فى موضوع ( قد أجيبت دعوتكما ) فإن مرجعها الى قوله تعالى ( وأوحينا الى موسى وهارون ..) لأن ذلك الوحى كان سابقا على ما حدث بعده من صلاة ودعاء. فقد أوحى الله لهما بأن يصلوا بقومهم فى بيوتهم ، فنفذوا الوحى. وفى الصلاة دعا موسى على فرعون وملئه , وجاء وحى جديد بان الدعوة قد أجيبت. أى أن قوله تعالى ( قد أجيبت دعوتكما )متعلقة بالآية التى قبلها وهى ( وقال موسى ربنا انك آتيت فرعون.. )اى أن موسى صلى اماما بهارون ودعا وقال هارون الهم استجب او ما تعنيه.
ولو اشترك هارون مع اخيه موسى فى الدعاء بأن قالا معا نفس الكلام لكانت الآية ( وقال موسى وهارون ربنا انك آتيت فرعون ..) أو ( وقالا ) أى موسى وهارون معا. أى يأتى القول مسندا لاثنين وليس الى واحد. ففى موقف سابق لهما فى سورة( طه ) قالا معا نفس القول وجاءت نسبة الكلام لهما معا : ( قالا ربنا إننا نخاف أن يفرط علينا أو أن يطغى ) وجاء الرد من المولى جل وعلا لهما بصيغة المثنى ( قال لا تخافا إننى معكما أسمع وأرى فأتياه فقولا إنا رسولا ربك ) وتوالى الخطاب لهما وعنهما بالمثنى. وقبله من آيات كان الخطاب لموسى منفردا قبل مجىء هارون ، فلما دعا موسى ربه جل وعلا أن يكون هارون شريكا معه فى الرسالة قائلا ( هارون أخى . أشدد به أزرى وأشركه فى أمرى ) جاءت الموافقة الالهية ( اذهب أنت وأخوك بآياتنا ولا تنيا فى ذكرى . اذهبا الى فرعون انه طغى فقولا له قولا لينا )
وفى غير قصة موسى وهارون نرى حرص القرآن العزيز على نسبة القول لأكثر من واحد إذا قالاه معا فى نفس الوقت / فآدم وحواء نطقا معا بالتوبة ( قالا ربنا ظلمنا أنفسنا ) ( الأعراف 23 ) وسياق القرآن قبلها يفيد اشتراكهما معا فى الأكل من الشجرة ، وعليه كانت توبتهما معا حين بدت لهما سوءاتهما. وفى قصة داود وسليمان حين وهبهما الله تعالى العلم حمدا الله تعالى معا وقالا معا ( الحمد لله الذى فضلنا على كثير من عباده المؤمنين .) ( النمل 15 ) ولكن بعد موت ابيه ورث سليمان النبوة فتكلم عن نفسه .