آحمد صبحي منصور
في
الأربعاء ٠٥ - أكتوبر - ٢٠٢٢ ١٢:٠٠ صباحاً
نص السؤال
آحمد صبحي منصور
إجابة السؤال الأول :
سنتعرض لمصطلح الحساب قريبا بعون الرحمن جل وعلا فى سلسلة القاموس القرآنى . ولكن هذا سؤال هام يستلزم أن نتوقف معه . ونقول :
أولا : الله جل وعلا هو الذى سيقضى بين الناس يوم الحساب ، وهو جل وعلا يقضى بالحق ولا معقب لكلامه . نرجو التدبر فى قوله جل وعلا : ( يَوْمَ هُم بَارِزُونَ لا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ( 16 ) الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ( 17 ) وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ يُطَاعُ ( 18 ) يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ ( 19 ) وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) 20 ) غافر )
ثانيا : مصطلح الانسان فى القرآن الكريم من حيث الايمان والكفر والطاعة والعصيان ، هو الانسان الكافر . أى هو موصوف بأنه خصم لله جل وعلا الذى سيقضى بين الناس يوم القيامة . عن هذه الخصومة قال جل وعلا :
1 ـ ( خَلَقَ الإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ ) 4) النحل )
2 ـ ( أَوَلَمْ يَرَ الإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ ) 77 ) يس )
ثالثا : اساس الخصومة أن الله جل وعلا هو الذى ( خلقهم ) ولكنهم ( يخلقون ) آلهة يعبدونها . فى الحقيقة فإن الذين يخلقون تلك الآلهة هم أئمة الضلال خالقى الديانات الأرضية الشيطانية . ومنهم أئمة الكفر فى كوكب المحمديين . هم لا ينكرون الدين كالعلمانيين واللادينيين ، ولكنهم يتلاعبون بالدين الالهى ، يكتمون الحق وينشرون الباطل ، ويجعلون تجارتهم فى هذا ، وبه يأكلون السُّحت . هؤلاء هم أشد الخصوم لمالك يوم الدين جل وعلا ، لن يكلمهم الله جل وعلا ولن يزكيهم ولن ينظر اليهم . قال جل وعلا :
1 ـ ( إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً أُوْلَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ النَّارَ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ( 174 ) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُاْ الضَّلالَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ ( 175 ) البقرة )
2 ـ ( إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلاً أُوْلَئِكَ لاَ خَلاقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) 77 ) آل عمران ).
إجابة السؤال الثانى :
1 ـ( جثا ) يعنى جلس على ركبتيه أو على أطراف أصابعه فى موضوع خضوع وإستسلام .
2 ـ وهذا سيحدث يوم القيامة مع :
2 / 1 : البشر جميعا ، كل أمة ( تجثو ) تنتظر موعد حسابها . قال جل وعلا : ( وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ ( 27 ) وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ) 28 ) الجاثية )
2 / 2 : للكافرين قبيل إلقائهم فى جهنم . قال جل وعلا : ( فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا ( 68 ) ثُمَّ لَنَنزِعَنَّ مِن كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيًّا ( 69 ) ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلَى بِهَا صِلِيًّا ( 70 ) وَإِن مِّنكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَّقْضِيًّا ( 71 ) ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا ( 72 ) مريم )