سؤالان

آحمد صبحي منصور في الجمعة ٠٩ - ديسمبر - ٢٠٢٢ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
السؤال الأول قرأت لك كتاب ( السيد البدوى بين الحقيقة والخرافة ) وكتاب ( الحياة الدينية بين الاسلام والتصوف فى العصر المملوكى ) بأجزائه الثلاثة . وفي الكتابين تكلمت عن تقديس الولى الصوفى وتعارض هذا مع القرآن ، واستشهدت بملامح تقديس الأولياء عند المشركين فى عصر النبى ومنها التوسل بهم والاعتقاد فى شفاعتهم . كنت أتمنى أن تعقد مقارنة بين تقديس الجاهليين للأولياء وتقديس المحمديين لهم . السؤال الثانى فى السجن تعرفت بخطيب من الأوقاف اتهموه بأنه قرآنى لأنه بينكر الأحاديث فى خطبه . وصارت بيننا فى السجن صداقة ، وتناقشت معه واقتنعت بأن القرآن يكفى المؤمن ، وكانت له طريقة عجيبة فى الاقناع وفى تلاوة الآيات . ثم أفرجوا عنه وعاد الى عمله . وبعد الافراج عنى سافرت الى بلدته لاستعيد صداقتنا ، وسألت هناك عنه ، وسمعت عنه حاجات فظيعة ، طبعا لم أصدقها ، ولكن فى لقائى معه اتضح مع الأسف ان كلامهم صحيح . شهرته بالفساد كانت معروفة . قلت له اتق الله يا شيخ فلان فشتمنى وطردنى من بيته . ما رأيك ؟
آحمد صبحي منصور

إجابة السؤال الأول

كتبت مئات المقالات فى تقديس المحمديين للأولياء . ولكن عندك حق فى نقطة مهمة ، وهى إن المحمديين اشد ضلالا من الجاهليين . لم يعرف الجاهليون عقائد التصوف من وحدة الوجود والحلول والاتحاد . هذا فى الناحية الفكرية فى تقديس البشر . من الناحية العملية لم يعرف الجاهليون تقديس الأولياء الأحياء . كان الجاهليون يقدسون القبور فقط والمدفونين فيها . وأحيانا كانوا يلحقونها بالمساجد . ونستشهد بالآيات التالية :

1 ـ ( إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (194) أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا قُلْ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلا تُنظِرُونِ (195) الاعراف )

2 ـ ( وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ (20) أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (21) النحل )

3 ـ ( وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ (5) وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ (6) الاحقاف )

4 ـ ( وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً (18) وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً (19) قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِهِ أَحَداً (20) الجن ).

المحمديون يقدسون البشر الأحياء والموتى . وصلوا الى حضيض الكفر ، فلا عجب أن تلاحقهم لعنة الله جل وعلا وانتقامه .

إجابة السؤال الثانى

 

لا يكفى أن تؤمن بالله جل وعلا وحده وأن تؤمن بالقرآن الكريم وحده كتابا ، بل لا بد أن يظهر هذا ويتجلّى ويتأكّد فى سلوكك تقوى ، فالجنة لا يدخلها المؤمنون ، ولكن يدخلها المتقون . أما عن صاحبك هذا فأدعوك لأن تتدبر قوله جل وعلا فى سورة البقرة :

1 ـ ( وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (8) يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (9) فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمْ اللَّهُ مَرَضاً وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلا إِنَّهُمْ هُمْ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ (12) البقرة ).

2 ـ ( وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204) وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ (205) وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ (206) وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ (207) البقرة )

اجمالي القراءات 1667