آحمد صبحي منصور
في
الإثنين ١٦ - يناير - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً
نص السؤال
آحمد صبحي منصور
أولا : هناك ( مُهين ) بالميم المضمومة .
وتكون إسم فاعل من ( أهان ) ، وتأتى فى القرآن الكريم مرتبطة بالعذاب المصحوب بالاهانة العذاب ( المُهين ).
وهو على نوعين :
العذاب المُهين فى الدنيا :
1 : عن الجن المُسخّر لسليمان عليه السلام . قال جل وعلا : ( فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلاَّ دَابَّةُ الأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتْ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ (14) سبأ )
2 : عن إضطهاد فرعون لبنى إسرائيل .قال جل وعلا : ( وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ الْعَذَابِ الْمُهِينِ (30) الدخان )
العذاب المُهين فى الآخرة
1 : للكافرين فى الآخرة : قال جل وعلا :
1 / 1 : ( وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ (90) البقرة ) ( وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ (5) المجادلة )
1 / 2 :( وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُهِيناً (37) النساء )( وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُهِيناً (151) النساء )
( إِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُهِيناً (102) النساء )
1 / 3 : ( وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (57) الحج )
1 / 4 : ( وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْماً وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (178) آل عمران )
لعُصاة المحمديين
1 ـ بعد تشريع الميراث حذّر رب العزة جل وعلا وهدّد من لا يطبق هذا التشريع بالعذاب المهين خالدا فى النار . قال جل وعلا : ( وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَاراً خَالِداً فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ (14) النساء )
2 ـ وينطبق على أئمة المحمديين قوله جل وعلا : ( وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (6) لقمان ). هم الذين ينشرون لهو الحديث يضلُّون به الناس بغير علم ويصُدّون عن سبيل الله .
3 ـ بهذه الأحاديث الشيطانية المفتراة ( فى البخارى والكافى وإحياء علوم الدين ..الخ ) يؤذون الله جل وعلا ورسوله . ينطبق عليهم قوله جل وعلا : ( إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمْ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُهِيناً (57) الاحزاب )
4 ـ إن الايمان يكون بالله جل وعلا إلاها لا شريك له ، وبالقرآن الكريم وحده حديثا لا حديث معه . من إفترى على الله جل وعلا أحاديث كاذبة فهو أفّاك أثيم ينتظره عذاب مهين . قال جل وعلا : ( تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ (6) وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (7) يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (8) وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْئاً اتَّخَذَهَا هُزُواً أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (9) الجاثية )
5 ـ الصحابة المنافقون أدمنوا القسم بالله جل وعلا فى صدّهم عن سبيل الله جل وعلا . والمحمديون يعتبرون الصحابة معصومين من الكذب ، وأئمة الدعاة من المحمديين خدم للحاكم المستبد ، ينافقونه وينافقون الناس بمعسول القول . ينطبق عليهم قوله جل وعلا : ( اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (16) المجادلة )
ثانيا : مهين ( بفتح الميم ) بمعنى ( حقير )
1 ـ جاء وصفا للنطفة المخلوق منها البشر . قال جل وعلا :
1 / 1 :( الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الإِنسَانِ مِنْ طِينٍ (7) ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ (8) السجدة )
1 / 2 : ( أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ (20) فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (21) إِلَى قَدَرٍ مَعْلُومٍ (22) المرسلات )
2 ـ ووصفا لبعض الكفار من قريش كان النبى يطيعه ، فقال له رب العزة جل وعلا ينهاه : ( وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلاَّفٍ مَهِينٍ (10) القلم )
3 ـ فى إستكباره وغروره أعلن فرعون فى مؤتمر حاشد ملكيته لمصر وأنهارها ، وسخر من موسى عليه السلام ، ووصفه بأنه ( مهين ) أى حقير . ( أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلا يَكَادُ يُبِينُ (52) الزخرف ).
أخيرا
لا يمكن أن يكون المسلم الحقيقى مهينا أو مهانا لأن العزة لله جل وعلا ولرسوله وللمؤمنين . قال جل وعلا : ( وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ (8) المنافقون ).