200 قرصان صومالي يعلنون التوبة
وكالات
القراصنة التائبون يقرون أن أعمالهم تخالف تعالم الإسلام
مقديشو - أعلن 200 قرصان صومالي توبتهم من أعمال القرصنة إثر لقاء مناصحة عقد بين ممثلين عنهم وعدد من علماء الدين وزعماء العشائر في إقليم بونت لاند شمالي الصومال.
جاء ذلك في وقت تتكاتف فيه الجهود الدولية لوقف أعمال القرصنة التي أرقت السفن المارة من خليج عدن على مدار الشهور الماضية.
وأقر أبشر عبد الله أحد قادة القراصنة الذين حضروا الاجتماع (لم يحدد موعده) بأن الأعمال التي قام بها "تخالف تعاليم الإسلام"، مؤكدا أنه أدرك حجم الأخطاء التي قام بها.
وأعلن عبد الله أنه اتفق مع الزعماء المحليين على التعاون معهم في محاولة لإقناع بقية مجموعات القراصنة بوقف أنشطتها، بحسب موقع هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي الإثنين 26-5-2009.
طالع أيضا:
بداية جديدة يعرضها أئمة على قراصنة الصومال
أكبر موجة قرصنة في التاريخ
وشدد عبد الله على أن بقية مجموعات القراصنة يجب أن تحذو حذو مجموعته، داعيا إياهم إلى الإفراج عن السفن التي يحتجزونها في مقابل العفو عنهم، ونفى في السياق ذاته أن تكون مجموعته تحتجز أي سفينة في الوقت الراهن.
ويعد عبد الله زعيم القراصنة في بونت لاند، وهو الإقليم الذي يتمتع بنوع من الحكم الذاتي، ويسعى العديد من أئمة المساجد وعلماء الدين به للقضاء على أعمال القرصنة التي يرون أنها "مخالفة لتعاليم الدين وتفسد المجتمع".
وسبق أن تكللت جهود هؤلاء العلماء والأئمة في الإقليم الذي ينطلق منه معظم القراصنة بالنجاح حينما أعلن "أبشر بوياح" أحد قادة القراصنة توبته أوائل الشهر الجاري، قائلا "نعلم أن ما نفعله غير صحيح.. أرجو العفو من الله، والعالم بأسره، وكل فرد"، ولفت إلى أن رفاقه "القراصنة على أتم استعداد للتوقف عن اختطاف السفن إذا ضمنوا فرص عمل".
وخلال خطب الجمعة والدروس الدينية بالإقليم يحث الشيوخ النساء على عدم الزواج من القراصنة واللصوص، وفي جارنو عاصمة بونت لاند رُفعت لافتات هائلة الحجم مكتوب عليها: "لا تسامح مع القراصنة في ربوع المدينة".
وينظر إلى القراصنة في الصومال، التي يدين أغلب سكانها بالإسلام، على أنهم "عناصر بغيضة"، ويلقى عليهم باللوم في جلب شرور المخدرات والكحوليات والشجار إلى شوارع الصومال الغارق أساسا في الحرب الأهلية منذ الإطاحة بالرئيس الراحل محمد سياد بري عام 1991.
محاولات دولية
وتتواكب جهود العلماء والزعماء المحليين مع الجهود الدولية لصد هجمات القراصنة قبالة السواحل الصومالية الممتدة لمسافة 1880 ميلا، والتي كان آخرها إعلان البحرية الإيرانية أمس الإثنين إرسال 6 قطع حربية إلى المياه الدولية ومنطقة خليج عدن.
كما أعلن متحدث باسم البحرية الروسية أمس، أن مدمرة تابعة للأسطول الروسي كانت ترافق 6 بواخر تجارية في خليج عدن أطلقت النار بشكل تحذيري على قراصنة صوماليين حاولوا الاستيلاء على إحدى البواخر؛ مما دفعهم للتراجع.
وعلى الصعيد ذاته أيد قاضي التحقيقات الأولية في إيطاليا ريكاردو أموروزو اليوم حكما بالسجن بحق تسعة قراصنة صوماليين احتجزتهم الأسبوع الماضي فرقاطة تابعة لسلاح البحرية الإيطالية، في أول عملية تصدي مباشرة لروما للقرصنة على سفينة تجارية قبالة السواحل الصومالية.
وحصل القراصنة خلال الـ 18 شهرًا الماضية على حوالي 100 مليون دولار كفديات مقابل الإفراج عن السفن المخطوفة، بحسب جماعات معنية بشئون الملاحة الدولية.
وأفاد مكتب البحرية الدولي مؤخرًا أن الهجمات تكثفت خلال الربع الأول من عام 2009 مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية؛ حيث ازدادت من ست هجمات إلى 61 هجوما، برغم وجود نحو عشرين بارجة حربية من الدول الكبرى في المنطقة لمكافحة أعمال القرصنة.