آحمد صبحي منصور
في
الثلاثاء ٢٨ - مارس - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً
نص السؤال
آحمد صبحي منصور
أولا :
1 ـ تكرر عن كفار بنى إسرائيل أنهم كانوا يقتلون بعض الأنبياء بغير حق .
قال جل وعلا :
1 ـ/ 1 ( ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (61) البقرة ).
1 / 2 ـ ( ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (112) آل عمران ) .
1 / 3 ـ (وَقَتْلَهُمْ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (181) آل عمران ).
1 / 4 ـ ( وَقَتْلِهِمْ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً (155) النساء ).
2 ـ ولا ننسى:
2 / 1 : أن فرعون موسى كان يطارد بنى إسرائيل ومعهم موسى وهارون عليهما السلام .
2 / 2 : أن أكابر قريش فكّروا فى قتل خاتم المرسلين ، قال جل وعلا : ( وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (30) الأنفال ) بل و تعرّض للقتل فى إحدى المعارك ، قال جل وعلا : ( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِيْن مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ (144) آل عمران ).
3 ـ جعلها رب العزة جل وعلا حكما عاما بإضافة قتل المصلحين السائرين على طريق الأنبياء فى الاصلاح . قال جل وعلا : ( إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنْ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (21) آل عمران ). ليس هناك أنبياء بعد خاتم النبيين عليه وعليهم السلام ، ولكن الجهاد السلمى فى الاصلاح وفق الدين الالهى مستمر . وحدث ويحدث وسيحدث إضطهاد للمصلحين ، ووارد قتلهم .
4 ـ والمستفاد هنا هو المساواة بين الأنبياء والمصلحين فى موضوع قتلهم بغير حق أو بغير الحق ، وبالتالى فلو إرتكب نبى أو مصلح جريمة قتل يكون قتله قصاصا هو الحق . إن لم يرتكب جريمة القتل يكون قتله بغير حق أو بغير الحق .
ثانيا :
1 ـ لا يوجد اى بشر معصوم من الذنوب . لو يؤاخذ الله جل وعلا البشر بظلمهم ( ومنهم الأنبياء ) ما ترك على الأرض دابة . قال جل وعلا :
1 / 1 : ـ ( وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ (61) النحل )
1 / 2 ـ ( وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيراً (45) فاطر ). هذا الاهلاك يعنى وقوع البشر فى الكبائر ومنها القتل ، ويكون القصاص من القاتل عدلا ، ويكون واردا أن يقع فى جريمة القتل نبى من الأنبياء ، لأنه ليس معصوما ، ولأن الحكم فى الآيتين السابقتين يشمل الجميع . بالتالى يكون القصاص منه عدلا وبالحق . إما إذا لم يرتكب قتلا يكون قتله بغير الحق أو بغير حق .
2 ـ عدم عصمة الأنبياء يؤكدها تعرضهم للحساب مثل بقية البشر ، بل إن التأكيد على حسابهم أقوى من التأكيد على حساب بقية البشر ، فالله جل وعلا يجعلهم فى كفة وبقية البشر فى كفة أخرى ، وعددهم لا يقارن بعدد بقية البشر ، قال جل وعلا : ( فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ (6) فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ (7) الأعراف ).
وهذا يشمل خاتم النبيين ، قال له جل وعلا وعن خصومه وقومه :
2 / 1 : ( إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ (30) ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ (31) الزمر ).
2 / 2 : ( وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ (44) الزخرف ).
3 ـ إذن وقوعهم فى الذنب مؤكد . ووقوع بعضهم فى الكبائر ومنها القتل وارد . والله جل وعلا لم يقصّ فى القرآن الكريم سيرة كل الأنبياء ، وفى قصص أى نبى لم يذكر كل تفصيلات حياته .
4 ـ ولأن قتل كفار بنى إسرائيل بعض الأنبياء جاء فى معرض الانكار عليهم كان لا بد من التذكير بأنه بغير الحق وبغير حق . لأنه لو كان بحق أى بسبب يوجب قتل النبى فلا شىء فى هذا .