لا تناقض إطلاقا

آحمد صبحي منصور في الجمعة ٢١ - أكتوبر - ٢٠٢٢ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
السؤال الأول : قرأت لك قولك إن الله لم يخلق الكذب . ولكن وجدت هذه الآية القرآنية التى تقول : ( اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (62) الزمر ). أى إن الله سبحانه وتعالى خلق كل شىء ، ومنه الكذب . كيف تحل هذا التناقض ؟ السؤال الثانى : هناك تناقض بين أية سورة النساء وآية سورة المجادلة : فى سورة النساء : ( حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالاتُكُمْ وَبَنَاتُ الأَخِ وَبَنَاتُ الأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمْ اللاَّتِي أَرْضَعْنَكُمْ ) (23) النساء ) أى هناك أمهات من الرضاعة . ولكن فى سورة المجادلة : ( الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسَائِهِمْ مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلاَّ اللاَّئِي وَلَدْنَهُمْ ) (2 ) . ( إن أمهاتهم إلا اللائى ولدنهم ) فيها اسلوب قصر . أى إن الام هنا هى الوالدة فقط ، وأن التى أرضعت ليست أُمّا . ما قولك ؟
آحمد صبحي منصور

إجابة السؤال الأول

1 ـ الله جل وعلا هو الذى خلق الأشياء وليس كمثله شىء . هو الذى ( شيأ الأشياء ) ، والإفك ليس شيئا . لأنه عدم لا وجود له فى الحقيقة . لذا قلتّ إن الله جل وعلا لم يخلق الإفك . أتباع الشيطان هم الذين يخلقون الافك . قالها ابراهيم عليه السلام لقومه : (  إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَاناً وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً ) (17) العنكبوت ) . وهى صناعة شيطانية ، قال جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90)  المائدة ) . كانوا ينحتون الحجارة ويعبدونها .

2 ـ نؤكد أن الإفك هو عدم ، لا وجود له فى الحقيقة . لتوضيح ذلك نقول : إن القبر المقدس للحسين فى كربلاء هو أحجار ومواد بناء خلقها الله جل وعلا لا تختلف عن أى مواد بناء فى أى مكان أو مبنى . لكن الذى يجعلها مقدسة هو الإفك . هذا الافك ليس موجودا إلا فى أدمغة من يقدس الحسين . لو تحديتهم قائلا : أين الحسين ما كان لديهم جواب . وهذا ما قاله جل وعلا :  ( قُلْ أَرُونِي الَّذِينَ أَلْحَقْتُمْ بِهِ شُرَكَاءَ ) (27)  سبأ ).

الله جل وعلا لا يخلق عدما ، إنما يخلق شيئا . لهذا فالافك والأكاذيب الدينية لم يخلقها رب العزة ، وإنما إخترعها الشيطان وأعوانه من شياطين الانس والجن .

3 ـ أى لا تناقض هنا .

إجابة السؤال الثانى :

1 ـ لا يوجد تناقض هنا :

2 ـ قوله جل وعلا : ( الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسَائِهِمْ مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلاَّ اللاَّئِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَراً مِنْ الْقَوْلِ وَزُوراً وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ (2) ) ليس تشريعا ، بل هو خطاب إستنكارى موجّه لمن شكته زوجته ثم إشتكت الى الله جل وعلا كما جاء فى الآية الأولى ( قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (1)). وجاءت الآية الثانية بكلمة ( منكم ): ( الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسَائِهِمْ ) . أما الآية التالية ففيها تشريع عام جاء بالتفصيلات ، ولم تأت فيه كلمة ( منكم ) . قال جل وعلا : ( وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (3) فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِيناً ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (4) المجادلة ) . أى لا تناقض .

3 ـ ولو كان القرآن الكريم من عند غير الله جل وعلا لوجدوا فيه إختلافا كثيرا . قال جل وعلا : ( أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً (82) النساء  ). يحتاج الأمر الى تدبر ..!

4 ـ وبالمناسبة . تحريم زواج الأم الوالدة والأم المرضعة ( التى ترضع الطفل حوالى عامين ) يتبعه موضوع الظهار .

اجمالي القراءات 1902