على هامش مشاركة معارضين مصريين فى لجنة استماع داخل الكونجرس الأمريكى
اجتماعات سرية لأقباط ومعارضى المهجر بقيادة سعدالدين إبراهيم لضرب زيارة مبارك إلى واشنطن!
الخميس، 14 مايو 2009 - 21:50
رسالة واشنطن: أحمد سميح
◄سعد الدين وحليم ونور وممثل كفاية وشباب 6 أبريل طالبوا أمريكا بتخفيض المعونات واتهموا النظام بالتمييز واضطهاد الأقباط وتعذيب النشطاء السياسيين
بينما كانت أنظار الجميع فى مصر تتجه إلى واشنطن لرصد ومتابعة ما يدور داخل لجنة الاستماع التى عقدها الكونجرس الأمريكى وشارك فيها عدد من أشهر المعارضين المصريين، على رأسهم الدكتور سعدالدين إبراهيم، والمستشار كميل حليم، وقيادات شابة من حركة كفاية وشباب 6 أبريل، بالإضافة إلى مداخلة تليفونية طويلة من المعارض الأبرز أيمن نور، كان الدكتور سعدالدين إبراهيم، والمستشار كميل حليم رئيس التجمع القبطى بأمريكا يشاركان فى اجتماعات أكثر خطورة من الكلمات التى انتقدا فيها النظام المصرى داخل الكونجرس، من خلال عقد اجتماعات مغلقة اتسمت بالسرية الشديدة مع عدد من قيادات المعارضة فى الولايات المتحدة بهدف تجهيز الاستعدادات اللازمة لتنظيم عدد من المظاهرات بغرض إفشال زيارة الرئيس مبارك المنتظرة إلى الولايات المتحدة.
الاجتماعات التى حضرها سعدالدين إبراهيم ونظمها تحالف المصريين الأمريكيين المكون من مثقفين ورجال أعمال يعيشون فى أمريكا منذ فترة طويلة، كانت لها الأولوية والأهمية عن جلسة الاستماع التى عقدت فى الكونجرس، لأنه وللمرة الأولى يتم التنسيق بين قيادات المعارضة فى الخارج والمعارضة فى القاهرة، وهو ما ظهرت نتائجه واضحة فى الرفض القاطع الذى أبداه تحالف المصريين الأمريكيين لأى تعامل مع السفارة المصرية بواشنطن، خاصة الضغوط التى يبذلها نائب السفير هناك، التى بدأت بمحاولات لإبعاد المعارضين المصريين عن استكمال جلسات الاستماع داخل الكونجرس وانتهت بمحاولة إجهاض تحركاتهم.
تحذيرات السفارة المصرية لم تمنع الدكتور سعدالدين إبراهيم والمشاركين المصريين فى جلسات الاستماع من أن تكون انتقاداتهم شديدة القسوة، وهو ما وضح فى كلمة الدكتور سعدالدين إبراهيم التى بدأها بطلب خفض المعونة مجددا، ورفض ربطها بالسلام مع إسرائيل، وتحدث عن تدهور الأوضاع السياسية فى البلاد، مستشهدا بالتعسف الأمنى الشديد الذى واجه عددا من النشطاء المصريين الذين حاولوا التظاهر فى يوم 4 مايو الحالى أثناء احتفالهم بعيد ميلاد الرئيس مبارك وتمنوا أن يحتفلوا بعيد ميلاده القادم وهو بعيد عن سدة الحكم، والنقطة الثانية التى أثارها الدكتور سعد هى أن النظام المصرى يقمع الحركات المدنية والليبرالية لينهى فكرة البديل الآمن، بهدف أن يبدو الأمر كأن مصر إما أن يحكمها الحزب الوطنى، أو أن تخضع لسيطرة التيارات الإسلامية الراديكالية وعلى رأسها حركة الإخوان المسلمين.
أما كميل حليم، رئيس منظمة التجمع القبطى بأمريكا، فقد تحدث مطولاً عن التمييز الدينى ضد غير المسلمين من المصريين عبر عدد كبير من السياسات اليومية التى تنفذها الحكومة المصرية عن عمد، ومنها ما سماه بمذبحة الخنازير، مشيراً إلى أنها الدولة الوحيدة فى العالم التى اتخذت هذا القرار، مؤكدا أن هناك نزعة طائفية تأتى كخلفية لهذا القرار نظراً إلى أن كل الملاك وكل العاملين فى مزارع الخنازير هم من الأقباط المصريين، ثم تطرق لمشكلات عديدة منها عدم تعيين أقباط فى وظائف حساسة بالدولة، وأنه حتى لو تمت تعيينات فإنها تكون شكلية وبهدف سد الذرائع. من جانبه تحدث أحمد صلاح، المنسق السابق لحركة شباب من أجل التغيير والعضو السابق بحركة كفاية، بحماس شديد معلنا أن ما يقوم به من شهادة أمام الكونجرس الأمريكى يعتبر بمثابة قرار انتحار بالنسبة له، وقال إنه يعلم أن النظام فى مصر لن يتركه لحال سبيله لهذه الشهادة، وأكد كلام كل من المتحدثين السابقين، كما تحدث عن فترة اعتقاله وعن أشكال التعذيب التى تعرض لها، ثم تحدث عن الوفود شبه الرسمية التى تحضر إلى واشنطن لتصور للمسئولين الأمريكيين أن مصر تسير فى اتجاه الديمقراطية، وأكد أن هذه الوفود هى وفود تأتى لخدمة النظام فقط.
تحدثت أيضاً من مؤسسة «بيت الحرية» باولا شريفير عن حالة الحريات العامة فى مصر، وقالت إن تقارير المنظمة عبر العديد من السنوات لم تلحظ تطورا فى هذا الإطار، وإن حرية الصحافة فى مصر تتدهور بشكل سريع، وطالبت بتحسين أحوال السجون ومعاملة الشعب المصرى فى أقسام الشرطة بطريقة محترمة. آخر شاهد من الشهود كان الدكتور أيمن نور، مؤسس حزب الغد، والذى فشلت ترتيبات مشاركته عبر الفيديو كونفرانس، فتقدم بشهادة عبر الهاتف المحمول، طرح من خلالها عدة نقاط أساسية كان أولها أنه لا يسعه إلا شكر كل المدافعين عن الحريات العامة فى الكونجرس الأمريكى والبرلمان الأوروبى الذين وقفوا بجانبه منذ اليوم الأول لسجنه.
ثانيا أنه يؤيد بشكل كامل مشروع القرار 200 لمجلس الشيوخ لعام 2008، والذى يطالب مصر بتقديم إصلاحات فى مجالى الحريات السياسية وحقوق الإنسان، كما يناقش أوضاع الأقليات الدينية واستقلال القضاء والإفراج عن المعتقلين. ثالثاً طالب الدكتور أيمن نور أعضاء الكونجرس الأمريكى بأن يقفوا موقفا إيجابيا مع الشعب المصرى، فإذا لم يكونوا قادرين على المساعدة فى تحقيق الديمقراطية فعليهم ألا يكونوا عاملا مساعدا فى استمرار الفساد.