بلاش قسطرة وخد الحبة الخضرا» !!، جملة يكررها يومياً أستاذ قلب شهير محترم فى عيادته ليبيع زجاجة الوهم بثلاثمائة جنيه، عشب صينى يباع على أرصفة دبى بعشرين جنيهاً يتاجر فيه الطبيب المحترم لطوابير الغلابة بأكثر من عشرة أضعاف ثمنه !،
ولو كانت للحبة الخضراء التى يبيعها الأستاذ أى مرجعية علمية أو أى نتيجة لكنا قد تغاضينا عن الكتابة وصمتنا عن فضح ممارسات هذا الأستاذ التى تنتمى لعالم العطارة الوهمية أكثر من انتمائها لعالم الطب القائم على الدل&te;يل العلمى، وللأسف وزير الصحة لا يحرك ساكناً تجاه التحقيق مع هذا الأستاذ وأيضاً نقابة الأطباء جاملته وغضت الطرف وطنشت جريمة أول أركانها بيع طبيب لدواء لم تقره وزارة الصحة فى عيادته وكأنه فى سوبر ماركت، وآخرها بيع وهم لغلابة وإقناعهم بإلغاء القسطرة وعمليات القلب المفتوح لأن الحبة الخضراء هى الحل السحرى ليموت الغلابة بأسفكسيا الحلم الوهمى .
الأستاذ أعلن فى برنامج تليفزيونى أن قرص الكارديوتونيك حقق نتائج مذهلة، فهو ينظف الشرايين تماماً، وقال فى تصريحه بالنص: كنت فى مؤتمر مؤخرا حول هذا الشأن وأحضرت معى ٣ آلاف قرص، استخدمتها مع بعض مرضى القصور فى الشريان التاجى والذبحة والجلطة، وكبار السن، وحققت نتائج مذهلة معهم، كما انه ينظف الشرايين تماما ومن الممكن أخذه كعلاج وقائى (قرص يومياً)، ورغم هذا فإن وزارة الصحة رفضته وكذلك النقابة، برغم نجاحه فى تنظيف ترتيبات الشرايين!.
اعتراف مكتمل الأركان ووزارة الصحة ما زالت مطنشة وكأن دورها أن تكتب تقريراً عن عدم صلاحية الدواء وكان الله يحب المحسنين، ماذا قالت اللجان العلمية عن الحبة الخضراء وهى اللجان التى تشكل من أطباء وصيادلة وباحثين محترمين، مثل اللجنة العامة للرقابة على نظم العلاج المستجدة ؟.
يقول نص القرار الموقع باسم رئيس قطاع الرعاية العلاجية والعاجلة ومنسق اللجنة :
«بالإحالة إلى الطلب المقدم من سيادتكم بشأن عقار صينى CARDIOTRON والذى ذكرتم بأنه يفيد فى حالات الذبحة الصدرية نفيد سيادتكم بأن اللجنة العامة للرقابة على نظم العلاج المستجدة قد ناقشت العقار المقدم على مدار عدة اجتماعات ،تم إحالة الموضوع إلى لجنة فنية متخصصة والتى قامت بدراسة تركيب المستحضر وجميع الأوراق والأبحاث المقدمة وانتهت هذه اللجنة إلى أن هذا المستحضر يفتقر إلى كل مقومات الدواء ولا توجد أى دراسة علمية تؤكد فاعليته كدواء لعلاج القلب وتصلب الشرايين، وعليه فلا يمكن الموافقة على هذا المستحضر كعلاج آمن وفعال لأمراض القلب».
كيف يترك وزير الصحة ونقيب الأطباء هذا الموضوع الخطير بدون تحقيق ؟، كيف يرضى طبيب لنفسه أن يبيع دواء فى عيادته أصلا حتى ولو كان هذا الدواء سحراً فما بالك بدواء غير معترف به؟، كيف يرضى ضمير الوزير والنقيب عن تخلى مرضى عن طوق النجاة الحقيقى للتعلق بقشة الحبة الخضراء والموت فى أحضان الوهم الأخضر ؟!.
|