دون ذكر آيات

رمضان عبد الرحمن في السبت ٢١ - نوفمبر - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً

دون ذكر آيات

 
من هنا نقول لأغلبية المسلمين يجب عليكم البحث والاجتهاد قبل الاتهام وخاصة من الذين يتقاعسون ويتهمون أن القرآن ليس كافي للتشريع بحجة أن القرآن لم يذكر كثير من الأمور التي كلف بها الإنسان كيف يعبد الله وكيف يتعامل مع الناس، وهذا خطأ جسيم من الذين يؤمنون بذلك، أولاً كيف يأمر الله الناس بدين غير مكتمل ثم هل يعقل أن يترك الله التشريع إلى الناس لكي يقوموا بتكوينه على أهوائهم؟!.. هذا ما لا يصدقه عاقل ولا مجنون، على سبيل المثال سوف نذكر بعض الأشياء التي أشار إليها القرآن دون ذكر آيات حتى لا نطيل عليكم، لكي يعلم الذين يرمون القرآن أنه ليس كافي دون أن يبحثوا بأنه كافي وعافي وشافي وملم بكل شيء، إلى أن يحكم الله بين الناس يوم الدين، وكيف علم هؤلاء الذين لم يقدروا الله حق قدره.
 
وهنا نقول إلى هؤلاء، كيف علمتم عن الزواج الشرعي، الطلاق، الموت، البعث، الدنيا، الآخرة، الجنة، النار، الإيمان، الكفر، الميراث، الأولاد، إبن الأخ، إبن العم، إبن الأخت، أي التسلسل من ناحية القرابة، وعن الصلاة، الزكاة، الصيام، الحج، العمرة، الحلال، الحرام، الصدق، الكذب، الظلم، العدل، الجحد، الإحسان، وعن الصبر والشكر لله، على كل ما قد سبق وتبقى في القرآن من آيات ومسميات لم تعلم عنها الناس إلا من القرآن، حتى أن الذين يعبدون إله غير الله يعلمون أنه يوجد إله واحد لهذا الكون، ومع ذلك هم يعترفون أن عبادتهم لآلهة أخرى لكي تقربهم إلى الله، من أين علموا عن اسم الله الواحد القهار، إلا من القرآن أو كتب سماوية قبل القرآن، فمن هنا نقول إلى اللذين يتهمون كتاب الله أنه لم يوضح كل شيء، إذا كان هدفكم المعرفة والوصول إلى الحقيقة ليس هناك أسهل وأبسط من هذا الأمر قبل اتهام كلام الله، عليكم أولاً إذا كنتم مهتمين فعلاً بالدين أن تبحثوا في القرآن منذ أن يولد الإنسان إلى أن يموت ما هي الأمور التي سوف يحتاجها الإنسان في أمور الدين أو غير الدين، أي تقومون بوضع بنود من واحد إلى ألف على سبيل المثال لكي تتحققوا أن القرآن لم يترك صغيرة ولا كبيرة إلا وذكر عنها، حتى لا يكون للناس حجة على الله يوم الدين، ثم ولله المثل الأعلى وتعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.
 
ونحن هنا لا نشبه إنما نذكر فقط الذين يتقاعسون عن البحث في القرآن، ولكن فيما بينهم حين يفرض دكتور على الطالب كتاب قام بتأليفه يصبح هذا الكتاب مقدس عند الطالب، ومن يتهاون منهم يرسب فكيف ولماذا الدكتور والطالب والشيخ والعالم يتسرعوا بالحكم على كتاب الله دون أن يعلموا عنه شيئاً، أما إذا كان كتاب دكتور لا يجرؤ أحد أن يقول هذا الكتاب غير مكتمل أو ينتقص من بعض الأمور أو المواد، وهو أول عن آخر كتاب دراسي وليس كتاب تشريع، ثم إذا قام أي شخص بالبحث والاجتهاد في كتاب الله يثبت أن القرآن لم يفرط في شيء ولم يترك شيء والهدف الدفاع عن كتاب الله ينقلب عليه الناس بالتخوين والتكفير إلى أن يصل بهم الأمر بتكذيب كلام الله ليرضوا بعضهم البعض دون أن يهتموا أو يبحثوا في كتاب الله حتى يعلموا ما بين الحق والباطل ومع الأسف الشديد تتسرع أغلبية المسلمين إلى الأسهل لديهم بالقول أن القرآن لا يكفي لما نريد غير مدركين ما يقولون تجاه كلام الله.
 
رمضان عبد الرحمن علي
اجمالي القراءات 9723