آحمد صبحي منصور
في
الإثنين ١٩ - ديسمبر - ٢٠٢٢ ١٢:٠٠ صباحاً
نص السؤال
آحمد صبحي منصور
أولا :
1 ـ أنصحك بالاستمرار فى الاصلاح .. يحتاج الموضوع الى صبر ومثابرة ، والله جل وعلا لا يضيع أجر من أحسن عملا .
2 ـ نفوذ الصوفية يتناقص مع الوعى ومع إنتشار الدين السُّنّى الوهابى . لم يعد لهم نفس النفوذ الذى كان من نصف قرن مضى .
3 ـ الولائم التى كانت تقام على شرف الأولياء الصوفية تناقصت . كانت فى العصر العثمانى ظاهرة إجتماعية طاغية ، جاءت فى كتاب ( لطائف المنن ) للشيخ الشعرانى شيخ العصر العثمانى ، وننقل منه بعض المعلومات التاريخية التى ذكرها كشاهد عيان :
3 / 1 : إفتخر بأن من ( منن الله عليه ) أنه يتعفف عن الأكل والولائم التي يقيمها مشايخ العرب وفقهاء الأرياف . ومن المعروف أن مشايخ الأعراب وفقهاء الأرياف كانت لهم السيطرة على القري والفلاحين في ذلك الوقت وكانوا يقيمون الولائم من عرق الفلاح المصري ودمائه ويحضرها شيوخ القاهرة ، ويقول الشعراني إن زوجة صاحب الوليمة " ربما عجنت وخبزت وطبخت في اليوم مرتين وتصير تتسخط وتقول : اللهم أرحنا من هذه العيشة ، وربما أكرهها زوجها على ذلك وضربها بالعصا ضربا مبرحا .."
3 / 2 : ولم يكن بقية المشايخ على طريقة الشعراني في التعفف إذ يذكر أن بعضهم كان يدور في بلاد الشرقية والغربية ومعهم مريدوهم وأتباعهم فأرهقوا الفلاحين.
3 / 3 : بل كان المشايخ " يعزمون أنفسهم " على طعام الأيتام و يلتهمونه ، إذ يقوم الشيخ في القرية بإغراء أم الأولاد الأيتام بأن يجعل أبناءها شيوخا بشرط أن تقيم ولائم لمشايخ القاهرة ، وقد افتخر الشعراني أنه لا يفعل مثل ذلك .
3 / 4 : وقد أسهب الشعراني في وصف المظالم التي يتعرض لها الفلاحون ، وكيف يتعرضون للضرب والتعذيب إلى أن تسلبهم السلطات الحاكمة آخر مالديهم من قوت لأولادهم ، ومع ذلك فإن شيوخ القاهرة كانوا ينزلون الريف – كالتتار – يأكلون الأخضر واليابس في ضيافة الكاشف أو المأمور ، ويدفع الفلاحون المعدمون فاتورة الطعام ..!!
3 / 5 : وكان حكام الريف يرسلون الهدايا إلي مشايخ القاهرة من العلماء والصوفية وتراوحت الهدايا بين الحبوب والطيور والحيوانات خصوصا في المواسم الدينية ، والشعراني - كعادته – يفتخر بأنه لا يأكل من تلك الهدايا التي ترد إلى زاويته وربما يقوم بذبح الحيوانات المهداة إليه ويفرقها على جيرانه في القاهرة ، ويقول " وقد بلغنا أن الكاشف ومشايخ العرب يأخذون هذه الضحايا . وربما كانت تلك النعجة للأيتام أو فقراء أخذها شيخ البلد منهم قهرا .. ثم يذكر الشعراني تجربة شخصية وقعت له فيقول " ومما وقع لي أن بعض الكشاف بالغربية أرسل لي خمسة كباش فقلت لقاصده: أنا لا أقبل شيئا من الكشاف " وذكر الشعراني القصة وافتخر في نهايتها بأن " هذا أمر مما رأيت له فاعلا في مصر إلا قليلا "
3 / 6 : وكان الشيوخ نجوم ولائم أخري يغلب عليها الطابع الاجتماعي مثل الأعراس والعزاء وولائم الجمعة ونهاية الشهر بالإضافة للنذور . ويقول الشعراني مفتخرا أنه لا يذكر أنه حضر وليمة من هذه الولائم إلا مرة واحدة أكل فيها ثم تقيأ ما أكله .. هذا مع أنه في مناسبات كثيرة ذكر في هذا الكتاب وغيره أنه كان يحضر تلك المناسبات ويأكل مع الشيوخ ..
3 / 7 : مما قاله الشعرانى نعرف أن الإسراف كان شديدا في إعداد أطعمة الأعراس لأن الشيوخ الصوفية كانوا نجوم الحاضرين . وامتد الإسراف والمباهات إلى طعام العزاء وآخر الأسبوع الجمع وتمام الشهر .. ويقول الشعراني أنهم ربما عملوا من الفطير والعجمية والسنبوسك والحلو والأرز خوفا من عتب الناس الذين يعزون ويطلعون له التربة ، وربما كان ذلك من مال الأيتام وبعضهم .. والداهية العظمي مايحدث من تشاجر بين المقرئين على الفلوس ونهبهم للطعام وأهل الميت يسمعون ذلك ..!!
3 / 8 : وفقراء الصنايعية في القاهرة كانوا يوفرون من الضروريات لإقامة ولائم للشيوخ المترفين الذين لا عمل لهم إلا الأكل والرقص أو الذكر الصوفي ، ويقول الشعراني " وما من الله تبارك وتعالى به على حمايتي من الأكل من طعام الصنايعي الذي يعمل بالقوت لا سيما أن كان قد طعن في السن ،إلا إذا كافأته على ذلك بإعطائه ثمنه أو بتوجهي إلي الله تبارك وتعالى أن ينزل له البركة الخفية في رزقه بقية عمره .. وسبب التورع عن مثل ذلك كون الصنايعي يقاسى شدة في كسبه طول يومه حتى يعاين ما يقارب أسباب الموت ، فلا ينبغي لمن كان له مروءة أن يأكل من مثل ذلك..". ومع ذلك اعترف الشعراني بأنه كان يأكل طعام الصنايعي البائس في مقابل أن يدعو له .. وذلك ما يفعله باقي إخوانه من المشايخ وبنفس التبرير .
أخيرا
إنتهت دولة التصوف ، ونرجو أن تنتهى دولة السُنّة ، فكلهم تجار دين ، يُضلون الناس ، وما يأكلون فى بطونهم الا النار . لعنهم الله جل وعلا .