البرلمان يلغي مناقشة مقال لسعد الدين إبراهيم

في الأربعاء ١٣ - مايو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً

البرلمان يلغي مناقشة مقال لسعد الدين إبراهيم



القاهرة- محمد المعتصم

تراجعت لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب المصري عن مناقشة مقال للمعارض الشهير سعد الدين إبراهيم طالب فيه الرئيس الأمريكي باراك أوباما بإلغاء زيارته المرتقبة لمصر والتي سيلقي منها خطابا إلى العالم الإسلامي.

وأدى التراجع إلى جدل حول أسبابه، ففي حين اعتبره بعض النواب "عربونا" من الحكومة للرئيس أوباما مقابل تلك الزيارة، قال د. مصطفى الفقي رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان إن الموضوع لم يكن مدرجا، وأنه طرح بطريق الخطأ.

وكان إبراهيم كتب مقالا في جريدة "الواشنطن بوست" يحث فيه الرئيس أوباما على القاء خطابه من تركيا أو إندونيسيا، وهو ما اعتبره نواب في البرلمان إهانة لمصر وكان من المقرر مناقشته يوم الثلاثاء.


وقال محمد خليل قويطة، نائب رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان المصري إن اللجنة لم تتخذ أي توصيات ضد الدكتور سعد الدين ابراهيم، مدير مركز ابن خلدون للدراسات.

وصرح النائب المصري لـ"العربية.نت" أن "رئيس مجلس الشعب المصري فتحي سرور أحال المقال الى اللجنة لمناقشته الاسبوع الماضي والرد عليه لأن مثل هذا المقال يعتبر إهانة لمصر وكان من المقرر مناقشة الموضوع الثلاثاء 12 -5 -2009".

وأضاف "ما حدث بعد ذلك أن الدكتور مصطفى الفقى رئيس اللجنة فاجأ الأعضاء وممثلي وزارة الخارجية المصرية، الذين حضروا لمناقشة قضية دعوة الدكتور سعد الدين إبراهيم الرئيس الأمريكى باراك أوباما بإلقاء خطابه للعالم الاسلامي في تركيا أو اندونيسيا بدلاً من مصر، أن الاجتماع ملغى وأن القضية غير مطروحة للمناقشة".

وأوضح النائب "أن أعضاء اللجنة كانوا على استعداد لاصدار توصيات بشأن هذا الأمر إلا أن مصطفى الفقي أصر على إلغاء طرح الموضوع للمناقشة".

وحول ما إذا كانت زيارة الرئيس الأمريكى لمصر يوم 4 يونيو/حزيران القادم سببا في إلغاء مناقشة المقال، قال النائب قويط "لا ليس هذا هو السبب وان كان فتحي سرور رئيس مجلس الشعب قد أصدر توجيهاته لنا بعد ذلك بعدم المناقشة، ولكن بالرجوع الى تأشيرة احالة الطلب من قبل رئيس المجلس فوجئنا بأنها تقول "للنظر وليس للمناقشة".

وقال النائب محمد خليل قويطة لـ"العربية.نت": لقد رأت اللجنة أن إعلان البيت الأبيض عن موعد زيارة الرئيس الأمريكي لمصر والقائه خطابا للعالم الاسلامى من مصر خير رد على تشكيك الاعلام الغربي في الدور المصري المحوري في المنطقة، واعتراف صريح بهذا الدور ولطمة قوية ضد سعد الدين ابراهيم، فلم نكن بحاجة لمحاكمته حتى نعطيه حجما أكبر من حجمه".


معارضة مشروعة

ونقلت صحيفة "الوفد" المصرية أمس عن الفقى قوله: "إن الموضوع لم يكن مدرجا على جدول أعمال اللجنة، وإن ما نشر فى الصحف حول محاكمة اللجنة لسعد الدين إبراهيم بسبب مقاله لأوباما في (الواشنطن بوست) فى غير محله".

وأكد د مصطفى الفقى "أن الموضوع طرح بطريق الخطأ، وأن رئيس المجلس برىء تمامًا من طرح الموضوع للمناقشة، وإنما أحال صورة من مقال سعد الدين ليقرأه النواب فقط".

وقال خلال اجتماع اللجنة "أن معارضي النظام والحكومة لهم الحق في كتابة ما يشاؤون، وأن الخلاف مع النظام أمر مشروع، منوها إلى أن أوامر رئيس المجلس ألا يناقش الموضوع في اللجنة".


أسباب التراجع

وأثار قرار الفقي إلغاء محاكمة سعد الدين ابراهيم النائب "رجب هلال حميدة"، قائلا: "أرى أن هناك صفقات عقدت بين النظام وأمريكا لإطلاق سراح البعض الذين يبحثون عن الدرهم والدينار لضرب مصالح البلاد".

وقال النائب لـ"العربية.نت": لقد أحيل طلب المناقشة من رئيس المجلس نفسه فكيف يتم التراجع فجأة عن محاكمة سعد الدين ابراهيم الا أن تكون هناك حسابات لدى النظام المصري مع الادارة الأمريكية.

وأضاف "أعتقد أن زيارة اوباما لمصر وتأكيد البيت الأبيض ذلك حال دون مناقشة مقال الدكتور سعد وذلك خوفا أن يعكر هذا الأمر صفو الزيارة المرتقبة خاصة أن سعد الدين ابراهيم من أهم الشخصيات المقربة للادارة الأمريكية".

يذكر أن د سعد الدين ابراهيم حكم عليه بالسجن فى دعوى قضائية أقامها عضو البرلمان المصري "أبو النجا المحرزي" بتهمة تشويه سمعة مصر وتهديد الأمن القومي المصري.

ويعيش د.سعد الدين ابراهيم حاليا في الولايات المتحدة الأمريكية خوفا من ملاحقته جنائيا.

اجمالي القراءات 3718