آحمد صبحي منصور
في
الأربعاء ٢٢ - فبراير - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً
نص السؤال
آحمد صبحي منصور
إجابة السؤال الأول :
أولا :
1 ـ قواعد علم النحو ظهرت فى العصر العباسى ، وتخصّصت فيها مدرستان علميتان ( مدرسة البصرة ومدرسة الكوفة ) . وكان إختلافهما ببساطة حول قضية : هل قواعد النحو عامة لا إستثناء فيها ، أى لا بد يكون الفاعل مرفوعا بلا إستثناء والمفعول منصوبا دائما ، وأن من يخرج على القواعد لا إعتراف به ؟ أم من الممكن أن نعترف ب ( الشواذ ) أى بالذى يخرج على القاعدة .
2 ـ حقيقة الأمر أنه لا يوجد لسان بشرى منضبط على قواعد محددة ، فمن آياته جل وعلا إختلاف ألسنتنا وألواننا ، وهى آيات للعالمين أولى العلم . قال جل وعلا : ( وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ (22) الروم )
3 ـ لذا فاللسان العربى :
3 / 1 : فيه لهجات ، أشهرها لهجة قريش ، وهى التى يفهمها الجميع لأنها كانت وسيلة العبادات ومنها الحج والصلوات المتوارثة من ملة ابراهيم .
3 / 2 : لم تكن له قاعدة موحّدة يسير عليها ، بل الأغلب أن يسير على القاعدة ، ولكن فيه من لا يسير على القواعد .
4 ـ ولأن القرآن الكريم نزل بلسان عربى مبين فقد كان تعبيرا عن هذا . الأغلب فيه مع القواعد ، والقليل ليس معها , الأمثلة كثيرة . منها قوله جل وعلا :
4 / 1 : ( لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ ) (177) البقرة ) ( البرّ ) الأولى مفروض أن تكون مرفوعة بالضم لأنها إسم ( ليس ) ، ولكن جاءت منصوبة . أما ( البر ) الثانية فجاءت متفقة مع القاعة ، أى منصوبة بالفتح لأنها إسم ( ولكن ). جدير بالذكر أن نفس الكلمة ( البر ) تكررت مرتين فى نفس السورة ، وهى متفقة مع القاعدة. هذا فى قوله جل وعلا : ( يَسْأَلُونَكَ عَنْ الأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (189) ) . ( البر) الأولى مرفوعة بالضم لأنها إسم ( ليس ) و ( البر ) الأخرى منصوبة بالفتحة لأنها إسم ( لكن ).
4 / 2 : ( قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَنْ يُخْرِجَاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمْ الْمُثْلَى (63) طه ) . هنا كلمة ( هذان ) ليست على القاعدة . طبقا للقاعدة فهى إسم ل ( إنّ ) أى أن تكون منصوبة بالياء لأنها مثنى . ولكن جاء مرفوعة ب ( الألف ). مقابل هذا نرى نفس الكلمة متمشية مع القاعدة فى : ( هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ ) (19) الحج ) . فهى هنا مبتدأ مرفوع ب ( الألف ).
4 / 3 : ( فَيَوْمَئِذٍ لا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ (25) وَلا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ (26) الفجر ) . تكررت كلمة ( أحدُ ) مرفوعة مرتين ، مع إنه طبقا للقاعدة تكون منصوبة بالفتحة لأنها مفعول به .
أخيرا :
هناك كتاب لا يزال فى دور الاستكمال فى هذا الموضوع . نرجو من الله جل وعلا أن يعيننا على إستكماله .
إجابة السؤال الثانى :
لا تناقض . آية سورة الفرقان تتكلم عن ( قرية ) وهى مكان . آية سورة فاطر تتحدث عن ( أُمّة ) وهى شعب .