نصائح علمية لأهل الإعجاز العددي

محمود دويكات في الجمعة ٣٠ - أكتوبر - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً

لا أخفي أنني من المتابعين لأعمال الأخوة في مجال الأعجاز العددي للقرءان الكريم، و لا أنكر أن لبعضهم أعمالاً جميلة و نتائج لافتة للأنتباه و تسترعي التريث في التفكير بخصوص "الظواهر" الرقمية و العددية التي ما فتأوا يكتشفونها يوماً بعد يوم كنتيجة مباشرة لإصرارهم و إيمانهم الراسخ بما يقومون به. و هذا من الامور التي تدعوني كمسلم الى تحيتهم و تشجيعهم نحو المزيد. 
و لأن هناك "أنفجاراً" في عدد العاملين في هذا المجال و "انفجارا&et;اً" في كمّ الظواهر المكتشفة فيما يخص موضوع الأعجاز العددي و الترتيبي في نصوص القرءان ، فلقد آثرت أن أقدم لهم نصائح – أرجو أن يعتبروها أخوية لهم – حول مدى "علمية" النتائج التي يعثرون عليها من ظواهر رقمية و عددية. و ساحاول التبسيط في ما أقول لكي يزداد عدد المستفيدين من هذه المقال ، و التي – أعتقد – أنها تساهم في نشر التوعية العلمية عند العرب ، و الذين هم في أمس الحاجة الى إعادة إحياء الروح العلمية (و الرياضية بالتحديد) بعدما أن طمس على قلوبهم ركام التراث الأسلامي التقليدي و الذي كان جلّ تركيزه يتمحور حول فقه النصف الأسفل من الجسم البشري متجاهلا أعظم و أروع هدية أعطاها الله لبني آدم :عقولهم!
ما بين الظاهرة و النظرية:
يسمى العلماء – أصطلاحا – جميع الأمور التي يشاهدونها (أو "يقيسونها") على أنها ظواهر. فكل ما يحدث في هذا الكوْن هي ظواهر متعددة. و يكون هدف العلماء – في الغالب- هو تفسير هذه الظواهر. أي لماذا و كيف تحدث هذه الظواهر؟ يطلقون على محاولات التفسير هذه إسم "نظريات" والنظرية تتكون في معظم الأحيان من فروض و مشاهدات. أما الفروض فهي ما يفترضونه كأمور معلومة أو مسلم بها في تفسيراتهم ، أي أن التفسير النظري دائما ما يستند الى مجموعة افتراضات معينة. و أما المشاهدات فهي مجموعة الظواهر المتعلقة بالنظرية المطروحة. المشاهدات في الواقع تمثل الحقائق التي هي على أرض الواقع. أما النظرية و ما تقوم عليه من افتراضات فهي تمثل أقرب تخمين (أو أقرب حدس علمي ، أو أقرب تفسير) لتلك المشاهدات. فكلما كانت النظرية أكثر توفيقا في تفسير و تقدير حدوث المشاهدات و الظواهر كلما زادت قوتها و زاد إيمان الناس بها الى أن ترقى في عقولهم فتصبح قانوناً. 
إذا حاولنا تطبيق تلك المفاهيم العلمية المذكور أعلاه على ما يقوم به إخوتنا في مجال الإعجاز العددي فإن الشيء الوحيد – بلاريب – الذي نجده ما بين أيدينا من أعمالهم هي ظواهر! مجرد مشاهدات رقمية. و لم أعلم الى الآن بأي نظرية تفسر أو تشرح لماذا أو كيف تحصل هذه الظواهر .
بما أن النظريات كلها تنبني على كمية من الأفتراضات، إذن ما هي المعايير التي على أساسها يتم تفضيل نظرية علمية على أخرى؟ إجابة هذا السؤال تتأتـّى في النقاط التالية:
1. النظرية يجب أن تملك القدرة على التنبّؤ:
قلنا إن هدف النظرية هو تفسير حدوث المشاهدات و الظواهر .. و لكن ليس جميع الظواهر يمكن اكتشافها أو مشاهدتها دفعة واحدة ، لذا تصبح النظرية أكثر قوّة ومصداقية إذا تمكنت من توقع حصول ظواهر قبل أن اكتشاف تلك الظواهر أو قبل أن نتمكن من قياسها مباشرةً  
لو حاولنا تطبيق هذه الخاصية على الأعجاز العددي ، فإن أي نظرية يتم وضعها لتفسير تلك الظواهر الرقمية يجب أن توفـّر لنا المقدرة على توّقع حصول ظواهر رقمية مع أعداد أخرى أو أماكن أخرى داخل النص القرءاني. و هذا التوقع قد يكون إيجابياً أو سلبياً. فمثلا: لو وضعنا نظرية مفادها أن الرقم 13 هو عامل مشترك في جميع الظواهر الرقمية الخاصة بترتيب السور ـ أو الآيات. عندها يجب أن يكون هذا صحيحا في جميع الظواهر الرقمية المرتبطة بالترتيب العددي للسور أو الايات، سواءً تلك التي اكتشفت أم التي لم تكتشف بعد.
2. الفرضيات التي تقوم عليها النظرية يجب أن تكون قابلة للنقض:
لاحظ أننا نتكلم عن الفرضيات هنا ، إن عدم إمكانية نقض الفرضية يجعل النظرية هي و عدمها واحد. إن قابلية النظرية للنقض هي المعوّل الأساسي الذي يجعل للنظرية معنىً ملموسا و منطقياً ، كما أنه هو الذي يخرجها من دائرة التنظير (مجرد فكر نظري) الى التطبيق و التجريب. 
لنعطي مثالاً على ذلك ؛ لو قلت لي: من مظاهر الأعجاز العددي هو أن مجموع أعداد آيات السور الفلانية هو 546 = 13×42 و كانت مجموع أرقام ترتيبها هو 91 = 13×7... عندها يجب أن نفحص قابلية هذه الجملة للنقض: بمعنى: ماذا يحصل لو كان مجموع أعداد الآيات هو 533 = 13×41 بدلا من 546؟ فهل مازالت تلك الأرقام تدلّ على مظهر من مظاهر الأعجاز؟ من الواضح أنك لا تستطيع أن تجيب على السؤال الأخير لا بالنفي و لا بالإثبات، لأنك في الحقيقة لا تعلم إن كانت تلك الجملة الرقمية هي حقّا من مظاهر الأعجاز أم لا!. .. لنعطي مثالا أكثر حسيّا بعيداً عن الأرقام: لو قال لي أحدهم إن الأرض تدور لأن الملائكة هي التي تحركها. لو حاولنا نقض الفرضية فنقول : ماذا لو لم يكن هناك ملائكة؟ فهل ستبقى الأرض تدور؟ بالتأكيد لا أحد يعلم إلا الله.. لذا تكون تلك الفرضية (و بالتالي النظرية المقامة عليها) في عداد الموتى ، فهي نظرية لا يمكن إثباتها كما لا يمكن نفيها أيضا.
 3. لكل عملية حسابية في النظرية يجب تحقيق ثقة إحتمالية ذات حدّ أدنى:
الكلام هنا مراده إبعاد وهم المصادفة عن النظرية. مالذي نقصده؟ لنعطي المثال التالي: لنفرض أن شخصا كان يريد تحديد كثافة مادة معينة (الكثافة = الكتلة ÷ الحجم) و كان لديه جهازان مستقلان يقيسان كلا ً من الحجم و الكتلة بمقدار خطأ مقداره وحدة واحدة (يعني عندما يقيس حجماً على أنه 10 وحدات فإن الحجم الحقيقي هو في الواقع ما بين 9 الى 11 ، و نفس الشيء عن الكتلة) .. عندها لكل عينة من المادة ، لو قاس حجماً على أنه 5 وحدات و كتلة على أنها 7 وحدات .. فإن الكثافة الظاهرية تكون 7÷5 =1.4 ، لكن بسبب احتمال الخطأ نعلم أن هذا ليس صحيحاً ..فحتى نعلم الجواب الصحيح يجب أن نأخذ احتمالات الخطأ كلها. فنقول إن أدني قيمة للكثافة هي عندما يكون الخطأ في الكتلة أقل ما يمكن و في الحجم أعلى ما يمكن ، أي: 6÷6 = 1 و أعلى قيمة للكثافة هي عندما يكون الخطأ في الكتلة أكبر ما يمكن و في الحجم أقل ما يمكن ، أي: 8÷4 = 2 .. فنقول عندها إن الكثافة تقع ما بين 1 الى 2 لتلك المادة. السؤال هنا ، كم عملية حسابية أجرينا؟ لقد أجرينا ستّ عمليات حسابية. (3 للحد الأعلى و 3 للحد الأدنى) فإذا أردنا أحتمال دقة مقداره 90% فأعلى فإن أقل عدد للعينات التي يجب قياسها هو 90% × 6 = 5.4 عينة ، أي تقريبا عينة واحدة لكل عملية حسابية.
حسناً !! ما دخل كل هذا في الأعجاز العددي في القرءان الكريم؟ ما نريد أن نقوله هو أنه حتى تنتفي صفة الصدفة عن تلك الظواهر العددية التي يكتشفها أخواننا العاملون في الأعجاز العددي فإنه يلزم على الأقل تحقيق مثال واحد عند إجراء كل عملية حسابية. فعندما يقوم أحدهم بجمع للأرقام ، فإنه يلزم تحقيق مثال على الجمع ، و لكن عندما يقوم بعدها بالضرب ، فيلزم مثال آخر مستقل ، و بعدها عندما يقوم بتبديل الأرقام ، يلزم مثال ثالث مستقل عن المثالين الأولين و هكذا دواليك. .. فمثلا: إذا قلت لي: أن مجموع أعداد آيات 5 سور قرءانية هو 546 = 13×42 و كانت مجموع أرقام ترتيبها هو 91 = 13×7 ، فهنا أنت قمت بعمليات عددها 12 عملية (الجمع الأول خمس مرات ثم تحويله الى ضرب 13×42 مرة، ثم الجمع الثاني خمس مرات و تحويله الى ضرب 13×7 = هناك 12 عملية حسابية) فعندها حتى نقول إن هذه النتيجة بعيدة عن الصدفة (100% بعيدا عن الصدفة) فيجب توفير 12 مثالٍ من نفس النوع تماما (و نفس العمليات الحسابية ) ينطبق عليها الفرض القائل أن النتيجة يجب أن تكون من مضاعفات الـ 13. 
4. العمليات الحسابية في النظرية يجب أن لا تكون دائرية:
إن الكثير ممّن يعشقون العمليات الحسابية يقعون فريسة لخطأ جسيم مفاده أن اكتشافاتهم ليست بذات القدر من الأعجاز كما يعتقدون و إنما هي مجرد نتيجة طبيعية لخصائص الأرقام الطبيعية للاعداد في الرياضيات. فمثلاً ، إذا قلت لي أن من مظاهر الأعجاز أن مجموع ترتيب سور المصحف المائة و أربع عشرة سورة (مجموع الـ 114 ) = 6555 و هو من مضاعفات الـ 19 = 345×19 .. أقول لك إن هذا ليس إعجازاً و إنما هو خاصية طبيعية من خصائص المتسلسلات في الرياضيات... لأن الأرقام من 1 الى 114 كلها متسلسلة متزايدة رقميا و إن رقم 114 هو من مضاعفات الـ 19 (6×19) عندها من البديهي أن يكون ( حسب قوانين الرياضيات) مجموع تلك الأرقام من مضاعفات الـ 19 ، . .. 
ليس هذا فحسب ، و إنما ينطبق هذا الكلام على أي متوالية حسابية (ذات الفرق الثابت بين أرقامها)، فمثلا لو أخذنا مجموع سبعة ارقام متوالية حسابياً ( و لتكن مثلا أرقام السور 33+34+35+36+37+38+39 ) فإن مجموع تلك الأرقام لا بد و أن يكون من مضاعفات الـ 7! .....نفس الشيء لو كانت الأرقام السبعة المتوالية هي: 33-37-41-45-49-53-57 فإن مجموع هذا الأرقام السبعة لا بدّ و أن يكون من مضاعفات السبعة.. لماذا؟ ليس لأنها أرقام معجزةّ و لكن فقط لأنها سبع أرقام ضمن متوالية حسابية متصلة ..و أيضا .. يكون معامل التضاعف (أو معامل القسمة) عادة يساوي عدد المرات التي تكررت فيها تلك المجموعة مضروبا في متوسط (أو معدّل) أرقام تلك المجموعة. فمثلا .. في الحالة الأولى من 33 الى 39 فإن معدل الأرقام هو 36 و هي مجموعة تكررت مرة واحدة. لذا فإن المجموع يساوي 36×7 ، و في الحالة الثانية المعدل (33+57)÷2 = 45 ، لذا فإن مجموع الأرقام من 33 الى 57 لا بد و أن يساوي 45× 7..... و ليس هذا فحسب .. فإن تلك الخاصية تنطبق على متسلسلات منفصلة ضمن مجموعة أكبر.... خذ مثلا الأرقام التالية: 13-18-23-30-37-44 ، للتوضيح فإن هذه الأرقام مجموعتان ، الأولى من 13 الى 23 بإضافة 5 كل مرة و الثانية من 23 الى 34 بإضافة 7 كل مرة .. مما لاشك فيه (خاصية رياضية طبيعية) أن مجموع الأعداد الثلاثة الأوائل لا بد و أن يكون قابل للقسمة على 3 (لماذا؟ لأنها 3 أرقام ضمن متوالية حسابية) و نفس الشيء يقال عن أرقام المجموعة الثانية من 30 الى 44 (لماذا؟ لأنها 3 أرقام ضمن متوالية حسابية).. ومن إحدى البديهيات في الرياضيات أنك إذا جمعت رقم يقبل القسمة على 3 الى رقم آخر يقبل القسمة على 3 فإن ناتج الجمع لا بدّ و أن يكون قابل للقسمة على 3 أيضاً. فهذه خاصية طبيعية في الأرقام وليس إعجازاً...و ينطبق ذلك ليس فقط على 3 و إنما على أي رقم تشاؤه.
و بشكل عام لو كان عندك مجموعة من الأرقام تحتوي على عدد "س" من المتواليات الحسابية و كل متوالية حسابية تحتوي على عدد "ن" من المكونات .. فإن مجموع أرقام تلك المجموعة كلها لا بدّ و أن يكون قابلا للقسمة على "ن" ، و يكون الناتج يساوي "ن" × (معدل المتوالية الأولى + معدل المتوالية الثانية + ... + معدل المتوالية السينية).. وذلك مهما كانت قيمة "ن" أو "س".
في الحقيقة.. مثل هكذا حسابات دائرية إنما تقلل احتمالية أن تكون مثل تلك الحسابات العددية إعجازاً ربانياً و في المقابل يزيد أحتمال كونها ظواهر رياضية طبيعية لا ترتبط بالضرورة مع كتاب الله فقط.... فكمثال بسيط: عندما تقول لي إن مجموع أرقام ترتيب السور الفواتح التي تحتوى في بدايتها على الأحرف المقطعة .. عندما تقول لي أن مجموع أرقام ترتيبها هو 822 و هو من مضاعفات الـ 6 عندها أقول لك ليس غريبا أن يكون من مضاعفات الـ 6 ، السبب هو إنك أن نظرت الى أرقام ترتيب تلك السور التسع ٍ و العشرين :
 2-3-7-10-11-12-13-14-15-19-20
-26-27-28-29-30-31-32-36-38-40-41-42-43-44-45-46-50-68
فإن هناك 3 مجموعات متوالية (أساسها جمع واحد صحيح كل مرة) وكل مجموعة مكوّنة من ستة أرقام (ملوّنة باللون الأحمر) ، إذن ، في هذه الحالة ، فإن احتمال أن يكون مجموع تلك الأرقام كلها قابل للقسمة على 6 هو أحتمال كبير جداً (و أن كان ليس مؤكّداً لأن هناك أرقام أخرى لا تشكل متواليات حسابية ضمن المجموعة) ... لاحظ هنا أنه بزيادة عدد المتواليات ضمن مجموع الأعداد المعنية يزيد أحتمال قابلية قسمة مجموع تلك الأعداد على عدد مكوّنات المتواليات المتكررة... في مثل هذه الحالات يصبح الحديث عن "إعجاز" ليس ذا مغزىً ، لأن الذي يفسر المجاميع هو الخصائص الطبيعية للاعداد الرياضية. 
حتى يكون للظواهر الرقمية و الترتيبية التي يعرضها أخواننا ذات طبيعة إعجازية ربانية فإنه يجب عليهم التأكد من خلوّ أرقامهم من الدائرية الحسابية ، أي يجب التأكد أن نتيجة الجمع (أو حاصل القسمة) ليس بسبب طبيعة القوانين الرياضية و إنما بسبب الأرقام نفسها ، أضف الى ذلك أن عليهم توفير أمثلة كافية لدحض احتمال الصدفة مع كل عملية حسابية يقومون بها كما أسلفت في نقطة 3....
 5. النظرية يجب أن تستنزف كافة الأحتمالات الممكنة:
و إذا كانت النظرية تصلح ضمن شروط معينة فيجب ذكر تلك الشروط ، و المقصود باستنزاف كافة الأحتمالات هو كالمثال الأتي: لو قلت لي إن من مظاهر الأعجاز هو أن مجموع أعداد آيات السور الآتية (مثلا) (60+69+75+78+108+117=507=39×13) فعندها أقول لك حسناً فماذا عن أحتمال حصول الآتي (60+69+75+78+100+125=507=39×13) فهل ما زالت الجملة إعجازاً ؟ و ماذا عن باقي الأحتمالات؟ لاحظ أنه من بديهيات الرياضيات أن حاصل المجموع لا يتأثر بالترتيب مطلقاً ، لذا يصبح الحديث عن إعجاز في "الترتيب" هنا ليس ذا قيمة ، إن السؤال الذي يفرض نفسه هنا هو ماالمقصود إذن بالإعجاز في الجملة السابقة؟ هل هو أن يكون المجموع من مضاعفات 13؟ فقط!! (بغض النظر عن الترتيب؟) أم أن للأرقام و ترتيبها أهمية ما؟ لابد من ذكر تلك الشروط و الحيثيات كلها مع العبارة (أو النظرية) المطروحة
في المحصلة الختامية لهذا المقال ، فهو مجرد نصيحة أخوية تدعو كل من يعمل في مجال الأعجاز الرقمي أن يضطلع الى العلوم الرياضية أولا ، فهي تفيد كثيراً في أزالة الكثير من اللبس و الغموض كما قد تساهم في سهولة وصولنا الى أيجاد منطق صحّي للظواهر الرقمية الكثيرة التي يعرضها كل من يشتغل في هذا المجال. 

 

اجمالي القراءات 19031