سؤالان

آحمد صبحي منصور في الإثنين ١٧ - أكتوبر - ٢٠٢٢ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
السؤال الأول البخارى وكتاب البخارى هناك من يكتب مبالغات عن البخارى واسفاره شرقا وغربا وأنه كان لا يكتب حديث إلا بعد أن يرى النبى فى المنام يؤكد على صحة هذا الحديث . وهناك من يهاجم البخارى وأنه لم يكن شخصية معروفة فى عصره . أين الحقيقة هنا ، وما هو موقفك وأنت أول من هاجم وفضح البخارى واستاذ فى التاريخ الاسلامى .؟ السؤال الثانى : الثوابت والبلبلة فى نقاشات لنا مع السلفيين يتهموننا بإنكار الثوابت المعلومة من الدين بالضرورة ، وأننا نشيع البلبلة بين الناس . هل كتبت عن هذا الموضوع ؟
آحمد صبحي منصور

إجابة السؤال الأول :

1 ـ هناك ما يعرف فى المصادر التاريخية بكتب ( الطبقات ) أولها وأشهرها ( الطبقات الكبرى ) لابن سعد ، والذى رتبه حسب الأجيال أو ( الطبقات ) من عهد النبى الى الصحابة والتابعين فى العصر الأموى . وابن سعد عاش فى بداية العصر العباسى الثانى . تنوعت بعده كتب الطبقات ، فى العصرين العباسى والمملوكى ، من طبقات المفسرين وأصحاب الحديث ، والمؤرخين والقضاة والنحويين والصوفية ..الخ . وبالمناسبة فهناك كتاب فى تقديس وتأليه أحمد بن حنبل وفى مناقبه كتبه المؤرخ الحنبلى عبد الرحمن بن الجوزى . وقد عرضنا له فى كتابنا : ( الحنبلية ـ أم الوهابية ـ وتدمير العراق فى العصر العباسى الثانى ).  

2 ـ كتب المناقب هذه صادقة فقط فى التعبير عن ثقافة عصرها ومن كتبها ، وليست تأريخا صادقا لمن تكتب عنهم . ينطبق هذا على المكتوب فى سيرة البخارى وتاريخه .

3 ـ نحن يهمنا فقط ( كتاب البخارى ) أو ما يسمى ب (صحيح البخارى ) . شخص البخارى ليس قضية بالنسبة لنا ، فهو لم يكن شخصا مذكورا فى عهده ، إنما أدّى علو دين التصوف السنى مع بداية القرن السادس الهجرى الى علوّ شأن كتابه ، حتى لقد جعلوا له ميعادا أو ندوة شهرية تستمر طيلة شهر رمضان فى العصر المملوكى يحضرها السلطان والأمراء وكبار القضاة والفقهاء ، يتلون فيه كتاب البخارى تلاوتهم للقرآن . وعرضنا أيضا لهذا فى أحد مؤلفاتنا .

4 ـ جدير بالذكر أن قاضى القضاة الشافعية ابن حجر العسقلانى هو أشهر من قام بشرح البخارى فى كتابه ( فتح البارى ) . ولقد عرضنا لابن حجر بالتفصيل فى كتابنا عن شريعة أكابر المجرمين فى عصر السلطان المملوكى برسباى . هذا لأن ابن حجر كان شخصية فاسدة معروفة مؤثرة فى عصره فكريا وسياسيا ، وصاحب عشرات المؤلفات . عكس البخارى قبله بستة قرون .

5 ـ أكرّر : لا يهمنا شخص البخارى . يهمنا كتاب البخارى .  

إجابة السؤال الثانى

1 ـ كتبنا كثيرا فى موقع ( أهل القرآن ) وتحدثنا فى قناتنا على اليوتوب عن اسطورة المعلوم من الدين بالضرورة واسطورة إجماع الأمة ، واسطورة ( الثوابت ) وأيضا عن موضوع البلبلة . أظن بعض هذا كان فى كتاب ( دين داعش الملعون ).

2 ـ وسريعا أقول إن إتهاماتهم متناقضة . إذا كان دينهم مبنيا على ( الثوابت الراسخة ) فلماذا تتعرض أفئدتهم للبلبلة بمجرد المناقشة ؟ ولماذا يحمونها بعقوبة الردّة ؟ ولماذا يُرهبون ويخيفون من يناقشهم ويحكمون بقتله ويطاردونه بسلطانهم ؟ ولماذا لا تصمد ( ثوابتهم ) أمام أى نقاش ؟ ولماذا تحتاج الى سُلطة الدولة لتدرأ عنها النقد ؟ ولماذا يطلبون من أتباعهم التسليم دون تفكير ؟

اجمالي القراءات 1994