واشنطن بوست قالت إنه وضع نفسه في حرج.. ترحيب "رسمي" وتضارب "إخواني" إزاء اختيار أوباما مصر لمخاطبة ا

في السبت ٠٩ - مايو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً

واشنطن بوست قالت إنه وضع نفسه في حرج.. ترحيب "رسمي" وتضارب "إخواني" إزاء اختيار أوباما مصر لمخاطبة العالم الإسلامي


كتب أحمد حسن بكر وعمر القليوبي ونادين عبد الله (المصريون): : بتاريخ 9 - 5 - 2009
أثارت زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما المقررة إلى مصر الشهر المقبل، التي سيوجه من خلالها رسالة مصالحة إلى العالم الإسلامي، كما تعهد في حملته الانتخابية، ردود فعل متفاوتة، فبينما اعتبرتها الحكومة المصرية جاءت في الوقت المناسب، تضارب موقف جماعة "الإخوان المسلمين"- أكبر قوة معارضة في مصر- تجاهها، بينما انتقدتها صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
وقال سامح شكري سفير مصر بواشنطن في بيان صادر باسم الحكومة المصرية إن الخطاب الذي سيلقيه أوباما من مصر متوجها به إلى العالم الإسلامي يوفر فرصة مهمة لتعميق التواصل الأمريكي مع العالم العربي والإسلامي، كما أن مصر تمثل منبرا فريدا لهذا الهدف لكونها أكبر الدول العربية سكانا وطالما كانت مركزا للفكر الإسلامي.
وقال شكري إن ميراث مصر من التسامح الديني والتنوع هي نفسها من القيم التي يعليها الإسلام، إذ أن الطبيعة الحقة للدين الإسلامي تكمن في لبه الوسطي وليس في هوامشه المتطرفة، معربا عن أمل مصر في أن يشكل خطاب أوباما خطا فاصلا في علاقات الولايات المتحدة بالعالم الإسلامي.
وأشار البيان إلى أن زيارة أوباما تأتي في التوقيت المناسب حيث يواجه الشرق الأوسط العديد من التحديات، وخاصة الحاجة إلى تحقيق السلام لشعوب المنطقة والحد من التهديدات التي يشكلها انتشار أسلحة الدمار الشامل.
وقال "من الأهمية بمكان أن تقوم العلاقات بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي على أساس من الاحترام والتفاهم المتبادل"، وأضاف أن مصر على استعداد للعمل مع الرئيس أوباما وإدارته نحو تحقيق هذا الهدف بما يتماشى مع الصداقة الدائمة بينهما".
وأثارت الزيارة المزمعة رد فعل متضارب داخل جماعة "الإخوان"، ففي الوقت الذي انتقد فيه الدكتور محمد حبيب النائب الأول للمرشد العام للجماعة الخطاب باعتباره مسعى أمريكي لتعزيز النهج المؤيد لإسرائيل، قوبل بترحيب النائب صبحي صالح أمين الكتلة البرلمانية لـ "الإخوان المسلمين"، مؤكدا أن "اختيار مصر للخطاب يعكس المكانة. المكانة التاريخية والموقع الجغرافي والمشروع الحضاري الإسلامي، فهي المكان المناسب لمخاطبة العالم الإسلامي".
وقال حبيب إن مبادرات الولايات المتحدة إلى دول مثل سوريا وإيران والزيارات الأخيرة التي أجراها المسئولون الأمريكيون إلى مصر والسعودية تشير إلى أن الخطاب سيستخدم في تعزيز البرنامج الأمريكي المؤيد لإسرائيل، وأشار إلى الإدارة الأمريكية تحاول توظيف كل دولة من هذه الدول على حدة لخدمة الأجندة وخدمة المصالح الأمريكية، فضلا عن تأمين وتعزيز وحماية وضمان التفوق للكيان الصهيوني على الدول العربية الإسلامية.
بينما اعتبر النائب الإخواني صبحي صالح "أن اختيار أوباما مصر وإلقاؤه خطابًا مهمًا للعالم الإسلامي ليس اختيارًا طوعيًا أو شخصيًا، ولكنه اختيار المكانة التاريخية والموقع الجغرافي والمشروع الحضاري الإسلامي، فهي المكان المناسب لمخاطبة العالم الإسلامي".
وأضاف "نحن نرحب بأوباما ضيفًا على مصر، ونطالبه بوقف العدوان الإسرائيلي على فلسطين، فهذا ما يريده الإخوان من أمريكا، أما الحديث عن الإصلاحات السياسية الداخلية فنحن نرفض صعود الإخوان سياسيًا على حساب التدخل الأمريكي في الشأن الداخلي المصري، ومعركتنا مع النظام معركة داخلية".
من ناحيتها، قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن الزيارة وضعت أوباما في موقف حرج وحساس من الناحية السياسية، نظرا لاختياره مصر بالتحديد لإلقائه خطابه من بلد يخضع لسيطرة نظام "استبدادي" يواجه معارضة إسلامية قوية.
ورأت أن اختيار الرئيس الأمريكي لمصر قد يعرضه لمواجهة انتقادات في الشرق الأوسط، لأنه بهذه الزيارة يظهر دعما ضمنيا للرئيس حسني مبارك الذي يحكم البلاد منذ ثلاثة عقود ونادرا يتسامح مع المعارضة السياسية.
وأوضحت أن الرئيس مبارك (81 عاما)، الذي سيلتقي أوباما في واشنطن هذا الشهر اعتاد على استخدام قوات الأمن لملاحقة واعتقال الخصوم السياسيين، فضلا عن تمهيده الطريق لنجله لخلافته في الحكم.
وأشارت إلى أن دعم الولايات المتحدة لمبارك وغيره من القادة العرب غير المنتخبين قد يفسر في منطقة الشرق الأوسط، باعتباره نوعا من النفاق في السياسة الخارجية الأمريكية، لاسيما بعد الثماني سنوات الماضية، التي جعلت إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش خلالها تعزيز الديمقراطية محور دبلوماسيتها في المنطقة.
وأوضح المتحدث باسم البيت الأبيض أن الأمر بالنسبة لأوباما يتعلق بالإيفاء بالوعد الذي قطعه بإصلاح العلاقات بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي بعد التشنج الذي نجم عن اجتياح العراق والوسائل المستخدمة في إطار "الحرب العالمية على الإرهاب" التي شنها سلفه جورج بوش.
ورأت الصحيفة أن جماعة "الإخوان المسلمين"، على وجه الخصوص، قد استغلت تأييد واشنطن لمبارك، الذي سجن أعضاء من حركة المعارضة الإسلامية لسنوات، لإثارة المشاعر المعادية للولايات المتحدة في مصر وخارجها.
وأبرزت الصحيفة قول المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت جيبس، إن اختيار أوباما مصر للخطاب الذي سيوجهه إلى العالم الإسلامي في الرابع من يونيو لا ينبغي أن ينظر إليه على أنه تأييد لحكومة مبارك.
وقال إن مصر "من نواح كثيرة تمثل قلب العالم العربي"، وأشار إلى أن "الرئيس أوباما مهتم بقضايا الديمقراطية وحقوق الإنسان، وستكون أمامنا فرصة لمناقشة تلك القضايا بمزيد من العمق خلال رحلتنا إلي مصر".
وقبل تنصيبه رئيسا في 20 يناير، عبر أوباما عن رغبته في إصلاح صورة الولايات المتحدة في العالم وخصوصا في العالم الإسلامي. وفي خطاب تنصيبه عرض على العالم الإسلامي "مقاربة جديدة ترتكز على أساس المصلحة والاحترام المتبادلين".
وبذلك سيفي أوباما أيضا بجزء من الوعد الذي قطعه خلال حملته بالتحدث أمام "منتدى" مسلم كبير خلال الأيام المائة الأولى من ولايته إذا ما انتخب، وكان قد ألقى خطابا في السادس من أبريل أمام البرلمان التركي، أكد خلاله أن الولايات المتحدة "ليست ولن تكون في حرب ضد الإسلام".
إلا أن البيت الأبيض اعترف بأن ذلك الخطاب لم يكن الخطاب الموعود للعالم الإسلامي، لذلك اختار أوباما للإيفاء بوعده الحليف المصري المستفيد الكبير من المساعدة الأمريكية في المنطقة وأحد البلدين العربيين (مع الأردن) الذي وقع معاهدة سلام مع إسرائيل.
من جهتها، اعتبرت منظمة العفو الدولية أنه ليس لديها مشكلة في اختيار أوباما لمصر، لكنها شددت على ضرورة أن يستغل كلمته كمنبر لتناول الصراع الإسرائيلي الفلسطيني والمخاوف المتعلقة بحقوق الإنسان في العالم الإسلامي.
وقال زاهر جان محمد المتخصص بالشرق الأوسط بمنظمة العفو الدولية "أقول التحدث عن التزامه بأن يكون عادلا بشأن القضية الإسرائيلية الفلسطينية والتحدث عن أهمية حرية التعبير والتجمع في العالم العربي والإسلامي الضعيفين جدا مع الأسف"، مضيفا "إذا لم يتناول أيا منهما فستكون أمرا مخيبا للآمال".

اجمالي القراءات 5317