رمضان عبد الرحمن
في
الإثنين ٠٩ - نوفمبر - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
مغامرون بمستقبل مصر
هذا ما يفعله الحزب الحاكم في مصر، فمن هنا نُذكّر الشعب المصري إذا أراد أن يأخذ حقوقه كبقية شعوب العالم الحر، عليه أن يحدد موقفه تجاه الانتخابات القادمة بما يخص مجلس الشعب ورئاسة الجمهورية. وأعتقد أنه آن الأوان للشعب أن يلغي من أجندة الانتخابات التصويت للحزب الحاكم، وأيضاً من المفروض على الشعب المصري أن لا يصوت لجماعة الأخوان المسلمين التي لم تقدم للمجتمع المصري غير الفرقة والتشدد باسم الدين وجلب فكر ما قبل الإسلام إلى مصر، باستبدادهم واستعبادهم للنساء، والهدف الأساسي هو الوصول للحكم على أكتاف الأغلبية غير المثقفة من الشعب المصري الذين يهللون للظالم قبل المظلوم لعدم درايتهم، ثم ما هو الشيء الذي قدمه الأخوان لمصر وهم أقدم من الحزب الحاكم؟.
وحتى لا يظل الشعب المصري مضحوكاً عليه من الحزب الحاكم الذي لم يقدم إلى الشعب غير الاستبداد والفساد وتوزيع ثروات الدولة على أفراد بعينهم، مما جعل 10 مليون مصري خارج مصر يتعرضون للإهانة والبعض يأتي في توابيت دون أن يحرك هذا الحزب ساكناً.
ومن ثم بعد ثمانية وعشرون عاماً من الإذلال لأغلبية الشعب داخل مصر وخارجها يقدم الحزب برنامجه الجديد (من أجلك أنت) وأين كان دور الحزب من غرق العبارة وحوادث القطارات وتدهور التعليم في مصر والمحسوبيات التي جعلت كفاءات مصر في كل شيء أن يهاجروا منها؟ أين دور الحزب إذا كان يريد التقدم للبلاد ؟، ثم لماذا لم يحتو الحزب الحاكم علماء مصر في كل المجالات ومن شتى بقاع الأرض؟
أين كان حين ضُربت الطائرة في المحيط وعلى متنها أكثر من مائتي ضابط من العسكريين؟!.. وكأن الطائرة كانت محملة بالدجاج وليس بأبناء مصر لكي يُغلق الموضوع على هذا النحو، وهناك دول لا تدخر جهداً إذا تعرض فرد من أبناءها إلى أذى أو قُتل شخص منها، من الممكن أن تظل تبحث عن القاتل أو لمعرفة السبب عشرات السنين للأخذ بثأره أو تعويض ذويه حتى لا يتهم أي مسؤول في هذه الدول أنه مقصر، أما نحن في مصر الحزب الحاكم، يتسبب بقتل عشرات الآلاف من البسطاء عن طريق الغذاء الفاسد والمواد المسرطنة التي تستخدم في الزراعة وهي حتماً لا تأتي إلى مصر إلا عن طريق الحزب الحاكم وأتباعه دون أن يسألهم أحد، ثم يسترجع الحزب مسيرة الكذب من جديد بصورة مختلفة بهدف البقاء في السلطة والهيمنة على مقدرات الدولة والدليل أنه لم يستطع هذا الحزب طوال ثمانية وعشرون عاماً أن يخفض من نسبة الفقراء أو من العشوائيات، بل إنها تزداد يوماً بعد يوم وإن نظام الحزب الحاكم يذكرنا بالتلميذ الفاشل.
وعذراً من هذا التعبير، الذي ظل طوال العام يلعب ثم يأتي يوم الامتحان يريد أن ينجح بأعلى الدرجات، وهذا من المستحيل إلا بالغش وهذا ما يفعله الحزب الحاكم في هذا الوقت بالترويج أنه في خلال عام سوف يحقق كل ما يريده الشعب، ويظل الشعب هو الذي يحدد ماذا يريد ،هل سيظل يصدق الكذب والوهم كما عاش فيه ما يقارب ثلاثة عقود ؟ينتظر الرحمة من أناس ليس في قلوبهم رحمة؟ وهم كما ترون قدم في الدنيا وأخرى في الآخرة، ومع ذلك مصممون أن يظلوا يغامرون بمستقبل وتاريخ مصر بمساندتهم نجل الرئيس ووضعه على رأس الدولة، ليس حباً في جمال مبارك ولا في مبارك ولكن حباً بمصالحهم الشخصية، وإن جمال مبارك شأنه شأن أي فرد مصري يحق له أن يترشح لرئاسة الدولة ولكن إذا كان لديه نوع من الحكمة والحنكة ليسأل نفسه سؤالاً، لو كان والده ليس رئيساً، هل الحزب سيسانده بهذا الشكل المكشوف؟!.. أعتقد لا، ودون مكابرة على السيد جمال مبارك أن ينوه لأعضاء الحزب أنه لن يترشح لرئاسة الجمهورية كنوع من الإختبار تجاه من يساندونه ليرى كيف يتصرفون معه إذا كان يريد التقدم والخير لمصر كما يقول، عليه أولاً أن يقنع الحزب ورئيسه أن يقوموا بتعديل الدستور، وأنه لا يحق لرئيس الدولة الحكم إلا لولاية واحدة، حتى يمكن محاسبة الرئيس إذا أخطأ، وهذه فرصة لجمال مبارك أن يفعل شيئاً لمصر.
وإذا لم ينجح في الانتخابات يكون قد نجح فيما هو أهم بتغيير مادة في الدستور وهو قادر على ذلك حينئذ سوف يحظى باحترام جميع المصريين بأنه فعل شيء لم يفعله غيره.
رمضان عبد الرحمن علي