للنبى محمد فى المدينة ، ومعروف ما نسبوه اليه من أكاذيب وأحاديث شيطانية ، تأسست عليها أديان أرضية متنازعة من التشيع والسُنّة والتصوف ، وهى تتشابه مع الفرق والطوائف المسيحية .
3 ـ نحن أهل القرآن نؤمن ان الاسلام هو الدين الالهى لجميع البشر والذى نزل فى كل الرسالات الالهية من نوح الى عيسى ثم محمد عليهم جميعا السلام . نزل الاسلام بمختلف الألسنة التى تكلم بها الأنبياء ، ثم نطق فى الرسالة الخاتمة بالعربية ، وجاء فيه الهّدى للجميع ، ورحمة للعالمين من شاء منهم . وهذا الاسلام يعنى :
3 / 1 : فى التعامل مع البشر هو السلام ، نفس الاشتقاق من الاسلام . وكل إنسان مُسالم مثل الاستاذ رفيق رسمى هو أخ لنا بغض النظر عن معتقداته . ولأن الأقباط بالذات هم الأكثر سلمية لذا فهو الأكثر إسلاما حسب التعامل مع الناس .
3 / 2 : فى التعامل مع الله جل وعلا فالاسلام هو التسليم والانقياد لله جل وعلا وحده ، إيمانا به وحده إلاها لا شريك له ، وأنه الأحد الصمد الذى لم يولد ولم يلد ولم يكن له كفوا أحد ، وليس له نظير أو شبيه. وفى هذا يقع الاختلاف ، ومرجع الحكم فيه الى الله جل وعلا يوم الدين . فللدين يوم ، والاختلافات فى الله جل وعلا يحكم فيها الله جل وعلا فاطر السماوات والأرض القائل : ( قُلْ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (46) الزمر )
4 ـ لمزيد من التأكيد : نحن نؤمن بأن الدين إختيار شخصى لكل فرد ، طبقا للحرية الدينية المطلقة فى الاسلام ، وأن الله جل وعلا هو الذى سيحكم بين البشر فى إختلافاتهم الدينية يوم الدين ، لذا فنحن أهل القرآن نحترم حرية كل فرد فى إختياره الدينى ، فالحرية المطلقة فى الدين تعنى مسئولية كل فرد عن إختياره لشأنه الدينى أمام الله جل وعلا يوم الدين . ونحن ننتظر الحكم علينا جميعا يوم الدين . والى أن نموت فالأفضل أن نعيش أخوة متحابّين مُسالمين ، هذا يعتقد ما يشاء ويعبد كيف يشاء ويدعو لدينة ما يشاء .
5 ـ ولهذا نرحب بالاستاذ رفيق رسمى كاتبا معنا فى موقع أهل القرآن .