نيويورك تايمز ترصد أوضاع المعارضين المصريين

في الأربعاء ٢٧ - مايو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً

أبرزهم نور وسعد الدين إبراهيم..
نيويورك تايمز ترصد أوضاع المعارضين المصريين
الأربعاء، 27 مايو 2009 - 18:12


جانب من تقرير نيويورك تايمز
إعداد رباب فتحى


اهتمت صحيفة نيويورك تايمز فى عددها الصادر اليوم، الأربعاء، فى تقرير أعده مايكل سلاكمان، بالتعليق على أوضاع المعارضين السياسيين الذين أفرج عنهم فى دول الشرق الأوسط التى وصفتها الصحيفة بـ"الاستبدادية".

وقالت الصحيفة إن الهدف الأساسى من إلقاء القبض على الذين يتحدون القيادة وحجزهم وتعذيبهم وتهديد أسرهم، هو تثبيط عزيمتهم وسحق روحهم العنيدة لإسكاتهم.

وتساءل الكاتب: لماذا لا ييأس الكثير من المعارضين السياسيين من قضيتهم، ليعودوا إلى ما كانوا عليه بعد الإفراج عنهم؟ وما الذى يجبرهم على المخاطرة بكل شىء فى سبيل استمرار مسيرتهم السياسية، حتى وإن كان هذا على حساب تضحيات شخصية كبيرة؟

ويرى سلاكمان أن جميع الحكومات الاستبدادية حول العالم، وخصوصاً حكومات الشرق الأوسط، يستخدمون يد العقاب الحديدية لإرهاب وإسكات المعارضين لأنظمتها الصارمة، وقد تنجح هذه الممارسات على اعتبار أنها "رادع" وعامل تخويف بين صفوف هؤلاء الذين لم يختبروا مدى قسوة السجن، وآلام التعذيب بالصدمات الكهربائية، والإذلال والمهانة.

أما بالنسبة لهؤلاء الذين خاضوا تجارب قاسية تقشعر لها الأبدان، فمعظمهم يختار مضمار المعارضة ليسيروا عليه حتى بعد الإفراج عنهم.

أيمن نور، مؤسس حزب الغد، ومرشح سابق للرئاسة، قضى أربع سنوات فى سجن طره، وأفرج عنه بشكل مفاجئ فى فبراير الماضى، ولكن فى اليوم نفسه الذى أطلق سراحه فيه، ظهر نور فى برنامج تلفزيونى شهير على القنوات الفضائية، واستأنف حملته الهجومية على حكومة الرئيس المصرى، حسنى مبارك.

ويطرح الكاتب هنا تساؤلاً آخر: هل هؤلاء المنشقون خارقون للطبيعة؟ أم هل فقدوا عقولهم، أم تمكن منهم الشعور بالأنا، مثلما قال بعض النقاد؟ أم هم أناس يحاربون للحفاظ على احترامهم لذاتهم وقيمتهم الشخصية التى أرادت الدولة أن تسلبها منهم؟
هناك بالطبع الكثير من الأسباب التى قد تدفع الأشخاص الذين ينتمون إلى ثقافات مختلفة لاختيار طريق المقاومة، ولكن أكثرها إلحاحاً، مثلما يقول النشطاء خاصة فى ثقافة الشرق الأوسط الذى يمجد الشهادة، هو أن السجن يصبح تجربة فريدة تعيد تعريف هوية المعارضين وتقوى شوكتهم، وترسخ معتقداتهم وتزيل أى إغراء للتنازل عما يؤمنون به.

الغريب فى الأمر أن زعماء الشرق الأوسط غالباً ما يرتكبون الخطأ الذى يحذرون دوماً الغرب من ارتكابه، وهو إذلال شعوبهم، لأن العديد من أبنائه يعثرون على ضالتهم الشخصية وكرامتهم الضائعة فى محاربة هذا الظلم، وتقول سارة لى واطسون، مديرة هيومان رايتس واتش فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إن "الدور الذى تلعبه الأنظمة الحكومية (دون قصد) فى جعل المعارضين السياسيين أكثر التزاماً لصراعهم مع الحكومة، أمر يدعو للدهشة حقاً".

ويشير الكاتب إلى رمز آخر من رموز المعارضة السياسية فى مصر والمتمثل فى الدكتور سعد الدين إبراهيم، رئيس مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية، الذى حكم عليه بالحبس لمدة ستة أعوام، عام 2002، لـ "تشويه سمعة مصر"، وأفرج عنه بعد 10 شهور من قبل محكمة الاستئناف، وعلى الرغم من أن إبراهيم كان يعانى من ضغط عصبى شديد، وصعوبة فى السير، إلا أنه بمجرد خروجه من السجن عاد مجدداً لانتقاد مبارك، وأدين إبراهيم مرة أخرى عندما كان خارج مصر يحضر مؤتمراً منذ عامين، وتم تحذيره من عدم الرجوع، وإلا فإن مصيره سيكون السجن، ومن ذلك الوقت وهو يعيش فى منفى فرضه على نفسه. وألغت محكمة الاستئناف حكمها الصادر فى حق إبراهيم بقضاء عامين عقوبة فى الحبس، وهناك أقاويل بأنه سيعود إلى مصر.

ومن جانبه، قال إبراهيم فى مقابلة تليفونية من الولايات المتحدة الأمريكية قبل صدور حكم البراءة "الأمر أشبه بالانزلاق، حيث تشعر بإحساس المهمة، ومن ثم يتملكك هذا الشعور ولا تستطيع التغلب عليه".

وتسرد الصحيفة لحظة عصيبة مر بها إبراهيم عندما زاره أحفاده فى اسطنبول حيث قال أحدهم له "جدى، لماذا لا تتوقف، اعتذر للرئيس مبارك وارجع إلى مصر؟"، فرد عليه إبراهيم الذى لم يناقش السياسة أبداً مع أحفاده، "أعتذر لمبارك؟ ولماذا أعتذر؟". فقالوا "لأننا نريدك أن ترجع وأن تكون معنا"، فرد إبراهيم: "عندما يعتذر مبارك للشعب المصرى، سأقدم له اعتذارى دون تردد".

اجمالي القراءات 3678