اربعة أسئلة

آحمد صبحي منصور في الثلاثاء ١٤ - فبراير - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
السؤال الأول : هل هناك فرق بين النعاس والنوم لأن الله سبحانه وتعالى يقول ( إِذْ يُغَشِّيكُمْ النُّعَاسَ ) فى سورة الأنفال ، ولم يقل إذ يغشيكم النوم .؟ السؤال الثانى : ما معنى الموالى وما هو نصيبهم فى قوله جل وعلا : ( وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيداً (33) النساء ).؟ السؤال الثالث : هل فى الاسلام ( صلاة الغائب )؟ السؤال الرابع : هل القصص القرآنى للمؤمنين فقط لأن الله تعالى يقول : ( نَتْلُوا عَلَيْكَ مِن نَّبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) القصص 3 ).
آحمد صبحي منصور

إجابة السؤال الأول :

1 ـ ( النعاس ) هو مقدمة النوم وليس نوما . النوم فيه السُبات أى فقدان الوعى . ومن الإعجاز فى قوله جل وعلا : (   إِذْ يُغَشِّيكُمْ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ )  (11) الانفال ) ، لم يقل يغشيكم النوم لأن النوم هنا فقدان للوعى لا يصح معه الانتباه للحرب الوشيكة .

2 ـ والنعاس جاء مرة أخرة مرتبطا بالأمنة أيضا فى قوله جل وعلا عن موقعة ( أُحُد ) ( ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاساً يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ  ) (154) آل عمران ).  

3 ـ النعاس فيه قدر من اليقظة والوعى ، أما النوم فهو غياب الوعى ، أو ( السُبات ) . وجاء وصف النوم بهذا مرتين . قال جل وعلا :

3 / 1 ( وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ اللَّيْلَ لِبَاساً وَالنَّوْمَ سُبَاتاً وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُوراً (47) الفرقان )

3 / 2 : ( وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتاً (9) النبأ )

4 ـ ولأن  السبات فقدان الوعى فى النوم  فهو يعنى أن النفس كانت تتأهب لدوخول برزخ النوم ، ثم دخلته بالنوم ، وبهذا يتم قفل كتاب أعمالها مؤقتا ، او يتم توفية عملها مؤقتا فيما سبق من يقظتها . أما عند الموت فتكون التوفية الكاملة لعمل من مات وقفل كتاب أعماله نهائيا ، فلا يُزاد فيه ولا يُنقص منه . قال جل وعلا : ( اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (42) الزمر )

إجابة السؤال الثانى :

المقصود بالموالى هنا هم الأتباع والأقارب المنتمين اليك . هناك أقارب مستقلون عنك لا يحتاجون اليك ، وهناك أقارب يلتفون حولك محتاجين لك . إذا عقدت العزم على إعطائهم شيئا فلا بد من تنفيذ هذا ، لأن الله جل وعلا سيكون عليك شهيدا .

إجابة السؤال الثالث :

1 ـ الصلاة على الميت هى دعاء له بعد دفنه ، وهو المفهوم من قوله جل وعلا : ( وَلا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَداً وَلا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ (84) التوبة ). مع التأكيد أن من مات قد تم توفية عمله ، وغلق كتاب اعماله ، ولم يعد له إلا سعيه وسوف يرى سعيه يوم الدين. قال جل وعلا فى القرآن الكريم وفى صحف ابراهيم وموسى : ( وَأَنْ لَيْسَ لِلإِنسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى (39) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى (40) النجم ) . الذى يدعو ينال ثواب الدعاء لنفسه ضمن عمله الدنيوى .

2 ـ  ولأنه مجرد عاء لمن مات فهو عام يشمل من غاب ومن مات ، يدعو به المؤمنون ، قال جل وعلا عن دعائهم لمن مات مؤمنا ( وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (10) الحشر ) .

إجابة السؤال الرابع :

1 ـ القصص القرآنى هو إخبار عن غيب حدث فى الماضى ، وهو يشمل أحداثا منها الظاهر ومنها الخفى ، ومنها حوارات وأحاسيس نفسية . وكل ذلك حق .

2 ـ  من يؤمن بهذا الحق  لا ينتهك الغيب الالهى ويصنع أكاذيب وخرافات ، كما يفعل المفسراتية . من يؤمن بالقرآن الكريم وحده حديثا يجتهد متدبرا فى داخل القرآن الكريم باحثا عن الهداية ، عالما أن تدبره وإجتهاده هو رأى شخصى قد يصح وقد يخطىء .

3 ـ  هكذا يكون القوم المؤمنون المقصودون فى الآية الكريمة .

اجمالي القراءات 1750