صحف أمريكية: الحكومة المصرية فشلت في حماية هشام طلعت قبل سقوطه بسبب ضغوط الإمارات
23/05/2009
وغضب المصريين من سياسة الكيل بمكيالين
كتب - أحمد بدر:
حازت قضية هشام طلعت مصطفي والتي أسدل القضاء المصري الستار علي فصولها أمس الأول بالحكم بإعدامه اهتمام عدد كبير من الصحف ووكالات الأنباء العالمية، والتي اختلفت فيما بينها حول ردود الأفعال علي الحكم المصري وإن كانت قد اتفقت جميعها علي أن الحكم بإعدام مصطفي والسكري هو أحد فصول مسرحية يشارك في بطولتها الكثيرون من رجال الأعمال والسياسيين المصريين.
فقد رأت صحيفة لوس أنجليس تايمز الأمريكية أن الحكم ضد هشام طلعت مصطفي الذي كان أحد أعضاء الحزب الوطني الحاكم وأحد المقربين من أمانة جمال مبارك نجل رئيس الجمهورية هو الحلقة الأحدث في مسرحية درامية تمت في عالم آخر في مصر محاط بحراسة مشددة وهو عالم رجال الأعمال والسياسيين المنتمين للسلطة في مصر.
وقالت الصحيفة الأمريكية إن القليلين جدا في مصر هم الذين تخيلوا أن رجل أعمال بحجم هشام طلعت مصطفي من الممكن أن يحكم عليه بالإعدام.
فيما أكدت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن الحكم بإعدام هشام طلعت مصطفي بعد ثبوت تحريضه علي قتل المطربة اللبنانية سوزان تميم - وهي القضية التي شغلت الرأي العام في مصر والشرق الأوسط لأكثر من سبعة شهور- يعد انهاء لمسلسل الانتقام الذي تورط فيه كل من السلطة والنفوذ والمال.
وفسرت نيويورك تايمز بقولها إن مصطفي تخيل بعدما وصل للقمة أنه أصبح بعيدا عن متناول القانون، خاصة أنه يرأس مجموعة للاستثمارات العقارية، وكان عضوا في مجلس الشوري، وله علاقات وثيقة مع دوائر الحكم، إلي جانب أنه يحتل مكانا رفيعا وسط الطبقة العليا في المجتمع المصري الذي أصبح يري هو الآخر أن الأغنياء لا يقعون تحت طائلة القانون.
وأوضحت الصحيفة الأمريكية أنه عندما تسربت المعلومات بارتباط هشام طلعت مصطفي بقتل سوزان تميم المرة الأولي تحركت الحكومة المصرية - في رد فعل غريزي- لحماية مصطفي الذي يعتبر واحدا من رجالها، الا أن ضيق المصريين بوجود مكيالين للعدالة أحدهما للفقراء والآخر للأغنياء إلي جانب الضغوط الإماراتية التي كانت عازمة علي ألا تترك متهما بالقتل ينعم بحريته دفعا الحكومة للتحرك ضد هشام.
أما مجلة التايم الأمريكية فقد ألمحت إلي أنه بالرغم من السطوة والنفوذ اللذين يتمتع بهما هشام طلعت مصطفي فإن ذلك لم يمنع القضاء المصري من أن يحكم عليه بإحالة أوراقه إلي مفتي الجمهورية - وهو الإجراء المتبع عند الحكم بإعدام شخص- حيث لا أحد فوق القانون، مشيرة إلي أن الأمر مازال في ساحات القضاء بعد تأكيد محامي مصطفي أنه سيستأنف ضد الحكم.
وفي تقرير لها قالت وكالة أسوشيتد برس الأمريكية إن المصريين كانوا قد أجمعوا تقريبا علي أن هشام طلعت مصطفي سيخرج من هذه القضية بسبب علاقاته الوثيقة مع عدد كبير من رجال الدولة وقياداتها ولاسيما صديقه جمال مبارك، وبسبب تحكمه أيضا في كبري شركات العقارات المصرية، لدرجة أن الكثيرين تساءلوا حول ما إن كان هشام طلعت سيخرج من السجن ولا يحاكم أم لا.