آحمد صبحي منصور
في
الأربعاء ١٤ - ديسمبر - ٢٠٢٢ ١٢:٠٠ صباحاً
نص السؤال
آحمد صبحي منصور
أولا : للاسلام معنيان :
1 / 1 : الاسلام السلوكى فى التعامل مع الناس بمعنى السلام ، وكل مجرم يقتل ويعتدى ويقوم بالاكراه فى الدين ليس مسلما من حيث السلوك . هذا ينطبق على المستبدين واعوانهم وهم أكابر المجرمين .
1 / 2 : الاسلام القلبى التعبدى فى التعامل مع الله جل وعلا ، وهو أن تعبد الله جل وعلا مخلصا له الدين . وهم يتخذون الأولياء أربابا يؤمنون بشفاعتهم وكراماتهم وتحكمهم فى ملكوت الرحمن جل وعلا ، مع إنه جل وعلا لا يُشرك فى حكمه أحدا . هم ليسوا مسلمين ، هم محمديون ، إتخذوا آلهة من البشر أطلقوا عليهم أسماء محمد والحسين وابو بكر وعمر وعثمان وعلى والبخارى والكافى والغزالى ..الخ . ولهم كتبهم المقدسة ، ولهم معابدهم بقبورها المقدسة . هم بدينهم وسلوكهم يتناقضون مع الاسلام .
2 ـ هم أعدى أعداء الاسلام ، هم بجرائمهم وتمسحهم بالاسلام شوهوا دين الاسلام ، وهو دين السلام والعدل والقسط والرحمة والتسامح والحرية والديمقراطية وكرامة الانسان وحقوق الانسان. بشرورهم ورفعهم راية الاسلام جعلوا الاسلام متهما بالتخلف والارهاب والوحشية والاستبداد والفساد .
ثانيا : نعطى لمحة سريعة عن الاسلام الذى يكفرون به :
1 ـ محمد عليه السلام بشر مثلنا كان يأتيه الوحى : ( الكهف110).
2 ـ حين نزل القرآن الكريم كان من السائد والذي لا سبيل إلي تغييره هو الفوارق الراسخة بين الناس في المجتمع الواحد، وحيث يتمتع النبلاء والأمراء بكل الامتيازات لمجرد كونهم نبلاء أو بالحسب والنسب، وذلك علي حساب الفقراء من أكثرية المجتمع . ونزل القرآن بتشريع راق في هذه القرون الوسطي المظلمة، فأعطي أمثلة في المساواة التشريعية بين البشر ، صحيح أن الأنبياء هم صفوة البشر والله تعالي أعلم حيث يجعل رسالته ، ولكنهم – بعد الوحي – مثل سائر البشر جميعا في المسئولية والحساب ( الأعراف 6 ). فالمساءلة أو حساب الآخرة سيكون للجميع ؛ الرسل والأمم . والآية تضع حساب الأمم في كفة وحساب الرسل في كفة أخري ، والنظرة السريعة تعنى المساواة ، أي التساوي في الحساب والمسئولية أمام الله تعالي يوم القيامة ، ولكن التدبر في الآية يعطي أكثر من ذلك ، لأن الرسل والأنبياء عددهم قليل – ولا يذكر – بالنسبة لأعداد البشر، وفي ذلك تأكيد أكبر علي حساب الأنبياء يوم القيامة ، وهو تأكيد قرآني يحمل في طياته برهانا لمواجهة دعاوى ستأتي بعد نزول القرآن تنفي هذه الحقائق القرآنية ..
3 ـ والقرآن الكريم يساوي بين خاتم النبيين ـ عليهم السلام – وبين قومه في المسئولية وفي الحساب ،( الزخرف 44 ) ، فالمسئولية علي النبي وعلي قومه ، والمسألة يوم القيامة للجميع، والقرآن يوجه الخطاب للنبي مباشرة فى كفّة ولقومه في الكفة الأخرى دليلا علي مسئوليته العظيمة في إبلاغ الدعوة.
4 ـ والله جل وعلا يساوى بين النبى محمد وخصومه فى الموت وفى التخاصم أمام الله جل وعلا يوم القيامة : ( الزمر 30 ) فتوجيه الخطاب المباشر للنبي بالموت" إنك ميت" وهو لا يزال يحيا فيه تأكيد علي موته مثل أعدائه . ثم بعد هذه المساواة في استحقاق الموت بين النبي وأعدائه ، يقول تعالي إنهم سيتخاصمون أمام الله . وذلك يعني أن الفرصة ستكون متاحة لأعداء النبي كي يدافعوا عن أنفسهم بالباطل، إذ أن من حق كل نفس بشرية أن تدافع عن نفسها أمام الله تعالي يوم القيامة ( النحل111)
5 ـ إن المساواة بين البشر في العبودية أمام الله تعالي من أبرز ملامح المساواة في التشريع القرآني. وإذا كان البشر لا يلتزمون بأوامر القرآن في الدنيا فإن الآخرة تتجلي فيها المساواة بأروع معانيها ، حيث يقف الخلق جميعا عبيدا أمام الواحد القهار، ( مريم 93 ) . هذا من الناحية الدينية التى لا يؤمن بها المحمديون .
6 ـ من ناحية السياسة والحكم : محمد عليه السلام حين كان قائدا للدولة الاسلامية فى المدينة كان يتعرض للأذى من المنافقين والمؤمنين ، وكان يصبر ، وكان مأمورا بأن يصفح عنهم ويستغفر لهم وأن يكون لينا معهم وأن يشاورهم فى الأمر لآنه يستمد سلطته من إجتماعهم حوله ، ولو كان فظّا غليظ القلب لانفضوا وانهارت دولته ( آل عمران 159 ). المستبد فى كوكب المحمديين يحكم قومه بالتعذيب والبطش والارهاب ، ويرى نفسه إلاها لا يُسأل عما يفعل ، وأنه هو الدولة ومصدر السلطة . المستبد فى كوكب المحمديين يكرر تاريخ فرعون موسى الذى ( علا فى الأرض ) ناسيا أن ( العلوّ ) لا يكون إلا لله جل ( وعلا ) سبحانه ( وتعالى ) الكبير ( المتعال ). لذا تتوالى فيهم الكوارث ولا هم يتوبون ولا هم يتذكرون .
7 ـ الله جل وعلا لا يرضى بالظلم ، وهم يظلمون الناس ويظلمون رب الناس . هم أكابر المجرمين ، عليهم لعنة الله جل وعلا رب العالمين.