آحمد صبحي منصور
في
الجمعة ١٧ - فبراير - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً
نص السؤال
آحمد صبحي منصور
أولا :
كن مؤمنا حق الايمان .
المؤمن الحق لا يصيبه إكتئاب . لأنه :
1 ـ يتمتع براحة البال . قال جل وعلا : ( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ ) محمد 2 ).
2 ـ يتخذ موقفا وسطا متوازنا من الابتلاءات والمصائب المكتوبة سلفا ؛ خيرها وشرّها ؛ لا يبالغ فى الفرح والسرور ، ولا يبالغ فى الحزن والأسى . قال جل وعلا : ( مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (22) لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (23) الحديد ).
3 ـ يصبر ويشكر ربه جل وعلا على كل شىء . . قال جل وعلا عن المؤمنين الشاكرين : ( مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِراً عَلِيماً (147) النساء )، وللصابرين أجر بلا حد أقصى. قال عنه جل وعلا : ( إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ (10) الزمر ).
4 ـ يؤمن بالله جل وعلا وحده لا شريك له وباليوم الآخر، ويتيقن أن كل آلام الدنيا لكل البشر لو إجتمعت على شخص واحد فلن تساوى لحظة عذاب فى خلود الجحيم ، وأن كل لذات الدنيا لكل البشر لو تمتع بها شخص واحد فلن تساوى لحظة نعيم فى خلود الجنة . كل ما فى الدنيا من شقاء ونعيم هو زائل . يزول بالموت ، ولا يبقى مع الفرد إلا عمله إن متقيا أو غيره .
5 ـ يتيقن أن الله جل وعلا لا يخلف الوعد ولا يخلف الميعاد . وعد الله جل وعلا من يؤمن بالله جل وعلا وحده ويتقيه ويعمل الصالحات فله الجنة . إذا بلغ الشيخوخة بعد أن أمضى عمره متقيا قدعمل الصالحات مصمما على إستمراره فى التقوى فله أن يثق من أن ربه جل وعلا سيحقق وعده فيه وسيدخله الجنة .
6 ـ هذا المؤمن المتقى فى نهاية العمر له أن يتعجّل لقاء الله جل وعلا ، طالما يتحقق فيه قوله جل وعلا : ( فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً (110) الكهف ). أى إن لقاء الله جل وعلا يعنى له دخول الجنة ، حسب تقواه وعمله الصالح ووعد الله جل وعلا الذى لا يخلف الوعد والميعاد .
7 ـ هذا المؤمن المتقى فى نهاية العمر يتبقى له كى يلقى ربه يوم القيامة :
7 / 1 : ما تبقى له من عُمر فى هذه الدنيا زائد يوم أو بعض يوم فى البرزخ . ثم تقوم القيامة . فترة البرزخ لا زمن فيها ولا إحساس . كل الناس من آدم الى آخر جيل يموت من أبنائه مآلهم مؤقتا الى البرزخ ، لا زمن ولا إحساس ، كلهم يمر عليهم وقت البرزخ مثل نوم إستغرق يوما أو بعض يوم . فى البعث يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة . قال جل وعلا : ( وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ (55) وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلَكِنَّكُمْ كُنتُمْ لا تَعْلَمُونَ (56) الروم ) وأنهم ما لبثوا فى البرزخ سوى عشية أو ضحاها : ( كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا (46) النازعات ).
7 / 2 : عليه فأنت الآن قد جاوزت الستين من العُمر . ماذا بقى على موعد موتك ؟ سنة أو بضع سنوات ، أضف اليها يوما أو بعض يوم يكون باقيا لك على لقاء ربك كذا سنة زائد يوم أو بعض يوم .
لنفترض إنك :
7 / 2 / 1 : ستعيش عشر سنوات ، إذن بقى لك على لقاء الله جل وعلا عشر سنوات + يوم أو بعض يوم .
7 / 2 / 2 : ستعانى الكثير خلال هذه المدة . ألا يجدر بك أن تتحمل وتصبر منشرح الصدر منتظر ثواب الصابرين الذى هو بلا حساب ، أى بدون حد أقصى ؟
أخيرا
1 ـ لا تكن مكتئبا . دع الاكتئاب لمن يتكالب على الدنيا ظالما كافرا بالآخرة معرضا عن ذكره وقرآنه ، لا يرجو لقاء الله جل وعلا ولا يتحسّب له . هذا قال عنه جل وعلا وعن إكتئابه :
1 / 1 ـ ( وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) طه ).
1 / 2 ـ ( فَلا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ (55) التوبة )
1 / 3 ـ ( وَلا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ (85) التوبة ).
2 ـ إقرأ القرآن متدبرا آياته ليطمئن قلبك وتستريح نفسك . قال جل وعلا : ( الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (28) الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ (29) الرعد )