سؤالان

آحمد صبحي منصور في الخميس ٠١ - ديسمبر - ٢٠٢٢ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
السؤال الأول : كانت لى تجربة مع واحد شيخ ، منذ صغرى والناس فى بلدنا تحترمه ، وتعودوا تقبيل يده والتبرك به ، وهو الذى يخطب الجمعة ويعطى الندوات فى الجامع ، ويصلى على الموتى و يعظ على القبر ، وهو أيضا ناظر المعهد الأزهرى فى البلد . تركت بلدنا والتحقت بالجامعة بالقاهرة ثم فى بعثة لألمانيا ، وعدت لعمل مدرسا فى الجامعة . فى كل هذا انقطعت الصلة بالبلد وأهلى وطبعا هذا الشيخ . وذهبت فى زيارة للبلد ومعى زوجتى لتتعرف على من لا يزال يعيش من أهلى فى البلد ، وكنت حريص على أن تتعرف بالشيخ لتتعلم منه ما يخفف من تطرفها فى العلمانية . تحولت المناقشات بينهما الى معركة ، والذى فاجأنى فعلا ان حجتها كانت الأقوى ، وانها كانت تعرف فى الاسلام اكثر من هذا الشيخ ، وهو لم يغيّر معلوماته من اربعين سنة ، وبسبب عجزه عن إقناعها أو بسبب انها غلبته فى حضور الناس رأيته يهينها أمامى وأمام الناس ، شتمته وظهر أمامى حقارته وجهله ، وسقط التمثال الصنم الذى كان له فى قلبى . واضح ان هذا الشيخ عزل نفسه فى البلد يكرر نفس الكلام دون جديد ، والناس تعودت عليه وعلى كلامه ، ولا يعرف الانترنت وما فيه ، وكل شىء لا يعرفه هو حرام ومنكر . الشىء المحزن فعلا ان أهلى فى البلد راضين به ، وقد خاصمونى لأنى شتمته ولأن زوجتى تجرأت على مناقشته . بعدها قاطعت البلد واهلى هناك . ثم تعرفت أنا وزوجتى على موقعكم أهل القرآن ، وأعجبتنا كتاباتك وجهادك ، وزوجتى تحييك على إنصافك للمرأة ، وهى تتابع ما تنشره فى كتابك عن التناقض بين تشريعات المراة بين الاسلام والدين السنى الذكورى ، وتريد أن تعود لتستكمله لأنك إنشغلت عنه بمقالات أخرى . ننتظر بقية الكتاب عن الزواج والطلاق وخلافه . وشكرا جزيلا . السؤال الثانى أنا اعتقد حتی هذة الحظة ان القرآن یعارض بشدة مع التقدس البشر والحجر وغیر الله ورفض العبادة غیر الله وانا اعتقد حتی هذة الحظة لاریب فی هذا الامر . ولکن فی الزمن الماضي فی بعض البلدان بعض الناس سجدوا لملوکهم نعم ولا شک ان کثیرا منهم فعلوا هذا الامر لعبادة الملوک والقرآن رفض عبادة غیر الله ولکن بعض الناس سجدوا لملوکهم لاحترام لهولا وماسجدوا لعبادتهم سمعت أنه في الماضي ، في بعض الثقافات ، يتم أداء السجدة للأب وكذلك للأم أو المعلم وكثير ممن فعلوا ذلك لم يكن لديهم نية لعبادة أبيهم أو أمهم أو عبادة معلمهم ، مع أن بعضهم ربما كان ينوي العبادة.لكن الكثير منهم سجدوا فقط بدافع الاحترام انا شخصياً لا أتفق مع سجود البشر لبقية البشر حتى هذه اللحظة . ولكن مهما بحثت في القرآن ، لم أجد آية ترفض سجود شخص لآخر بقصد الاحترام.أي إذا لم أكن مخطئًا ، فهناك آيات في القرآن تنص بوضوح على عدم السجود للقمر والشمس. ولكن لا توجد آية في القرآن تقول صراحة أيها المؤمنون أو المسلمون أو البشر أن السجود لإنسان آخر بدافع الاحترام ممنوع. قد أقول إن الله قال: أعطينا لبني آدم كرامة ، وسجود شخص لآخر مخالف للكرامة ، فهو مخالف للقرآن ، لكن هذا رأيي الشخصي واستنتاجي ، لكن لا يوجد. النص القرآني في هذا الصدد . قد يقول قائل في إجابتي ، إذا كان الأمر على هذا النحو ، فعندما يدخل المعلم الفصل ، يقوم الطالب ، فهذا مخالف للكرامة. .إذا قلت أنه احترام ، فقد يقول إن السجود هو فقط من باب الاحترام . هل وجدت آية في القرآن تقول أن سجود شخص لآخر لا يزال ممنوعا ومحرمًا إذا لم يكن للعبادة ولغرض الاحترام فقط؟
آحمد صبحي منصور

إجابة السؤال الأول

1 ـ أنا الذى أشكرك وأشكر السيدة زوجتك .

2 ـ ما تقوله يثبت أن الاسلام دين التعقّل والتبصُّر والتفكر . الانسان المحترم لا يعطى عقله لشخص يتبول فيه كيف يشاء . باحترامه لنفسه وعقله يكون سهلا عليه أن يصل الى حقائق الاسلام ، لو بحث عن الحق وشاء الهداية .

3 ـ شيخ بلدتكم معذور. مستحق للشفقة . عمل مدرسا أزهريا وناظرا للمعهد الأزهرى فى بلدكم ، وخطيبا وإماما فى الجامع. هو يؤدى عمله باعتياد لا تجديد فيه. مناهج الأزهر لا تجديد فيها ، نفس المناهج التى درسها طالبا ثم أصبح يدرسها مدرسا وناظرا. خُطب الجمعة تأتى له مكتوبة 52 خطبة عدد الاسبوع فى العام ، وفى المناسبات له خطب يكررها ( أكلاشيهات محفوظة ) فى العزاء وعلى القبر . الناس فى بلدكم الذين إختاروا البقاء فيها تنحصر حياتهم فيما إعتاده أسلافهم . ويذهبون للمسجد بحكم العادة ، وربما يحفظون خطب الشيخ ، وهم راضون بذلك يحسبون أنهم يحسنون صنعا ، فهذا ما وجدوا عليه آباءهم .

4 ـ شيخ بلدكم يرى فى بلدكم مملكته الخاصة بأهلها المستقرين فيها . لا ريب إنه هو الذى يقوم بحلّ مشاكلهم ، ولا ريب إنهم يسمعون له ويطيعون . الذين تركوا البلد مثلك وتغيرت عقلياتهم هم الخطر الأكبر على هذا الشيخ ومملكته . حسنا إذا قررت الابتعاد عن هذا الشيخ وحديقة الحيوانات التى يملكها .

5 ـ أرجو أن أعود الى استكمال كتاب تشريعات المرأة بعد أن أفرغ من مقالات تحتل تفكيرى حاليا .

إجابة السؤال الثانى :

هناك صنم مقدس يتبرك الناس بلمسه. هذا تقديس للحجر ممنوع فى الاسلام  . قد يلمسه شخص آخر لا يرى فيه إلا تمثالا أثريا متقن الصنع . هذا لا بأس به فليس فيه ذاك التقديس . هناك من يذهب الى كربلاء للسياحة دون تقديس لبشر أو حجر . وهناك من يذهب الى مسجد المدينة ويشاهد متعجبا هازئا تدافع الناس للوصول الى الروضة الشريفة يلتمسون شفاعة من يؤمنون إنه مقبور تحت الأرض . هذا فارق بين من يحج الى كربلاء والنبى الذى يقدسونه . ولهذا فالركوع والسجود لبشر مرتبط بالاعتقاد . هل تعتقد فيه إلاها ينفع ويشفع ، أم هو بشر لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله جل وعلا . ( لا إله إلا الله ) تعنى أن يكون السجود والركوع والصلاة والتقديس للخالق جل وعلا وحده . حركة التحية والتوقير لبشر لا بأ س بها طالما لم يكن فيها تقديس لهذا البشر . أخوة يوسف سجدوا له تقديرا واحتراما وليس تقديسا . قال جل وعلا : (وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَاي مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقّاً وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنْ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنْ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (100) يوسف )

اجمالي القراءات 2174